خلف الأسلوب القيادي لهذا الرجل، صاحب الرؤية المتبصرة،

تأثيرات تجاوزت تجلياتها حدود دار باتيك فيليب.

 

لا بد من أن يُعزى النجاح في تنامي مكانة باتيك فيليب في العصر الحديث وترسيخ حضورها على خارطة صنّاع الساعات بجزئه الأكبر إلى فيليب ستيرن، الرئيس السابق للشركة التي اتخذت من جنيف مقرًا لها. فستيرن تولى موقعه القيادي في الدار في مرحلة مفصلية. وبعد أن وجَّه مسار باتيك فيليب للعبور الآمن من نفق أزمة ساعات الكوارتز التي طرأت في سبعينيات القرن الفائت ومطلع الثمانينيات، عمد إلى تحديث الشركة في العمق، مبتكرًا نموذجًا جديدًا لصنعة الساعات الميكانيكية الراقية. لم يلبث الصنّاع الآخرون في هذا القطاع أن سعوا إلى تقليد هذا النموذج.

 

تمثّلت بداية معرفة عامة الناس برؤية ستيرن بكشفه سنة 1989 عن المعيار الحركي رقم 89 تزامنًا مع الاحتفال بالذكرى الخمسين بعد المئة لتأسيس الدار. فالمعيار الذي شكّل آنذاك الساعة الميكانيكية الأكثر تعقيدًا في العالم وثَّق تقنيات مرموقة في عالم صناعة الساعات. واظبت الشركة على مراكمة هذه التقنيات وتنفيذها باستخدام أنظمة تصنيع حديثة مدعمة بتطبيقات الحواسيب. منذ ذلك الحين غذّى عدد متزايد من هواة جمع الساعات، الذين افتُتنوا بالمزادات المهيبة كما بمقاربة ستيرن الذكية للترويج لساعات معقدة غير تقليدية وغنية بالزخارف الفنية- الطلب المهول على ابتكارات الدار التي ما فتئت تتنامى بانتظام، شأنها في ذلك شأن المعايير الحركية التي تحمل توقيع باتيك فيليب. يكفي الإيقاع الصاخب والثابت الذي يحكم تطوير ساعات مبتكرة جديدة، وتأسيس منشآت جديدة، وإطلاق العنان للمزيد من الإمكانات، شاهدًا على واقع أن الشركات الأخرى ستظل تصارع للحاق بركب باتيك فيليب مهما حاولت تقليدها.


www.patek.com