الرئيس التنفيذي لشركة جلف كرافت تسلط الضوء على احتياجات الزبائن في قطاع اليخوت اليوم وتستشرف مستقبل السوق بعد أزمة كورونا.

 

كان لزيارات عبير الشعالي، خلال العطلات الصيفية إلى الإمارات العربية المتحدة، أثر كبير في استثارة اهتمامها بقطاع اليخوت وتحفيزها على الانخراط فيما بعد في نشاط الشركة التي أسسها والدها عام 1982. فعبير، التي ترعرعت في الولايات المتحدة الأمريكية حيث تابعت دراستها، كانت في الصغر تمضي صيفها في رحاب حوض بناء يخوت جلف كرافت وصالات العرض التابعة للشركة. وإذ عادت لاحقًا لتستقر في دولة الإمارات العربية المتحدة، تمرست في المهنة على يد والدها، وارتقت إلى منصب الرئيس التنفيذي للشركة. تواصل عبير الشعالي اليوم تطوير مسارات جديدة لتعزيز الحضور العالمي للشركة، وتنشط مع فريقها في الحفاظ على إرث عائلي تحضر تجلياته في ابتكارات الشركة الحديثة، وآخرها اليخت الفاره من طراز ماجستي120 .

 

ما أبرز السمات المميزة للغة التصميم التي تعتمدها جلف كرافت؟

تشتهر جلف كرافت بالتزامها مبدأ «الشكل في خدمة الغرض الوظيفي». إننا نعتمد لغة تصميم لا تحتكم إلى تبدل التوجهات الآنية، ونتعاون مع كبار المصممين في أنحاء مختلفة من العالم لابتكار تصاميم عصرية مع الحرص على تلبية احتياجات الزبائن وتوقعاتهم. فما يهمنا هو أن نوفر لهم يخوتًا متقنة البناء والتصميم، تزخر بسبل الراحة وتتيح لهم قضاء وقت ماتع في البحر، على ما تشهد على وجه الخصوص يخوتنا من فئتي ماجستي ونوماد. لذا فإننا لا نوفر جهدًا لإثراء ابتكاراتنا بمساحات رحبة ومرافق ترقى بتجربة الإبحار.

كيف جرى تجسيد هذه القيم الرئيسة في اليخت الفاره ماجستي 120؟

قد يكون أبرز ما تتمايز به يخوتنا هو المساحات الرحبة على متن أسطحها. في الطراز الجديد ماجستي 120 على سبيل المثال، تزيد المساحات الخارجية عبر الأسطح الثلاثة بنسبة %30 على ما هي عليه في اليخوت الأخرى من الفئة نفسها. يتفرد هذا الطراز أيضًا بطابعه العصري الأنيق المميز بخطوط تصميم تصلح لمختلف الأزمنة. كما أن مساحاته الداخلية صُممت على نحو بديع ومبتكر. أعيد مثلاً تصميم السطح السفلي في ترتيب غير متماثل بهدف توفير مساحة معيشية أكثر رحابة ومثالية للأطفال. وفي اليخت الأول من هذا الطراز، أخذنا في الحسبان المعلومات الآتية من زبائننا وشركائنا، فاستحدثنا على متنه مساحات هجينة. يمكن على سبيل المثال تحويل النادي الشاطئي إلى مرآب للمركبات المائية. وفي سبيل توفير بيئة هادئة للضيوف، استخدمنا أنظمة التوازن الكهربائية بديلاً عن الأنظمة الهيدروليكية لخفض مستويات الضجيج. 

ما الذي ينشده الزبائن اليوم على متن يخوتهم؟

في ما يتعلق بالتصميم، يركز الزبائن على المساحات العملية، والألوان الحيادية، فضلاً عن تعزيز المناطق الترفيهية على متن الأسطح الخارجية إلى أقصى حد ممكن. لذا فإنهم يؤثرون النأي عن التكلف في التصميم لتوفير مساحات عيش أكثر رحابة. كما أنهم يولون أهمية قصوى لعامل الموثوقية في التعامل مع الشركة، وهذا عامل لا يمكن المساومة عليه في قطاعنا. 

ما مدى مواكبة جلف كرافت للتوجه السائد إلى بناء يخوت مستدامة وصديقة للبيئة؟

إننا ندرس هذا التوجه من مختلف جوانبه، ونعمل على تطوير أساليب بناء تتيح لنا ابتكار يخوت أخف وزنًا، وأكثر كفاءة في استهلاك الوقود. وقد شرعنا نعتمد في بعض يخوتنا على الأنظمة الكهربائية والطاقة الشمسية، وبتنا نحرص على اختيار مواد صديقة للبيئة وأكثر استدامة لتأثيث المساحات الداخلية.

كيف تقيمون سوق اليخوت اليوم؟

ترتكز الحركة في سوق اليخوت إلى عدد قليل من الزبائن الموسرين الذين يمتلكون القدرة الشرائية. لم تتأثر سوق اليخوت الفارهة وكبيرة الحجم بالأزمة الاقتصادية. أما سوق اليخوت متوسطة الحجم، فهي الأكثر عرضة للتأثر بتداعيات الدورة الاقتصادية. لاحظنا مؤخرًا أن الزبائن الحاليين لم يلغوا طلباتهم على اليخوت، بل ينتظرون رفع الحظر الذي فرضته جائحة فيروس كورونا لإتمام الصفقات. لكنني أرى أن قطاعنا لن يشهد نموًا ملحوظًا في السنتين المقبلتين. أعتقد أن جهودنا ستتركز على الحفاظ على الوضع القائم فيما يعيد الاقتصاد العالمي إحياء نفسه. في مختلف الأحوال، لا بد لنا من الاستمرار في العمل على بناء يخوت وقوارب توفر تجارب ماتعة للزبائن في أعقاب الحظر الطويل الذي رزحوا تحت وطأته.