إن لم يكن جون أدلمان منشغلًا بمهامه الوظيفية بوصفه رئيسًا تنفيذيًا لشركة ديزاين ويذين ريتش، فإنك قد تصادفه يجوب أسواق السلع المستعملة (التي قابل زوجته للمرة الأولى في أحدها)، أو يقود واحدة من سياراته المميزة، أو ينقّب عن التصاميم الحديثة. عُيِّن أدلمان مؤخرًا رئيسًا للجمعية غير الربحية Be Original Americas التي تُعنى بتثقيف المصممين والصنّاع والعامة بقيمة التصاميم الأصيلة، ما يعني أنه ينخرط في تثمين هذه التصاميم ويدعو إلى ذلك. بل إنه شغوف بتحقيق هذه الغاية ويقبل على مهمته متسلحًا بذائقة رفيعة وبما يقع في متناول يديه من كنوز رائعة عبر الشركة. 

 

نزعة لا تشيخ

إن تأملت في شركتي، ستدرك أني غير معني على الإطلاق بالتوجهات السائدة. إني أهتم تحديدًا بكل ما هو حديث وجميل. يسأل بعض الناس: «متى رجعت صيحة التصاميم الحديثة؟» يفاجئني هذا السؤال لأن شراء التصاميم الحديثة رائج منذ خمسينيات القرن الفائت! عندما أطلق ستيف جوبز الآيفون، كان يقف على خشبة مسرح اقتصر أثاثها على أريكة من طراز كوربوزييه وطاولة بساق وسطح دائري من دار سارينن وخلت من كل شيء آخر باستثناء جوبز والهاتف. في هذا المشهد دليل واضح على أن التصاميم الحديثة لا تشيخ أبدًا.

 

لا يمكن للمرء أن ينسى أول

سيارة ابتاعها

في أثناء نشأتي في كونيتيكت، كنت ألمح سيارة بي أم دبليو في حقل تابع لمزرعة في آخر الشارع. قلت مرة لجيراني في تلك المزرعة: «سأعطيكم 25 دولارًا وأسحب السيارة بعيدًا»، فقبلوا العرض. أحضر شقيقي الأكبر جرّارًا وسحبنا السيارة إلى جوار منزلنا مسافة ميل. وبما أني لا أعرف شيئًا في الأمور الميكانيكية، عمدت إلى تلميع المركبة ثم بعتها بعد مرور شهر إلى ميكانيكي مقابل 600 دولار. كان ذاك المشروع بداية شغفي بعالم السيارات. مع بلوغي السادسة عشرة من العمر، كنت قد اشتريت سبع سيارات وبعتها.

 

سيارة ستودبايكر بمقدمة تذكر بشكل الرصاصة.

سيارة ستودبايكر بمقدمة تذكر بشكل الرصاصة.

 

مركبة فاتنة

أفكر حاليًا في إصلاح مركبتين من طراز ستودبايكر تعود إلى خمسينيات القرن الماضي قام بتصميمهما ريموند لويفي. تتميز المركبتان بمقدمة تقليدية تذكّر بشكل الرصاصة، وهو تصميم لم يكن متوافرًا إلا في عامي 1950 و1951. أما البابان الخلفيان في الطراز ذي الأبواب الأربعة، فكانا يُلقّبان باسم «بابا الانتحار» (لأنهما كانا مثبتين إلى الجزء الخلفي وليس إلى الجزء الأمامي). أعمل حاليًا على تحديث السيارتين بطرز حديثة من المحركات والأنظمة الناقلة والمكابح. لن يكون من الماتع قيادة أي من المركبتين إن لم أجر هذه التعديلات، لكن جماليات تصميمهما تأسر الأبصار.

