أوديمار بيغيه توثق مسيرتها الإبداعية في متحف جديد يتجلى مأثرة عمرانية.

 

وأنت تطأ أعتاب متحف محترف أوديمار بيغيه الجديد الذي فُتحت أبوابه للعامة أواخر الشهر الفائت في قرية لو براسوس بمقاطعة فالي دو جو السويسرية، لا يسعك إلا أن تثني على عبقرية بياركيه أنغلز، المعماري الفذ الذي تفوقت مجموعته في هندسة معالم هذه الواحة بما يجعل منها انعكاسًا صادقًا لروح دار الساعات وخارطتها الجينية. في عام 2014، فاز التصميم الذي قدمته مجموعة بياركيه أنغلز في مسابقة معمارية لتوسيع المقر التاريخي لأوديمار بيغيه، وأثمرت أعمال التنفيذ عن مأثرة عمرانية في هيئة جناح حلزوني الشكل يستلهم شكل النابض في آلية حركة الساعة، وتدعمه واجهات زجاجية متعرجة في محيط المحترف الأصلي حيث أبصرت قصة أوديمار بيغيه النور سنة 1875، وحيث أقيمت أيضًا منذ عام 1992 النسخة السابقة من المتحف.

يدمج المتحف الجديد، الذي يستعيد العمارة الأصلية للمبنى التاريخي، بين تقاليد الدار السويسرية ومقاربتها التقدمية لصناعة الساعات. وفي هذا يقول بياركيه: «حرصنا على الجمع هنا بين الهندسة والأداء، والشكل والوظيفة، والمساحة والبنية، والعناصر الداخلية والخارجية في كيان متكامل.» إنه في الواقع التكامل نفسه الذي تألفه الأبصار في ساعات الدار التي تناغم بين البعد الجمالي للتصميم وحس الابتكار الوظيفي. 

تعاونت فرق عدة من أهل الاختصاص والحرفيين على تنفيذ هذا المشروع العمراني المعقد، بما في ذلك شركة CCHE للهندسة المعمارية التي تولت بناء الهيكل، وشركة Atelier Brückner التي ابتكرت لمساحات العرض تصميمًا انسيابيًا يستحضر بتدرجاته صعودًا ونزولاً حيوية مقطوعة موسيقية، وتثريه فواصل في هيئة تماثيل حركية، وأعمال تركيبية متحركة، ومجسمات لآليات الحركة الميكانيكية المعقدة التي تسلط الضوء على كثير من جوانب صناعة الساعات وتقنياتها. هنا يستكشف الزائرون، بموجب موعد مسبق، 300 ساعة من إبداعات الدار المعقدة والأعلى تميزًا، كما تُتاح لهم فرصة تعرّف تاريخ أوديمار بيغيه، وحتى التواصل مع صناع الساعات لديها واستكشاف مهاراتهم في محترف التعقيدات الكبرى وفي محترف الساعات الجواهر حيث تتجلى الشواهد على مسيرة إبداع مستمر منذ 145 عامًا.


 www.museeatelier-audemarspiguet.com