في محترف بينك شيرتمايكرPink Shirtmaker  لحياكة القمصان المبتكرة بحسب الطلب، يولي الحرفيون كل زر، وغرزة، وتفصيل، بالغ الاهتمام. 

 

تقول ليزاندرا كاردوني، خبيرة القص في محترف بينك شيرتمايكر: «نبتكر كل شيء من البداية. لا نستخدم قطعًا مقصوصة مسبقًا أو نماذج تفصيل موحدة. عندما نقول إن قمصاننا تُبتكر بحسب الطلب فإننا نقصد ذلك حرفيًا. أحاول أيضًا اعتماد طابع خاص جدًا في قمصاننا تميزه القَصة الضيقة لتجويف الإبطين، والمعالم المحددة عند الكتفين، والخط المحدد على طول الصدر. يقضي هدفنا بابتكار أكثر الخطوط نقاء وأناقة.»

تبصر هذه الخطوط الأصيلة النور في حي فوكسهول بلندن، وتحديدًا في محترف بينك المتخصص في حياكة القمصان المبتكرة بحسب المقاس والتي لا تشوبها شائبة. تشغل المساحة الفسيحة طاولة القص التي تستخدمها كاردوني، إضافة إلى تسعة حرفيين يرتدون زي المختبر الأبيض خلال عملهم على آلات الحياكة. يشعر الزائر هنا بأنه يطأ مصنعًا للساعات أكثر منه محترفًا للألبسة، ولكن هذا الإيحاء متعمد.

 

تعتمد بينك مقاربة تقدمية يمليها كون العلامة حديثة العهد نسبيًا. فخلافًا للدور اللندنية الأخرى المتخصصة في حياكة القمصان، والتي يمتلك كثير منها تاريخًا يمتد مئة عام، تأسست شركة بينك (المعروفة في الأصل باسم توماس بينك) عام 1984 على يد ثلاثة أشقاء. وسرعان ما اكتسبت العلامة قاعدة من الزبائن الأوفياء الذين يقدّرون قمصانها المشغولة بألوان زاهية وقصات مبتكرة.

تعود الدار اليوم إلى جذورها في ظل الإرشاد الحكيم لمديرها الإبداعي جون راي الذي عمل سابقًا في داري دانهيل وغوتشي. تضخ مجموعة راي من الأزياء الجاهزة مصقولة الطابع زخمًا حيويًا في التصاميم البريطانية التقليدية، ويتمثل العنصر المركزي فيها بقمصان أنيقة المظهر مشغولة من أقمشة تستلهم الخطوط التي كانت رائجة في ثمانينيات القرن الفائت على ما يرد في السجلات. أما في مجال التصميم بحسب الطلب، فيبدع المحترف في فوكسهول قمصانًا تضاهي ابتكارات المحترفات الأخرى في شارع جيرمين، حتى وإن لم تكن دار بينك تميل إلى التفكير من هذا المنطلق.

 

يقول ريتشارد غيبسون، مدير الإنتاج لدى العلامة: «يتخصص هذا المحترف في تصنيع قمصان بحسب الطلب من علامة بينك. ولا يكفينا أن تكون قمصاننا مصممة بحسب الطلب في شارع جيرمين، إذ ثمة اختلاف كبير بين الاثنين. لطالما تميزنا بخارطة جينية متفردة، وما زلنا نصنع قمصانًا تبقى اليوم وفية لهذه الجينات.»

 

 

1

تفوق في القص

 

تفوق في القص

 

يجد كل قميص من بينك، مبتكر بحسب الطلب، طريقه إلى يدي كاردوني. ترسم الخبيرة مسودة نموذج التفصيل الخاص بكل زبون على ورق القص ذي اللون الزهري الباهت الذي تشتهر به الدار.

