طائرة مروحية من إيرباص تتيح لمالك نادي دالاس كاوبويز في الدوري الوطني لكرة القدم الأمريكية السفر على جناح السرعة وتحقيق تأثير باهر لدى الجماهير والشركاء.

 

ربما أحدث جيري جونز ثورة في مجال كرة القدم للمحترفين من خلال العقود المدرة للأرباح مع محطات التلفاز ومدرّجات الملاعب الأحدث والأشد تطورًا. لكنه لم يستشرف التأثير الذي خلفته طائرته DC-1، من طراز طائرات إيرباص المروحية المخصصة للشركات ورجال الأعمال، في علامة دالاس كاوبويز Dallas Cowboys.


يقول جونز: "ابتعنا في الأصل نموذجًا من طراز ACH145 لاستخدامه لأغراض النقل. أردنا التنقل على متن هذه الطائرة بين مجمّع ستار، مقرنا الرئيس بمدينة فريسكو، وبين الملعب في أرلينغتون. لكن كان من الضروري أيضًا أن تكون الطائرة قادرة على الارتحال بنا إلى شركاتنا الأخرى عند ساحل الولايات الجنوبية وشمالي تكساس."

أتاحت طائرة التنفيذيين المروحية تقليص رحلة جونز من ساعة كاملة بالسيارة إلى 13 دقيقة جوًا.

Jeremiah Jhass
أتاحت طائرة التنفيذيين المروحية تقليص رحلة جونز من ساعة كاملة بالسيارة إلى 13 دقيقة جوًا.


تجلّت المنافع اللوجستية على الفور: تقلص وقت الرحلة من ميدان التدريب في مجمّع ستار إلى ملعب AT&T من ساعة كاملة بالسيارة إلى 13 دقيقة على متن الطائرة. يتيح مدى الطائرة المروحية، الذي يساوي 400 ميل، بلوغ مناطق بعيدة في تكساس (حيث توجد اهتمامات مهنية أخرى لجونز). كما أن طائرة DC-1 قادرة على أن تحط في أي مكان، ما يجعل سرعة سفرها، التي تساوي 145 ميلاً/الساعة، أكثر كفاءة مقارنة بما هو عليه الحال في أي طائرة صغيرة الحجم. يستخدم جونز طائرته المروحية أيضًا لصيد الحيوانات المفترسة من الجو فوق مزرعته، فيحرص في مثل هذه الحالات على استبدال أسطح مموهة بالتصميم الداخلي المثالي للتنفيذيين.


لكن المنافع التسويقية هي ما شكل مفاجأة لمالك نادي دالاس كاوبويز. يرى جونز أن التحليق بالطائرة DC-1 فوق حاضرة دالاس، أو الهبوط بها في الأحراج في شمالي تكساس، يُعد أفضل لوحة إعلانية يمكن تصورها للامتياز الرياضي الذي تساوي قيمته 5.8 مليار دولار. وفي هذا يقول جونز: "تضفي رحلات الطائرة هالة على فريق كاوبويز، سواء أكنا نحوم فوق الملعب ونهبط على مقربة من المشجعين في يوم المباراة، أم ننقل شركاءنا والرعاة". ما استهان به جونز هو "ما تستثيره هذه الطائرة المروحية من اهتمام في أوساط مشجعي الفريق" على ما يقول مضيفًا: "إنها تجتذب اهتمامهم وتُبقينا في فكرهم."

DC-1 Helicopter

Dallas Cowboys
 


يزهو التصميم الداخلي للطائرة بألوان الفريق: الأزرق البحري، والفضي المعدني، والأزرق الملكي، والأبيض، لكن التدرجات اللونية هادئة. يقول جونز: "إن أغطية الطاولات ذات النقوش المربعة والأرضيات المكسوة بنشارة الأخشاب لا تعكس هويتنا." بدلاً من ذلك، يرغب الفريق في أن يعكس "صورة حديثة عن رعاة بقر حضريين. ولا شك في أن الطائرة المروحية توحي بهذا المظهر الثوري" على ما يقول جونز.


تتسع مقصورة الطائرة لجلوس عشرة مسافرين، وإن كان يتأتى إعادة ترتيب التصميم بما يتماشى مع المهمة. جُهزت المقصورة بخزانة من خشب الجوز مزوّدة بمنافذ لشحن الهواتف الجوّالة، وبسماعات رأسية طراز بوز مثبّتة إلى كل من المقاعد التي تتدثر بكسوة جلدية. فضلاً عن ذلك، تتيح المزايا المحسّنة لعزل الضجيج تبادل الأحاديث، الأمر الذي كان ليفرض تحديًا على متن معظم الطائرات المروحية الأخرى. أمضى جونز كثيرًا من الوقت على متن هذه الطائرة إلى حد أنه بات يشعر براحة تامة داخل المقصورة. وفي هذا يقول: "الأمر أشبه بركوب واحدة من سياراتي."