 

اكتشاف مثالي

تعرّفت إلى المفروشات الحديثة من خلال أسواق بيع السلع المستعملة، لا سيما السوق الواقع في شارع 26 في مانهاتن (لم يعد هذا السوق قائمًا). مع بلوغي أواخر العقد الثاني من العمر، أظهرت افتتانًا بقطع الأثاث الحديثة وعكفت على دراسة تصاميمها. أصبحت خبيرًا في هذا المجال. بل إني تعرّفت إلى زوجتي وأحببتها من خلال زياراتنا إلى سوق القطع المستعملة وإدراكي أننا نتشارك هذا الحس الجمالي. وكيف لا يسعني أن أحب شخصًا يشاركني هذه الاهتمامات نفسها؟

 

قواعد الأناقة

لدي زي محدد: أرتدي سروال جينز من دار جان شوب التي تبتكر برأيي سراويل الجينز الأفضل في العالم. فمؤسس الدار إيريك غولدشتاين يُظهر حرصًا بالغًا على تصنيع سراويل جينز عالية الجودة. أما قمصاني، فجميعها من دار هاملتون المتخصصة في هذا المجال في هيوستن بتكساس. أواظب على ابتياع قمصاني من هناك منذ 15 سنة. كما أرتدي سترة من جون فارفاتوس. يشكّل الجمع بين هذه القطع أقصى درجات التأنق في حالتي.

 

ساعة تورتل من سيكو تعود إلى سبعينيات القرن الفائت. 

ساعة تورتل من سيكو تعود إلى سبعينيات القرن الفائت.

 

شغف بالتقنية

إني شغوف بأجهزة التلفاز المحمولة التي اشتهرت في خمسينيات القرن الفائت، وأمتلك نحو 30 نموذجًا إلى 40 نموذجًا منها. كانت هذه الأجهزة تشكّل في الماضي قطع أثاث. أما اليوم، فنحن نبذل قصارى جهدنا لكي نحجب شاشة التلفاز عن الأنظار. باتت الشاشة مسطّحة أكثر من ذي قبل، وتحتجب في الجدار. لكن الناس في الماضي كانوا يفاخرون بامتلاك جهاز تلفاز. كما أني ما زلت أحتفظ بجميع أجهزة المذياع التي ابتعتها في السابق، وأحب تحديدًا مذياعًا من طراز ويلترون يعود إلى عام 2001. صُمِّم المذياع في هيئة رأس رجل من المريخ يشغل فمه مشغّل بثمانية مسارات. ابتعت 15 مذياعًا من نماذج مختلفة من أسواق السلع المستعملة.

 

مذياع من ويلترون.

مذياع من ويلترون.

 

خيارات متبصرة

عندما أنهيت دراستي الجامعية، أهداني والدي ساعته من طراز دايتونا من رولكس. زيّنت معصمي بهذه الساعة على مدى عشر سنوات ولم أخلعها قط. في يوم من الأيام، عثرت على ساعة كرونوغراف رائعة من أوميغا تعود إلى سبعينيات القرن الفائت، وما زلت أحتفظ بها. شرعت تلك الساعة الأبواب أمامي لاستكشاف هذا العالم، فبدأت أكتنز ساعات منسية من سبعينيات القرن الفائت من طرز سيكو، وأوميغا، وبريتلينغ. وجدت آنذاك أنها تتوافق تمامًا مع ذائقتي. كنت أعثر على علبة الساعة في مكان، والسوار في مكان آخر، وعلبة أدوات تصحيح الوقت في مكان ثالث. يشبه مسار تعقّب هذه القطع علاجًا مفيدًا للصحة من وجهة نظري.

 

وجهات الاستكشاف

فيما يتعلق بابتياع الساعات، أبحث عما أريده عبر الإنترنت على موقع Hodinkee وموقع Bob’s Watches الإلكترونيين. كما أني أبتاع نماذج كثيرة عبر موقع إيباي. فهذا الموقع يشكّل منصة مثالية لكل من يهوى جمع الفرائد، لا سيما إن كان يبتاع قطعًا منفصلة يقوم لاحقًا بتركيبها معًا. أما السيارات، فنادرًا ما أزور المعارض. أهوى مطالعة مجلة Hemmings Motor News المتخصصة في أخبار السيارات، وأقرأ النشرة اليومية الصادرة عن موقع Bring a Trailer للمزادات على السيارات، ومن بينها السيارات الاختبارية التي باتت تشكل خردة متهالكة والمركبات التقليدية التي يقارب سعرها مئتي ألف دولار. فهذا الموقع يُعد مقصدًا لهواة السيارات.

«لست معنيًا على الإطلاق بالتوجهات السائدة. إني أهتم تحديدًا بكل ما هو حديث وجميل».