الرئيس التنفيذي لشركة بينيتي لليخوت يستذكر ماضي قطاع لا ينفك يتنامى

 

ما الذي كان يميز اليخوت الفارهة في عام 1990، تاريخ انضمامك إلى شركة بينيتي، عما هي عليه اليوم؟

كان المعدل الوسطي لطول معظم اليخوت الفارهة يبلغ آنذاك 80 قدمًا، فيما هندستها وتصاميمها الداخلية تميل إلى البساطة. أما التقنيات المستخدمة على متنها، فكانت بدائية وغير متطورة, بل إن الأجهزة الإلكترونية التي كانت متوافرة على متن اليخوت في تلك الحقبة كانت محدودة جدًا. وعلى هذا، لم تكن تلك اليخوت ترقى بأي شكل من الأشكال إلى قوارب اليوم المجهزة بأحدث الوسائل الإلكترونية. أضف إلى ذلك أن تصميم المساحات الداخلية كان أيضًا تقليديًا والغلبة فيه للجدران وقطع الأثاث المشغولة من خشب الكرز أو خشب الماهوغاني. كانت الحواجز العازلة مشغولة من ألواح قشرة الخشب الرقيقة، ما يجعلها تتخذ شكلاً مستقيمًا. أما اليوم، فنستخدم في صنعها ألواحًا مركبة خفيفة الوزن يمكن صياغتها في أي شكل يقتضيه التصميم. كما باتت المواد الأخرى المستخدمة في التصاميم الداخلية عصرية بالقدر نفسه، وتشمل الأقمشة، والخامات الجلدية، والذهب، والفولاذ المقاوم للصدأ، والرخام وغيره من الحجارة المستخدمة في بناء المساكن. غالبًا ما يتكون الرخام الذي نستخدمه من قشرة رقيقة مثبّتة إلى لوح من ألياف الكربون، ومن ثمَّ، فإن كل ذرة من هذه القشرة تُعد ذات قيمة. صحيح أننا ارتقينا بالمؤثرات الجمالية، لكننا طوّرنا أيضًا المعايير. وإذ أصبحت القواعد والمعايير أكثر تعقيدًا، أصبحت ابتكاراتنا أشد فخامة.

 

أي اليخوت التي ابتكرتموها في الشركة كان الأكبر من نوعه آنذاك؟

بنت الشركة اليخت «نبيلة» Nabila الذي يبلغ طوله 285 قدمًا في عام 1980، ولكنه كان ابتكارًا نادرًا وفريدًا من نوعه. في عام 2000، أطلقنا اليخت «ريفري» Reverie الذي بلغ طوله 229 قدمًا وتميز بكتلة داخلية مهيبة مقارنة بالمواصفات التي كانت سائدة في تلك الآونة، إذ بلغ حجمها الإجمالي ألفي طن، ما أتاح ابتكار المساحات الداخلية الأوسع من نوعها على متن أي يخت. أما اليوم، فكثير من اليخوت الفارهة الأكبر حجمًا والمصممة بحسب الطلب يقارب ستة آلاف طن بحجمه الإجمالي. صحيح أن المعدل الوسطي للطول يشهد زيادة، لكن التغيّر الفعلي يطرأ على مستوى تصميم المساحات الداخلية. معظم مالكي اليخوت باتوا يؤثرون على ما يبدو المساحات الرحبة والإحساس بالراحة على السرعة. إنهم يرغبون في وسائل الراحة نفسها التي يختبرونها في منازلهم.

 

اليخت «نبيلة» Nabila

 

هل باتت قائمة زبائنكم تضم زبائن أصغر سنا؟

نعم، وهؤلاء لا يريدون الانتظار ثلاث سنوات لاقتناء اليخوت التي يحلمون بها. كما أنهم يدفعون أكثر باتجاه اعتماد أسلوب معاصر بمقدورنا نحن احتواءه في طرز يخوتنا الأكبر حجمًا المصنوعة من ألياف الزجاج، وذلك لأن بالإمكان صياغة الألياف الزجاجية في أشكال معقدة. فيما يتعلق بمشاريعنا الأضخم، نلاحظ طلبًا متزايدًا على اليخوت شبه المصممة بحسب الطلب والتي تضمن لأي زبون اختصار سنتين من المدة التي يستغرقها مسار بناء اليخت. أما يخوتنا الأحدث التي يتفاوت طولها بين 184 قدمًا، و207 أقدام، و223 قدمًا، ضمن فئة اليخوت المصممة بحسب الطلب، والتي تتولى تصاميمها الداخلية شركة ريدمان وايتلي ديكسون، فقد لقيت الاستحسان من الزبائن. وسواء تعلق الأمر بالتقنية أو التصميم، يشهد اليوم قطاع اليخوت الفارهة حقبة ملؤها الإثارة.