«لحظة كانت كارول كينغ تجلس إلى آلة البيان،

كانت تنطلق في عزف الأغنية بشكل مبهر يقارب حد الكمال. وكم كان ذلك رائعا!

كان يبدو أن كل أغنية تؤلفها ستحقق نجاحا ساحقا!»

_ بروكز آرثر، منتج موسيقي Brooks Arthur, music producer

 

في العشرين من شهر أبريل نيسان الفائت، تسنّت الفرصة أمام أحد هواة كارول كينغ، المؤلفة الموسيقية والمغنية الفائزة بأربع جوائز غرامي، لامتلاك جزء من تاريخ صناعة الموسيقا. ففي ذلك اليوم، عُرضت في مزاد لدار كريستيز في نيويورك آلة البيان الخاصة بكينغ، وكانت من طراز Steinway Model M من عام 1923. تقول بيكي ماغواير، رئيسة قسم مزادات البيع الاستثنائية في الدار: «حظيت كينغ بالبيان الذي يبلغ ارتفاعه خمس أقدام وسبع بوصات سنة 1971، أي بعد مرور ثلاث سنوات على انتقالها من نيويورك إلى منطقة لوريل كانيون في لوس أنجلوس. فقد قدّمه لها هدية أهل زوجها آنذاك العازف الشهير تشارلز لاركي». وتضيف: «أبوا لاركي قد ورثا الآلة عن جدّيه لأمه، جايكوب وبولين كوهين، اللذين ابتاعا البيان الجديد كليًا من متجر ستاينواي في نيويورك قبل أكثر من أربعة عقود».

ألّفت كينغ بعض أشهر أغانيها الناجحة والعالقة في الذاكرة إلى يومنا هذا باستخدام هذا البيان الذي شهد ولادة أغنية Sweet Seasons (عام 1971)، وأغنية Been to Canaan (عام 1972) عندما ألفتهما كارول في غرفة معيشة منزلها في حي آبيان واي. تقول ماغواير: «تجسّد تلك المرحلة حقبة مثيرة في تاريخ فن صناعة الموسيقا في لوس أنجلوس، وغالبًا ما شكّل منزل كينغ آنذاك مقصدًا لأصدقائها من الموسيقيين الذين كانوا يقطنون في الجوار أمثال جيمس تايلور، وغراهام ناش، وكات ستيفنز». أضف إلى ذلك أن تلك الحقبة شكّلت محطة مهمة في مسيرة كينغ المهنية. ففي عام 1972، فازت كارول بأربع جوائر غرامي، ومن بينها جائزة «ألبوم العام الغنائي» عن ألبومها Tapestry الذي بيعت منه منذ ذلك الحين 25 مليون نسخة في مختلف أنحاء العالم. ظهر البيان الشهير على غلاف ألبوم كينغ الأفضل مبيعًا Music.

عن الحديث ذات مرة عن مؤلفة الأغاني، قال بروكز آرثر، المهندس الإنتاجي للعروض التجريبية التي قدمتها كينغ مع زوجها الأول جيري غوفن: «لطالما كانت تمتلك رؤية فكرية رائعة عن أغنية ما. ولحظة كانت تجلس إلى آلة البيان، كانت تنطلق في عزف الأغنية بشكل مبهر يقارب حد الكمال. وكم كان ذلك رائعًا! كان يبدو أن كل أغنية تؤلفها ستحقق نجاحًا ساحقًا!».

في عام 1977، انتقلت كينغ للعيش في مزرعة في أيداهو، وبنت ضمن ملكية المزرعة استديو خاصًا لتسجيل أغنياتها. هناك وُضع البيان منذ ذلك الحين. ولدى السؤال عن السبب الذي يدفع كينغ البالغة من العمر ستة وسبعين عامًا إلى بيع هذه الآلة، أجابت ماغواير قائلة: «إنها بكل بساطة تقوم بعملية تقليص».

 

حكاية نجاح مبهر

 

1923

صنعت شركة ستاينواي أند صونز آلة البيان من طراز Model M في نيويورك. صرّحت الشركة آنذاك بأن ما يجعل هذا البيان قيِّمًا هو «ثراء نغمته، واستجابته المرنة لأصابع العازف، وحجمه المعقول». ابتاع البيان الجديد كليًا جايكوب وبولين كوهين، والدا ألين كوهين.

1971

قُدِّم البيان هدية إلى كارول كينغ وزوجها الثاني تشارلز لاركي من قبل والديه لويس وألين كوهين لاركي.

1972

فازت كينغ بأربع جوائز غرامي، ومن بينها جائزة ألبوم العام عن ألبومها الغنائي Tapestry.

1977

انتقلت كينغ للعيش في مزرعة في أيداهو وأخذت معها البيان الذي وضعته في استديو خاص للتسجيلات بنته ضمن ملكية المزرعة.

2018

عرضت دار كريستيز آلة البيان التاريخية في مزاد للمبيعات الاستثنائية نظمته في نيويورك بتاريخ 20 أبريل نيسان الفائت. راوحت القيمة التقديرية للآلة في المزاد بين 40 ألف دولار و60 ألف دولار.