قد تعكس الاستعانة بمصمم يخوت لابتكار المقصورة الداخلية لطائرة خاصة اقتراحًا فيه مجازفة. لكن ما يتشاركه هذان العالمان لا يقتصر على الفخامة، بل يشمل أيضًا عدم استحسان الزوايا الحادة والمواد ثقيلة الوزن. شارك المصمم أليساندرو مساري للمرة الأولى في ابتكار المقصورة الداخلية لطائرة من بوينغ، فجمع بين أفضل ما في قطاعي الطائرات واليخوت من خلال تصميم بديع يعكس إرثه المهني في العالم البحري. كان طلب وحدة طائرات رجال الأعمال من بوينغ الإتيان "بتصميم غير متوافر في السوق ولكن يحقق التمايز" على ما يقول مساري الذي يقع استوديو التصاميم الخاص به في مدينة فانو الإيطالية الشهيرة ببناء اليخوت.


اختار فريق التصميم طابعًا يوحي بالدفء ولكن يزهو بخطوط نقية، على ما تعكس الألوان الهادئة والمنحنيات غير المتكلفة. أتاحت المساحة الفسيحة للمقصورة على متن الطائرة 737 MAX 7 استحداث مجلس عام رحب، ومكتب للمالك، ومهاجع للنوم، وحمام متكامل بغرفة للاستحمام وقوفًا. أراد مساري ابتكار "مقصورة داخلية تبدو طافية في الطائرة التي تطفو في الهواء". وقد نجح في تحقيق هذه الغاية بالتخلي عن الروابط بين الخزائن الجانبية والأرضية، وباستخدام إنارة غير موجهة مباشرة إلى السرير بحيث يبدو معلقًا في الفراغ. كما أنه ضمّن المقصورة شاشة عرض للأعمال والترفيه تنبثق من الخزانة، ما أتاح توفير بعض المساحة. أما الأطراف الزجاجية فوق مساند المقاعد، فتسمح بالتحكم بمزايا المقصورة بلمسة واحدة.

يقول مساري: "اعتمدنا على خبرتنا المديدة في عالم اليخوت للتصدي للتحديات التي ينطوي عليها العمل على مساحة محدودة تقتضي الكثير من المتطلبات التقنية والوظيفية المريحة"، مضيفًا: "شعر فريقنا بالحماس لإطلاق ملكتنا الإبداعية عاليًا فوق السحاب".