أنظمة وإجراءات وقائية لحماية طائرات رجال الأعمال من مخاطر القرصنة الإلكترونية.

 

لنفترض أنك وحدك على متن طائرتك الخاصة، تسافر على علو خمسة وأربعين ألف قدم، وحاسوبك المحمول مفتوح أمامك. ما لم يكن سوبرمان واقفًا فوق جناح الطائرة يراقب ما يجري في المقصورة عبر إحدى النوافذ، فإن أحدًا لا يتلصص على أي معلومات سرية تخصك شخصيًا أو تخص شركتك. أم أن ثمة من يفعل ذلك؟ بالرغم من أن أنظمة الاتصال عبر الإنترنت على متن الطائرات ظلت لبعض الوقت متأخرة حتى عن الثلاجات وأجراس الأبواب، إلا أنها أصبحت اليوم من البدهيات. لكن الوضع مغاير في ما يتعلق بالدفق الآمن للمعلومات.

 

يقول جوش ويلر، كبير مديري وحدة الأمن الإلكتروني في شركة ساتكوم دايريكت المتخصصة في أنظمة الاتصال المرتبطة بعالم الطيران: «إذا كنت تستطيع رؤية شبكة الإنترنت، فإنك حتمًا مرئي للشبكة وقراصنتها. إن الوجود على علو مرتفع لا يجعلك آمنًا.»

 

لاحظت الشركة التي تنشط في الولايات المتحدة الأمريكية ارتفاعًا حادًا في الهجمات المتعلقة بالأمن الإلكتروني على طائرات رجال الأعمال. فما يزيد تقريبًا على أربعة أخماس الطائرات الست مئة التي تعاقدت على الاشتراك بخدمة ساتكوم لمراقبة التهديدات اختبرت هجومًا إلكترونيًا اضطر الخبراء البشريون لدى الشركة ونظامها التطبيقي إلى التصدي له. توفر شركات الاتصالات مثل ساتكوم، وغوغو، وهانيويل، إجرءات أمن لحماية زبائنها من أصحاب الطائرات. وقد أفادت شركة ساتكوم عن زيادة بنسبة %54 في التهديدات الجدية والخطيرة خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2019 مقارنة بما كان عليه الحال في الفترة نفسها من عام 2018. عندما تُستخدم طائراتُ رجال الأعمال مكاتبَ على نحو منتظم، تتضاعف المخاطر على الشبكة الإلكترونية.

 

يقول متحدث باسم وحدة طائرات رجال الأعمال لدى شركة غوغو: «إن التهديدات على متن الرحلات الجوية حقيقية.» وتواظب الشركة على مراقبة شبكتها ذات النطاق الترددي العريض لرصد أي هجمات محتملة وإحباطها. وتتفق معها شركة هانيويل في ما يتعلق بحجم التهديدات، فيقول متحدث باسمها: «إن الأمن الإلكتروني يشكل عنصرًا حرجًا في عصر الطائرات المتصلة بالشبكة.» وعلى ما هو عليه حال غوغو، تمتلك شركة هانيويل مركز مراقبة يوفر للمشغلين فرصة «البقاء متقدمين على الخطر واتخاذ إجراءات وقائية عوضًا عن الانتظار للاستجابة بعد وقوع الهجوم الإلكتروني.»

إذا كنت تستطيع رؤية شبكة الإنترنت، فإنك حتما مرئي للشبكة وقراصنتها. إن الوجود على علو مرتفع لا يجعلك آمنا    

لا شك في أن القراصنة يدركون هذه الحقيقة، لكنهم يطورون أساليبهم أكثر فأكثر. تقول شركة ساتكوم إنها ترصد هجمات متزايدة من مجرمين يسعون إلى سرقة أموال أو معلومات قيمة مثل كلمات السر. ومن الجلي أن أصحاب الطائرات الخاصة أو المديرين التنفيذيين الناجحين يشكلون أهدافًا رئيسة لهؤلاء. يمكن للقراصنة أن يتسللوا إلى خدمة الواي فاي على متن الطائرة من خلال رابط عبر الأقمار الاصطناعية يُستخدم للاتصال بشبكة الإنترنت. وقد عمد مكتب المساءلة التابع لحكومة الولايات المتحدة الأمريكية والمعنيون بالأنظمة التشريعية لقطاع الطيران حول العالم إلى التحذير من الخطر الذي تفرضه تقنية الاتصال والأجهزة غير الآمنة نسبيًا مثل أجهزة آيباد التي يتعاظم استخدامها من قبل الخبراء التقنيين والطيارين والركاب على حد سواء.

 

ينبه ويلر إلى أن الهجمات لأغراض «القيادة والسيطرة» والفيروسات الإلكترونية هي المشكلة الكبرى حاليًا. وفي هذا يقول: «من الشائع أن يُحضر أحد الركاب على متن الطائرة معه، عن غير نية سيئة، جهازًا يشتمل على برنامج خبيث من طراز C&C. إذا نُشِّط هذا البرنامج التطبيقي، فإنه سيعمل على نسخ ملفات واستنساخ نفسه والانتشار عبر أي شبكة.»

 

لم يتبين إلى الآن أن أنظمة السلامة الحرجة هشة. لكن بعض الرحلات التجارية أفادت عن منعها من الطيران بسبب مشكلات في إشارات الملاحة عبر الأقمار الاصطناعية أو في مجموعة أنظمة الاتصال المتبادل الآلية التي يُفترض اليوم توافرها على متن الطائرات كافة. إذا استطاع قراصنة الشبكة الإلكترونية اختراق أنظمة التحكم بالطيران على متن طائرات رجال الأعمال، فإن خطر طلبات الفدية، التي تترافق مع تحديد مهلة زمنية لا تزيد على بضع دقائق للاستجابة، قد يبلغ مستويات فلكية. خلاصة القول أن ثمة إجراءات وخدمات وقائية لا تترك أمن بياناتك في مهب الريح، على غرار تلك التي توفرها شركة ساتكوم مقابل مبلغ يقارب 795 دولارًا في الشهر بحسب احتياجاتك المحددة.