تُستخدم الطائرة المروحية أيضًا لنقل جونز وعائلته جوًا لأغراض مهنية أو في رحلات إلى مزرعة العائلة. كما أنها تشكل وسيلة باهرة للسفر برفقة رعاة الفريق، والمديرين التنفيذيين الذين يعمل معهم جونز، ورجال السياسة، والعظماء في عالم الرياضة مثل طوني رومو، لاعب خط الوسط السابق في فريق كاوبويز، وجايسون ويتن، المهاجم السابق في الفريق. في شهر مارس آذار المنصرم، تولّى زمام قيادة الطائرة اللواء المتقاعد باتريك برايدي، قائد الطائرات المروحية سابقًا في الجيش الأمريكي والحائز وسام الشرف لنجاحه في إخلاء خمسة آلاف جريح من ساحات المعارك في فيتنام. يقول جونز، الذي تربط علاقة طويلة الأمد بين عائلته والمتحف الوطني لأوسمة الشرف: "كان لتلك الرحلة معنى خاص عندي."

"إن التحليق بالطائرة DC-1 فوق حاضرة دالاس، أو الهبوط بها في الأحراج في شمالي تكساس، يعد أفضل لوحة إعلانية يمكن تصورها للامتياز الرياضي الذي تساوي قيمته 5.8 مليار دولار"


كانت ليالي الجمعة مهمة بالقدر نفسه لجونز وزوجته أوجينيا "جين" جونز. فالزوجان كانا يحطان بالطائرة المروحية عند تخوم ملاعب المدرسة الثانوية في دالاس لمشاهدة أحفادهما يمارسان رياضة كرة القدم. يقول جونز: "لم يكن حضور تلك المباريات ممكنًا لولا الطائرة المروحية."

فضلاً عن ذلك، كانت السلامة أولوية على الدوام. تتميز قمرة القيادة الزجاجية، المجهّزة بالأنظمة الإلكترونية Helionix، بالاستجابة التلقائية لظروف الطيران، الأمر الذي يقلص أعباء المهام الملقاة على الطيار. أما نظام Helicopter Terrain Awareness and Warning System للتحذير من مخاطر التضاريس والتنبيه إليها، فمصمّم للمساعدة على تفادي أي عقبات خلال الرحلة. زوّدت الطائرة المروحية أيضًا بمحركين طراز Safran Arriel 2E بعمود دوران توربيني، الأمر الذي يتيح السفر باستخدام محرك واحد. يقول ويل فولتون، رئيس قسم التسويق في وحدة إيرباص للطائرات المروحية في أمريكا الشمالية: "إنه نظام فاعل للغاية"، مشيرًا إلى أن فريق كاوبويز "لم يبخل بأي نفقات" في ابتياع كل خيار متاح لضمان السلامة.


لكن طائرة DC-1 ترتبط أيضًا ببناء العلامة. فالفريق المشهور بلقب "فريق أمريكا" لا يزال جديرًا بادعاء أحقيته بالتربع على عرش الامتياز الرياضي الأعلى قيمة في العالم بالرغم من أنه لم يفز ببطولة الدوري لكرة القدم الأمريكية منذ عام 1996. يدرك جونز القيمة الترفيهية للطائرة المروحية: يحتكم الطياران إلى أوامر دائمة بمفاجأة رواد نادي كاوبويز عبر التحليق على مقربة من واجهات مبنى النادي الزجاجية قبل الهبوط في مجمّع ستار. يقول جونز: "إنه استعراض مهيب. إننا نبهرهم حقيقة ليلاً."


لكن طائرة إيرباص غالبًا ما ترتحل أيضًا بجونز واللاعبين في فريقه إلى حفلات جمع التبرعات وحفلات افتتاح شركات محلية في بلدات صغيرة نائية. يقول جونز: "يحدث في كثير من الأحيان ألا يكون السكان من هواة كرة القدم. لكن إذا ما نشطنا في تلك المناطق، فإنهم قد يهتمون بمشاهدة مباريات فريقنا. سيبدون ميلاً أكبر إلى العلامة."


يشتهر جونز بأسلوبه الفظ في الكلام عادة، لكنه يُظهر رصانة مطلقة عند الحديث عن ميزة بناء العلامة التي تتيحها طائرة DC-1. يقول جونز: "لا أتكلم بجدية كاملة هنا، ولكني أود لو أحط بهذه الطائرة فوق كل شارع في تكساس. أو ربما أبتاع خمسة نماذج منها تحط في كل حي في الولايات المتحدة الأمريكية. إنها عامل جذب حقيقي."