في عالم صناعة الساعات، حيث تميل الشركات إلى استلهام الإرث التليد، يمكن أن يكون التغيير بالتدرج على نحو مؤلم. لذا عندما قدّمت سيسل غوينا مجموعة من الساعات المستوحاة من الحلوى لريتشارد ميل في شهر يناير كانون الثاني المنصرم، جذبت تلك الخطوة الكاسحة اهتمام الصناعة، على الرغم من أن ردود الفعل لم تكن لطيفة على الإطلاق.

 

تتميز المجموعة التي أطلق عليها بحقٍ اسم بونبون Bonbon، ذات النماذج العشرة، وهي أول مجموعة كاملة للمصممة غوينا، بأقراص مطلية باللك ومستوحاة من مصاصات الحلوى لولي بوب، ومصاصات النعناع، وعلكة الفاكهة التي تزين وجه القرص وتزهو بقطع معجنات مبهجة قد تعيد للذهن حلوى الخطمي. كان العرض الأول لها في المعرض الدولي للساعات الراقية في جنيف مذهلاً، ليس أقله لأن ريتشارد ميل بنى سمعة أولاً من خلال ساعاته الرجالية الفنية، التي غالبًا ما تتميز بمشاركة نجوم الرياضة، مثل لاعب الغولف بوبا واتسون، أو أبطال أفلام الحركة مثل سيلفستر ستالوني، فساعة بونبون الخاصة بهياكلها المصنوعة من مادة Carbon TPT الصلبة في ألوان من طبقات تذكّر بقطع البسكويت الإيطالي على شكل قوس قزح.

 

سيسل غوينا

 

قد لا تثير مصاصات لولي بوب الصغيرة عند موضع الساعة الحادية عشرة والساعة الواحدة ما يتوق إليه جامعو الساعات القديمة. فقد أبدى بعضهم شعوره بالصدمة، وتكهن آخرون بأن هذه الساعات تبدو كأنها مزحة.

أخذت غوينا، واحدة من المصممات القلائل جدًا في المجال، الأمر بصدر رحب. إذ تقول: «تميل علامة ريتشارد ميل إلى استحضار ردود فعل قوية إيجابية وسلبية معًا. ينبغي لي أن أعترف بأنه يجب تعود ذلك.» إلى جانب ذلك، قالت غوينا لمجلة Robb Report إن كثيرًا من الزبائن الحاليين كانوا في حالة ذهول. تقول غوينا: «لدي شعور بأنهم كانوا منجذبين إلى الجانب المرح للمجموعة، بعد تعودهم رؤية كثير من الساعات التقليدية في السوق. جاءوا إلينا وقالوا، كأن وميضها قد لمع أخيرًا!»

 

إن غوينا هي من ضحك أخيرًا: فقد تردد أن جميع النماذج، التي اقتصرت على 30 ساعة لكل نموذج، بيعت في غضون يومين من عرضها للجمهور. إذا كانت ساعة بونبون بمنزلة تذوق لما سيأتي، فإن ريتشارد ميل قد تكون عثرت على إوزتها الذهبية في غوينا، وغيرت ملامح صناعة الساعات مرة أخرى.