أفضل اليخوت الفارهة والقوارب التي ترسم بتصاميمها المبتكرة ومزاياها التقنية المتطورة وجها جديدا لمستقبل هذا القطاع

 

فكرة عظيمة

يخت من بلور

أتاحت تقنية تطوير الزجاج استخدام هذه المادة بإسراف وعلى نحو مبتكر على متن اليخوت الفارهة.

 

شكّل الزجاج وجهًا من الأوجه المحددة للهندسة المعمارية التقدمية منذ أن استعرض جوزيف باكستون قصره البلوري Crystal Palace في معرض غرايت إكزيبيشن Great Exhibition في لندن سنة 1851. وفي الألفية الحالية، غيّر الزجاج وجه ناطحات السحاب في مختلف أنحاء العالم، من دبي إلى مانهاتن. أما في العالم البحري، فهيمن الحماس البالغ للبلّور على قطاع اليخوت الفارهة على ما يشهد كثير من المشاريع الثورية التي أبصرت النور العام الفائت.

في اليخت إكسيلانس Excellence بديع التصميم والبالغ طوله 262 قدمًا، استخدمت شركة أبيكينغ آند راسموسن مجموعة معقدة من الألواح لبناء درجات السلم المفتوح الرائع. كما يزهو اليخت آرتيفاكت Artefact، الذي يبلغ طوله أيضًا 262 قدمًا، بجدران بُنيت من الزجاج، المادة التي استُخدم منها على متنه 60 طنًا، وبواجهات زجاجية ابتُكرت في تصاميم جديدة. أما اليخت بولد Bold من شركة سيلفر لليخوت، والبالغ طوله 279 قدمًا، فيحتضن حديقة شتوية فسيحة أقيمت على طول العارضة وجرى تسويرها بألواح زجاجية يمكن طيها وحفظها في فسحة تخزين خفية عندما يصير الطقس دافئًا. بل إن هذا التوجه شمل أيضًا يخوتا أقل فخامة، على غرار اليخت Predator 74 من سانسيكر الذي تحيط بمنطقة دفة القيادة الخارجية على متنه ألواح زجاجية ضخمة يمكن تركها مفتوحة.

لكن ما يغذي طفرة استخدام الزجاج على متن اليخوت لا يقتصر على نزعة تصميمية فحسب. بل يُعزى الأمر أيضًا إلى التقنية التي تطورت إلى الحد الذي أتاح تصنيع ألواح زجاجية أقل سماكة، وأخف وزنًا (وهذه سمة لا غنى عنها في عالم الملاحة البحرية)، وأكثر متانة.

استفاد مصممو اليخوت من هذا التوجه، فاستعاضوا عن النوافذ التقليدية بجدران كاملة مبنية من الزجاج، واعتمدوا أساليب طموحة ليدمجوا في تصاميمهم ألواحًا زجاجية أكبر حجمًا من ذي قبل صيغت في أشكال جديدة، على غرار جدران الحديقة القابلة للطي في الطبقات التي أقيمت على متن اليخت بولد.

يقول فيليب برياند، المهندس المعماري البحري الذي ضمّن قواربه مساحات رحبة بفواصل شفافة: «إن تقنية الزجاج تشرع مساحة التصميم على آفاق رحبة. فالأشكال ثلاثية الأبعاد التي يمكننا ابتكارها لا تنفك تتحسن بمرور الوقت. بات بمقدورنا أخيرًا استخدام الزجاج بوصفه عنصرًا بنيويًا.»

يفوز اليخت العملاق دار Dar بجائزة أفضل استخدام عملي مبتكر للزجاج. فاليخت يزهو بألواح عاكسة ترتفع من الأرضية إلى السقف وتوازي بحجمها مساحة 4,300 قدم مربعة. في معرض موناكو لليخوت، تحدث المصمم لويز دي باستو من على متن اليخت قائلاً: «أراد المالكون أن تتوافر لهم إمكانية رؤية البحر من المجلس الرئيس عبر جدار شفاف لا يشتمل على أي فواصل أو تفاصيل معدنية. تبدو الواجهات الزجاجية من الخارج جدرانًا سوداء اللون، لكن ذلك لا ينتقص من مقدار الإضاءة الداخلية ولا يسبب أي تشوه. يمكنكم أن تروا موناكو، لكن أحدًا فيها لا يراكم.» 

فضلاً عن ذلك، أصبحت نماذج اليخوت التي تزهو بألواح زجاجية تحت سطح الماء أكثر شيوعًا. إذ تزداد مادة الزجاج متانة، سيتنامى استخدامها تحت خط الماء، أي أنكم سترون الأسماك لكنها لن تراكم.