تثري عدسة رودنستوك ذات الرقم البؤري F/5.6 والبالغ طولها البؤري 90 ملليمترًا نظام التصوير XT IQ4 من Phase One بطول بؤري جدير بالاستحسان. في مختلف الرحلات التي أقوم بها لتصوير المناظر الطبيعية، أحمل معي في العادة عدسة عريضة الزاوية وعدسة بطول بؤري متوسط. لكن للأغراض التي أنشدها، يمكن للعدسة البالغ طولها البؤري 90 ملليمترًا أن تحل محل العدسة ذات الطول البؤري المتوسط. فقد تبيّن لي أنها تقارب عدسة بطول بؤري يساوي 180 ملليمترًا عند قص الصور، وتحاكي عدسة يبلغ طولها البؤري 56.25 ملليمتر عند استخدام آلة تصوير بجهاز استشعار لكامل إطار الصورة. تُعد هذه الأخيرة الأقرب إلى الطول البؤري الذي أفضله لمختلف الصور التي ألتقطها. إنها من العدسات الشائعة ذات الطول البؤري البالغ 50 ملليمترًا والتي تتيح رؤية خالية نسبيًا من أي انحراف ومشابهة لمنظورنا الطبيعي.


أما الفارق الأهم بين هذه العدسة وأي عدسة أخرى، فهو دائرة الصورة الكبيرة التي تتيح استخدام البنية الخلفية الرقمية IQ4 في نظام Phase One XT في الاتجاهات كافة دون أن يتضاءل تدريجيًا وضوح التفاصيل عند الحواف. تسمح هذه الميزة بالدمج على نحو سهل بين صورتين في إطار واحد دون أن تبدو الزوايا معتمة أو بعض المواقع باهتة، الأمر الذي يمكن تحقيقه عادة فقط باستخدام آلة تصوير ميداني تقليدية من الطراز الذي يستخدمه أمثال آنسل آدمز.


لكن القيمة الحقيقية للعدسة التي يزيد سعرها على عشرة آلاف دولار تكمن بالطبع في مستوى تركيزها الحاد، ليس في مركزها فحسب، ولكن عند حواف بنيتها الزجاجية أيضًا. وبالرغم من أني تمنيت لو أنها كانت بنصف حجمها، إلا أن ذلك مستحيل عمليًا بسبب دائرة الصورة الكبيرة التي ذكرتها آنفًا. إن هذه الميزة وحدها تجعل من عدسة رودنستوك البالغ طولها البؤري 90 ملليمترًا ابتكارًا حديثًا لا بد لي من اقتنائه بغض النظر عن السعر.