في زمن الجائحة، تستقطب برامج العضوية والبطاقات التي تبتكرها شركات تشغيل الطائرات آلاف الزبائن الجدد إلى قطاع الطيران الخاص.


انطوى عام 2020 على بعض الإيجابيات للقطاعات التي يسّرت الحياة في زمن الجائحة، أو جعلتها أكثر أمنًا، أو حققت الأمرين معًا. تضخّم على سبيل المثال عدد الزبائن الجدد في قطاع الطيران الخاص بنسبة 300% بين عام وآخر. فقد استخدم الآلاف من الأفراد الطيران الخاص للمرة الأولى في رحلات شخصية، ما شكل بارقة أمل إذا ما أخذنا في الحسبان أن استخدام الشركات للطائرات الخاصة تراجع بنسبة 80% في الفترة نفسها.


يقول أندرو كولينز، الرئيس التنفيذي لشركة Sentient Jet الرائدة في مجال توفير بطاقات السفر على متن طائرات خاصة: "بدءًا من شهر أبريل نيسان الفائت، كان ثلثا حملة بطاقاتنا من الزبائن الجدد. سمحت لنا هذه الزيادة الضخمة في عدد الزبائن الجدد بتحقيق مبيعات ما كنا لنظنها ممكنة في زمن الجائحة."


يُعزى تدفق الزبائن المبتدئين في هذا المجال بجزء منه إلى قانون CARES لمكافحة فيروس كورونا وتقديم المساعدات ودعم جهود الإغاثة وتعزيز الأمن الاقتصادي. فقد أتاح هذا القانون رفع الضريبة الاتحادية غير المباشرة، وقدرها %7.5، عن جميع الرحلات الجوية الخاصة المحجوزة لعام 2020، بما في ذلك الرحلات المقررة لعامي 2021 و2022. وإذ سارعت شركات طيران عدة إلى الترويج لفترة السماح الضريبي، ابتكرت برامج عضوية تستهدف الزبائن الجدد بصفة خاصة. يقول دوغ غولان، مؤسسة الموقع البحثي الإرشادي Private Jet Card Comparisons الذي يتعقب أكثر من 60 برنامجًا للعضوية وبطاقات السفر على متن طائرات خاصة: "عمدت بعض الشركات إلى خفض الأسعار الابتدائية لبرامجها. كما لجأ بعضها إلى خفض العدد الأدنى للساعات التي ينبغي شراؤها من 25 ساعة إلى 10 ساعات، بينما أطلقت شركات أخرى برامج للدفع عند السفر يمكن للزبون الانضمام إليها لقاء مبلغ يقل عن عشرة آلاف دولار."


كما أغرت برامج العضوية الجديدة من ماجيلان جيتس كثيرا من الوافدين إليها من شركات الطيران التجارية عندما جمعت بين الوصول المضمون إلى خدمات برامجها ورسوم العضوية المنخفضة (على الأقل مقارنة ببطاقات السفر على متن طائرات خاصة والتي تُباع بمبالغ طائلة)، وابتكرت لكل برنامج تطبيقًا خاصًا. قدمت شركة XO فكرة مماثلة من خلال برنامج RISE الذي يستهدف زبائن لا يسافرون في العادة أكثر من 15 ساعة في السنة، والذي تبلغ رسوم العضوية فيه 595 دولارًا. أما برنامج العضوية Affiliate Jet Card Membership من جيت لينكس، الذي تبلغ مدته ثلاثة أشهر مقابل رسم مالي ضئيل، فكانت الشركة في الأصل تنوي تقديمه للزبائن لمدة 30 يومًا فقط خلال الموجة الأولى من انتشار فيروس كورونا. لكن البرنامج حظي بشهرة واسعة إلى حد أن المشتركين فيه شكلوا بحلول نهاية عام 2020 ما نسبته 22% من مجموع الأعضاء في برامج الشركة.


في المقابل، بددت شركات أخرى الفواصل بين برامج العضوية والبطاقات. لم يحمل البرنامج الهجين من Jet Aviationأي اسم خلال الفترة التجريبية. لكن المفهوم لا يحتاج إلى أي شرح على ما تقول إلويزا دالي، نائب الرئيس الأول لقسم التسويق والإعلام في الشركة، مضيفة: "يختار الزبون الطائرة، فتتيحها له الشركة على نحو مضمون وبالسعر الأكثر شفافية والأفضل."

"يختار الزبون الطائرة، فتتيحها له الشركة على نحو مضمون وبالسعر الأكثر شفافية والأفضل."


أما برنامج Reserve الجديد من شركة Jet Edge، فيستهدف الزبائن الجدد الذين ينشدون السفر على متن طائرات بمقصورات فسيحة أو طائرات كبيرة إلى متوسطة الحجم. لكن الدفعات المقدمة متعددة المستويات والقابلة للاسترداد التي تقتضيها الاستفادة من هذا البرنامج مشابهة لتلك التي توفرها برامج البطاقات.


بغض النظر عما إذا كانت هذه العروض الصديقة للزبائن الجدد ستواصل تكاثرها أم لا، فإن معظم التوقعات تشير إلى أن قطاع الطيران الخاص سيواصل نموه. يقول غولان: "إن اللازمة الأكثر شيوعًا التي يرددها المشتركون على مسمعي هي عزوفهم المؤكد عن العودة إلى استخدام شركات الطيران التجارية."