علامات مندثرة امتهنت صناعة السيارات أو الهياكل الخارجية للمركبات تنهض من كبوتها وتتنافس على استعادة أمجاد غابرة.

 

هل تذكرون علامة إسبانو – سويثا؟ بالرغم من أن الاسم قد يبدو مألوفًا لكم، إلا أنكم لن تتذكروا العلامة على الأرجح. لم يبقَ من علامة صانع السيارات الإسبانية، التي اختفت بعد الحرب العالمية الثانية، سوى القسم الفرنسي من الشركة الذي كان يختص بإنتاج أجزاء الطائرات.


أصبحت العلامة جزءًا من مجموعة ضئيلة من صنّاع السيارات وصنّاع هياكلها الخارجية الذين ذاع صيتهم فيما مضى وخبا وهجهم اليوم لكنهم يتطلعون إلى النهوض مجددًا من كبوتهم. إذ أعاد ابن حفيد داميان ماتيو، المؤسس المشارك في الشركة الأصلية، إحياء العلامة، أُسقطت الشَرْطة من الاسم، وكشفت إسبانو سويثا سنة 2019 عن طراز كارمن Carmen الذي يُعد بحسب الشركة مركبة كهربائية عالية الأداء مستلهمة في تصميمها فن الآرت ديكو وقادرة على إنتاج قوة تساوي 1٫005 أحصنة. في السنة نفسها، أعيد ترخيص اسم علامة دولاج، التي كانت قد أقفلت أبوابها سنة 1954، وكُشف النقاب عن نموذج اختباري من سيارتها الخارقة ذات المعقدين المترادفين والقادرة على إنتاج قوة تساوي 1,100 حصان. كما أعلنت مجموعة من المستثمرين في شهر نوفمبر تشرين الثاني من العام الفائت عن عودة العلامة الشهيرة التي أطلقها المهندس ذائع الصيت جيوتو بيتزارّيني في ستينيات القرن الفائت. لم يكد يمضي شهران حتى كشفت المجموعة عن مخططاتها لبناء 24 نموذجًا من طراز 5300 GT Revival Corsa المستلهم من سيارة Bizzarrini 5300 GT التي أبصرت النور في حقبة الستينيات.

الرسم الذي ابتكره المصمم جيورجيتو غويجيارو سنة 1964 لطراز Bizzarrini 5300 GT الأصلي.

Bizzarrini
الرسم الذي ابتكره المصمم جيورجيتو غويجيارو سنة 1964 لطراز Bizzarrini 5300 GT الأصلي. 


يقول دونالد أوزبورن، المؤرخ في مجال السيارات والرئيس التنفيذي لمتحف أودران أوتوموبايل Audrain Automobile Museum في نيوبورت برود آيلاند: "عندما تصبح المركبات متشابهة أكثر من أي وقت مضى، يميل الأفراد إلى التعبير عن أنفسهم من خلال سياراتهم. من الرائع أن نشهد نهضة في مجال بناء السيارات المصممة أو المعدلة بحسب الطلب بعد أن ساد الظن بأن ذلك لن يحدث ثانية أبدًا."


تتجلى هذه الظاهرة من خلال مركبة الكوبيه الجديدة Touring Aero 3 من شركة Carrozzeria Touring Superleggera المصنعة لهياكل السيارات الخارجية في إيطاليا، والتي اشتهرت حتى عام 1966 بتوفير الهياكل الخفيفة جدًا (المصنوعة من أنابيب فولاذية مغلفة بالألمنيوم) لصنّاع مثل ألفا روميو، وأستون مارتن، وفيراري، ولامبورغيني. في سنة 2006، أعيد إحياء العلامة التي طرحت منذ ذلك الحين مجموعة ضئيلة من المركبات محدودة الإصدار آخرها طراز Aero 3 Touring القادر على إنتاج قوة تساوي 740 حصانًا.

"من الرائع أن نشهد نهضة في مجال بناء السيارات المصممة أو المعدلة بحسب الطلب بعد أن ساد الظن بأن ذلك لن يحدث ثانية أبدا"


يقول لويس دو فابريبيكرز، رئيس وحدة التصميم في المحترف: "إذا ما تأملت في سيارات العلامة التي تعود إلى ثلاثينيات القرن الفائت، فإنك ستدرك أنها كانت تزهو بتصميم يسبق زمانه". تشمل مزايا الديناميكية الهوائية المتوارثة من مركبات عتيقة مثل طرازي 6C 2500 و8C 2900B من ألفا روميو (وكلاهما تفرّد في الأصل بهيكل خارجي من صنع Carrozzeria Touring Superleggera) الشكل التصميمي للجناح على متن سيارة Touring Aero 3 ومقصورة القيادة المصممة في هيئة قطرة الدمع. يقول دو فابريبيكرز إن المشروع الجديد الذي تطرحه الشركة في 15 نموذجًا فقط (السعر عند الطلب) يجسّد "رؤية القرن الحادي والعشرين لتلك الحقبة."


يرى أوزبورن أن علامة Carrozzeria Touring Superleggera تمضي على الطريق الأسهل نحو النجاح لأنها تصمم مركبات تحتفي بأسلوب سلفها ولا تركز على الجانب الهندسي. أما إعادة إحياء العلامات البائدة الأخرى في مجال صناعة السيارات، فتطرح من منظوره "إشكالية أكبر". اشتهرت كل من إسبانو – سويثا ودولاج ببناء محركات متميزة، فيما ذاع صيت علامة بيتزارّيني في مجال بناء الهياكل الداخلية. يقول أوزبورن إنه لا ينبغي التعامل بخفة مع مثل هذا الإرث، مضيفًا: "عندما تجلب محركًا مختلفًا ومنصة مختلفة وتضع اسمًا على السيارة، فلا بد من توافر رابط ما بينها وبين المركبة التاريخية. لا بد أن تتوافر في سيارتك المزايا التي تجعلها تضاهي بفخر المركبة الأصلية."