لطالما تميزت الأكواخ التي ترتفع فوق صفحة المياه في بولينيزيا الفرنسية، والحيود المرجانية الملونة هناك، وكلها تصلح صورًا للبطاقات البريدية، بقوة جذب تستقطب أهل البر من الباحثين عن وجهة استوائية ينعتقون إليها في العطلات. لكن خيارات السفر الفاخر إلى تلك البقعة ظلت محدودة على مدى سنوات عدة. أما اليوم، وإذ استحوذت شركة الطيران Air Tahiti Nui على أسطول جديد من طائرات Boeing 787-9 Dreamliner، فقد باتت الجزر تمتلك أخيرًا خيارات لوسائل النقل تليق بتلك البيئة الآسرة. تقرّ شركة Air Tahiti Nui بأن أسطولها السابق من طائرات Airbus A340 لم يعد مقبولاً. فتصميمها الداخلي بات عتيق الطراز، ومقصورة درجة رجال الأعمال فيها ليست مجهزة حتى بمقاعد يمكن ضبطها في وضع مسطح للاستلقاء في أثناء الرحلة التي تستغرق ثماني ساعات. لكن الخيارات الأخرى المتوافرة لرحلة تجارية بلا توقف من الساحل الغربي إلى الجزر ليست كثيرة.

 

بالإضافة إلى تلك الشركة، تسيّر الخطوط الجوية الفرنسية Air France رحلات من لوس أنجلوس إلى العاصمة بابيتي. وكانت شركة يونايتد إيرلاينز قد بدأت العام الفائت تسيير رحلات مماثلة من سان فرانسيسكو. لكن الرحلات في كلتا الشركتين لا تتوافر إلا بمعدل ثلاث مرات أسبوعيًا. يتميز التصميم المحسّن لمقصورات درجة رجال الأعمال في طائرات Air Tahiti Nui الجديدة بترتيب ثنائي 2x2x2 للمقاعد الستة في كل صف، كما هو عليه الحال في طائرات دريملاينر التابعة لشركة يونايتد إيرلاينز. صحيح أنّ هذا الترتيب لا يوفّر مساحة رحبة بقدر ترتيب المقاعد في مصفوفة 1x2x1 المعتمدة لدى الخطوط الفرنسية على متن الطائرات الأقدم من طراز Boeing 777، لكن شركة النقل الجوي آثرته لأن الجزر تشكل في غالب الأحيان وجهة للأزواج الذين يرغبون في الجلوس متجاورين. غير أن المساحة الفسيحة على الرغم من ذلك كانت مبعث مفاجأة سارة لي، وإن كنت لأثمّن توافر حيز أكبر لترتيب الأمتعة وقابسًا لرفع صوت السمّاعات الرأسية لا يقتضي بلوغه الانحناء فيما يشبه إحدى وضعيات تمارين اليوغا. 

 

باتت الجزر تمتلك أخيرًا خيارات لوسائل النقل تليق بتلك البيئة الآسرة
باتت الجزر تمتلك أخيرًا خيارات لوسائل النقل تليق بتلك البيئة الآسرة

 

 جرى أيضًا الحد من العناصر الجمالية عمومًا، لكنها ما فتئت تستحضر العوالم الاستوائية من خلال لوحة ألوان لازوردية، ونقوش تاهيتية تتزين بها الوسائد. ويرحّب طاقم الطائرة بالمسافرين على متنها مقدّمين لهم الغردينيا العطرية، الزهرة الوطنية في بولينيزيا الفرنسية. يبلغ المسافرون وجهتهم مفعمين بالحيوية والانتعاش، والفضل في ذلك يُعزى إلى مستوى الضغط المنخفض داخل مقصورة طائرة دريملاينر، الذي يحاكي معدل الضغط على ارتفاع 6 آلاف قدم (في حين أنه يحاكي في طائرات أخرى معدل الضغط على ارتفاع 8 آلاف قدم)، ونظام تعزيز الرطوبة في الهواء غير الشائع الاستخدام إلى الآن.