 

2

تناسق مدروس

 

تناسق مدروس

 

يوضع كل نموذج تفصيل على القماش الذي يختاره الزبون، قبل الشروع في قص مختلف عناصر القميص الفردية يدويًا. تبدأ بعد ذلك المرحلة المضنية لمواءمة سفرة القميص (قطعتا القماش اللتان تمتدان عبر الجزء الخلفي للكتفين) مع الكمّين، لذا تستخدم خبيرة القص نموذجًا محززًا بدقة لترتيب المربعات أو الخطوط على نحو متناسق عبر طيات القميص.

 

3

غرزات متقنة

 

غرزات متقنة

 

يُحاك كل قميص مبتكر بحسب الطلب من بينك من الأقمشة السويسرية والإيطالية فائقة الجودة، وتتطلب عملية إنجازه استخدام أجود أنواع الخيوط، ونموذج تفصيل فريدًا، وساعتين من العمل على الحياكة (مقابل 17 دقيقة هي المعدل الوسطي للوقت الذي يستغرقه صنع قميص رسمي عادي)، ونحو 12 ألف غرزة. يُحتفظ بنموذج التفصيل الخاص بكل زبون في سجلات الدار لتسهيل عملية طلب القمصان مستقبلاً.  

 

4

طيات متينة

 

طيات متينة

 

تشمل اللمسات النهائية التي يُصقل بها كل قميص يُحاك في المحترف الواقع في فوكسهول، إثراءه بقطعتي قماش قطنيتين مثلثتي الشكل. تُشذب هاتان الوصلتان من القماش بتأن وتستخدمان لجمع طيات القميص الجانبية، الأمر الذي يضفي متانة على حاشيته. يستخدم غالب صناع القمصان وصلات تتماشى مع القماش المختار. أما محترف بينك، فيحيك الوصلات على سبيل التمايز باللون الخاص بالدار.

 

5

دمغة العلامة

 

دمغة العلامة

 

في هذه المرحلة، يتسلم مشغلو الآلات لدى بينك زمام الأمور، ويضطلع كل منهم بدور محدد في خط إنتاج قصير، فيخيطون سفرة القميص (مع ملصق علامة بينك المميز)، ويعملون بالتزامن على الجانبين الخلفي والأمامي، قبل تثبيت الياقة والكمّين وسواري القميص.

 

 

6

أزرار فاخرة

 

أزرار فاخرة

 

تُصاغ أزرار قمصان بينك من عرق اللؤلؤ الحقيقي، وتتزود بها الدار من صانع متخصص في إيطاليا. تزهو الأزرار أيضًا في جانبها الخلفي بتصميم تتفرد به العلامة ويميزه شكل مدور بغير تكلف لتسهيل انزلاق الأزرار عبر العروات كلها. تحيك هذه الآلة كل زر في موقعه لتثبيته على نحو محكم.

 

7

خدمة رفيعة

 

خدمة رفيعة

 

قد تكون هذه المرحلة هي الأكثر تمايزًا في مسار الإنتاج.

فبعد الانتهاء من الحياكة وتثبيت الأزرار، تخضع القمصان كلها لاختبار ضمان الجودة في قسم التفتيش داخل المحترف. يكاد القسم يقتصر على ملعقتين مثبتتين إلى لوح (وهذا خير مثال على بساطة العمل الحرفي أو على التميز البريطاني).

تسمح الملعقتان بتعليق القميص دون إلحاق الضرر به، فيتمكن المفتش من تفحصه بدقة لمرة أخيرة ويعمل في غضون ذلك على إزالة أي خيوط شاردة.

 

8

عمر مديد

 

عمر مديد

 

عندما يتسلم الزبون قميصه المبتكر بحسب الطلب من دار بينك في علبة مميزة للعلامة، يتلقى أيضًا طردًا خاصًا بسبل الاعتناء بالقميص. يشتمل الطرد على مغلف فيه قطعة قماش إضافية تكفي لاستبدال الياقة والسواريْن عند الحاجة. يطيل هذا الإجراء عمر القميص، إذ يتمكن الزبون من إرساله إلى المحترف لإجراء الإصلاحات إذا لزم الأمر.