صحيح أن مسيرة البروفيسور غوردن موراي في عالم تصميم السيارات تمتد عبر ما يزيد على خمسة عقود، إلا أن منحه جائزة إنجاز العمر يبدو أشبه بالتصفيق ثناء على مقطوعة موسيقية ساحرة قبل أن يصيب العازفون النغمات العالية. فموراي، الذي حاز العام الفائت وسام الإمبراطورية البريطانية من رتبة قائد، لا ينفك يُعد واحدًا من الشخصيات التي تحظى بأعلى درجات التقدير في قطاع السيارات. كما أنه لا يزال يتقن فن الاستئثار بالاهتمام من خلال عمله الجديد البديع حد الإبهار والذي يتمايز بالمظهر الرشيق، والابتعاد عن التكلف، وحس الابتكار، وهي الركائز التي يستند إليها موراي في إبداعاته.

انضم المصمم العبقري، الذي يحمل شهادة في الهندسة الميكانيكية، إلى فريق برابم لسباقات الفورمولا 1 سنة 1969، وكان آنذاك في الثالثة والعشرين من العمر، ثم شق طريقه وصولاً إلى منصب كبير المصممين ومهندس المركبات التي حققت الفوز في 22 سباقاً من سباقات الجائزة الكبرى، وضمنت للعلامة الفوز مرتين ببطولة السائقين. وإذ ارتحل موراي بعد ذلك بموهبته إلى شركة ماكلارين أوتوموتيف، سرعان ما تركز عمله فيها على السيارات عالية الأداء المخصصة للقيادة على الطرقات، فطور الطراز الشهير F1 الذي دخل حيز الإنتاج سنة 1992.

يقول موراي: «لا ينفك طراز McLaren F1 يجسد السيارة الأخف وزنًا والأشد تركيزًا على الأداء في العالم. أعتقد حقيقة ألا صانع أفلح منذ ذلك الحين في تصميم أو بناء مركبة تضاهيها.»

قد يكون الشخص الوحيد القادر على الإتيان بإنجاز يتفوق على هذا الطراز هو المصمم الذي ابتكره. تأسست شركة غوردن موراي أوتوموتيف سنة 2017، ويتمثل أحدث ابتكاراتها بمركبة الطراز T.50 البالغ وزنها 979.79 كيلوغرامًا. جُهزت المركبة بمحرك V-12 من كوزوورث، مكون من اثنتي عشرة أسطوانة سعة3.9  لتر، ويعمل بالسحب الطبيعي. ينتج المحرك قوة تساوي 650 حصانًا، ويبلغ أقصى سرعته عند 12,100 دورة في الدقيقة، وهذه سرعة يعجز عن بلوغها أي طراز من المركبات المخصصة للإنتاج على نطاق واسع المتوافرة في الأسواق. تتمايز السيارة أيضًا بثلاثية مقاعدها التي تذكّر بتصميم المقاعد في طراز F1، وبنظام المراوح الهادف إلى خفض الضغط الهوائي أسفل الهيكل، فتُعد متممًا يرتقي بمأثرة المصمم السابقة. كان موراي قد صرح بأنه يسعى من خلال طراز T.50 إلى بناء «آخر أعظم سيارة متفوقة الأداء لا تعتمد على التقنية.»

يقول موراي: «نتهيأ للاحتفاء بمسيرة 50 عامًا في مجال تصميم السيارات من خلال طراز مركبتنا متفوقة الأداء Type 50 Supercar. أرى أنه سيشكل خلفًا معنويًا حقيقيًا لطراز F1.» ولا يسعنا إلا أن نثني على ذلك.

 


www.gordonmurraydesign.com