إنها قصة رائد أعمال فذ. فبطل القصة هاوٍ مولع بالتزلج يتخلى عن وظيفته الشاقة في عالم المصارف والاستثمارات في مانهاتن ويمضي في إثر المسارات الثلجية في فيرمونت. يحاول العمل في حظيرة بمدينة لوندونديري على تصميم عدة للتزلج تتكون من مزلجة أحادية تُعرف باسم Snurfer، وينتهي به المطاف أخيرًا إلى الإتيان بابتكار ريادي هو لوح التزلج الحديث، وتغيير وجه الرياضات الجبلية إلى الأبد.

إنها باختصار قصة جايك بورتن كاربنتر، مؤسس شركة Burton Snowboards، التي تُعرف اليوم باسم شركة بورتن وتنتج حاليًا مستلزمات متنوعة، من ألواح التزلج وأجهزة تثبيت الأحذية إلى الزلاجات، إلى السترات، والأحذية المرتفعة، والنظارات الشمسية، حتى معدات التخييم. لكن كاربنتر لم يفلح في بناء شركة لها اسم تجاري شهير حقق نجاحًا مهيبًا فحسب. بل يُعزى الفضل إليه أيضًا لأنه أرسى الأسس التي حولت ما كان يشكل في الماضي هواية حصرية للنخبة إلى رياضة أولمبية وظاهرة عالمية، الأمر الذي تأتى عنه كل ما يميز هذا العالم، من بروز أبطال مثل شون وايت، إلى حركة الالتفاف المزدوج في الفيلم الشهير Higher Ground من شركة وارن ميلر.

لم يتخل كاربنتر قط عن اتباع النمط الحياتي الذي غدا يبيعه للآخرين، ليبقى هدفه الوجود فوق جبل ما في مكان ما من العالم على الأقل 100 يوم في السنة الواحدة. في عام 1995، أطلق كاربنتر مع زوجته دونا، التي ترأس اليوم مجلس مديري شركة بورتن، مؤسسة Chill Foundation التي تكرس جهودها "لإلهام الشباب إلى تجاوز التحديات من خلال الرياضات التي ترتكز إلى استخدام الألواح"، فضلاً عن العمل مع المدارس ووكالات الخدمات الاجتماعية وبرامج بيوت الرعاية لتحديد الأطفال المعرضين للمخاطر وتوجيههم.

توفي جايك بورتن كاربنتر في شهر نوفمبر تشرين الثاني الفائت عن عمر يناهز الخامسة والستين مخلفًا وراءه إرثًا حيًا يتجلى في كل حركة التفاف عكسية بلوح التزلج وفي كل شقلبة في الهواء فوق لوح تزلج. لقد رحل عن عالم خلّفه أروع وأكثر تجليًا مما وجده عليه، وفي هذا نقول: "فليستمر إرثه."


www.burton.com