رئيس التصاميم في مجموعة فيات كرايسلر أوتوموبيل يستعرض رؤيته لسوق السيارات العالمية، مسلطا الضوء على حضور ذوي البشرة الملونة في هذا القطاع وتكافؤ الفرص.   

 

لا بد لرالف جيلز، بوصفه رئيس قسم التصاميم في مجموعة فيات كرايسلر أوتوموبيل، من أن يكون قادرًا على الاضطلاع بمهام متعددة مثل حاسوب خارق. في ما خلا ذلك، كيف يمكن لهذا المدير التنفيذي البالغ من العمر 50 عامًا أن يشرف على عشر علامات مختلفة تشمل ألفا روميو، ودودج، وجيب، ومازيراتي، ورام؟ لا شك في أن هذا المنصب يصقل رؤية المصمم المتفردة، والشاملة على نحو مميز، إلى سوق السيارات العالمية. تشارك جيلز هذه الرؤية مع مجلة Robb Report في حوار أجري في منزله بضواحي ديترويت. 

 

كيف تقارب كل مشروع جديد إذا ما أخذنا في الحسبان حضور مجموعة فيات كرايسلر أوتوموبيل في أسواق مختلفة؟

إني أقرب إلى خبير في علم الإنسان يحاول فهم ثقافة المجتمع والتوجهات السائدة فيه. خلال أسفاري، أسير لأميال في الصباح للوقوف على كيف يستخدم الناس سياراتهم. تبهرني الصين حاليًا. كما أن أوروبا وأمريكا تشهدان تغيرًا على هذا المستوى. صحيح أن الجانب التقني يتجه إلى مسار موحّد، لكنْ ثمة تباين في المركبات المختارة.  

 

كيف تقيم الاختلاف في استخدام المركبات بين هذه المناطق؟

تستخدم الصين آلات تصوير السرعة على نحو مسرف، لذا لا ينطلق السائقون بسرعة على الطرقات. يعني ذلك أنهم يمتلكون كثيرًا من الوقت للاستمتاع بالتقنية، وينفقون مبالغ أكبر على هذا الجانب مقارنة بالأمريكيين، على الأقل في الوقت الراهن. كما أن القوانين في الصين لا تسمح بقطر أي مركبة، فيما العكس هو الصحيح في أمريكا حيث يقدّر الناس ألعابهم. كما أن المركبات المجهزة بمحركات الوقود باتت محظورة في كثير من مراكز المدن في أوروبا، لذا كان لا بد لنا من تطوير مركبات هجينة تتزود بالطاقة من البطاريات على غرار ما فعلنا لطرازي Renegade وCompass من علامة جيب، ما كان هذا الأمر ليتحقق على الأرجح لمركبات من هذا الحجم خلال هذه الفترة الزمنية.

 

هل يلوح التحول إلى الطاقة الكهربائية في أفق وحدة STR (تقنيات المركبات المخصصة للطرقات العادية وللسباقات) التابعة للمجموعة؟

بالطبع. جل ما في الأمر هو أننا سنضع تحقيق الأهداف نصب أعيننا فيما نمضي في هذا المسار. إن غايتنا ليست إقحام وحدة طاقة كهربائية في سياراتنا فحسب. ينبغي أن تكون هذه الخطوة داعمة لقيم العلامة.

 

بوصفك من ذوي البشرة السوداء، هل واجهت صعوبة عبر مسارك المهني لكي تحظى بالقبول؟

لم يحدث ذلك قط. لا شك في أني أتعرض لمواقف كثيرة خارج نطاق الشركة. أما في مجموعة فيات كرايسلر أوتوموبيل، فلم أشعر قط بأن العقبات توضع في طريقي. لكن قد تظهر كل يوم سلوكيات عدوانية لا تُذكر لا يتنبه لها الآخرون. على سبيل المثال، غالبًا ما يرددون على مسمعي أني فصيح. قد تخال أن هذا التعليق سيسعدني، لكن الحقيقة هي أنه قد يكون مهينًا جدًا لشخص من ذوي البشرة السوداء.   

 

"إن غايتنا ليست إقحام وحدة طاقة كهربائية في سياراتنا فحسب. ينبغي أن تكون هذه الخطوة داعمة لقيم العلامة."

ما هي الخطوات التي تعتمدها المجموعة لتعزيز التنوع؟

نوظف اليوم عددًا أكبر من ذوي البشرة الملونة مقارنة بما كان عليه الحال في السابق. إننا نستقطبهم من كليات عُرفت تاريخيًا بأنها لذوي البشرة السوداء. كما أننا بدأنا أخيرًا نشهد حضور مجموعة متنوعة جدًا من المواهب الشابة في الأقسام الإدارية التي تُعنى بالتواصل المباشر مع الزبائن. نسعى لأن تكون الشركة انعكاسًا للمجتمع.

 

في ما يخص التمثيل العادل، كيف تقيم قطاع السيارات عموما؟

قد أمنح هذا القطاع درجة "د". فالطريق أمامنا لا يزال طويلًا. بتنا نشهد قدرًا أكبر من التنوع في صفوف الوكلاء، لكن من الضروري أن ندرك أن الموارد لحيازة الوكالات لم تكن في الماضي متوافرة لذوي البشرة الملونة، وأنهم بدأوا للتو يجدون طريقهم إلى عالم شراء النفوذ. لكن أحدًا منهم لا يطلب صدقة. إنهم ينشدون التسامح، والانفتاح، والفرص لا الصدقات.

 

كيف يمكن توسيع دائرة استقطاب المواهب من المجتمعات التي تعاني سوء التمثيل؟

علينا أن نكون حاضرين في الميدان. أوكل إلى أي من المصممين في فريقي مهمة زيارة المدراس الثانوية هناك لسرد قصته. عندما يقول: "انظروا. كنت أنا مكانكم من قبل"، يخلف لديهم تأثيرًا بالغاً. ينطوي قطاع السيارات على مهن كثيرة. نحتاج إلى تسويق الوظائف، وليس السيارات فحسب.