يشكل أي قرصان، يخترق البوابة عبر رسالة بريدية مشبوهة،

خطرا يهدد كامل الشبكة، من الأنظمة السمعية البصرية إلى أنظمة الملاحة 

 

لا أحد مستثنى من الجرائم الإلكترونية. فقراصنة شبكة الإنترنت ليسوا نخبويين في خياراتهم. لكن في حين لا يُستهدف قطاع صناعة اليخوت بحد ذاته، يمكن للتقنيات الرقمية التي يتنامى استخدامها على متن اليخوت - والمخصصة لتسهيل التواصل بين مالكي اليخت والضيوف وطاقم العمل أينما كانوا وفي أي وقت كان - أن تجعل أنظمة أي يخت، والركاب على متنه، عرضة للتهديدات المتزايدة التي يطرحها أي خرق عبر شبكة الإنترنت.

 

تترابط معظم الأنظمة على متن اليخوت بعضها ببعض من خلال شبكة نطاق محلي افتراضية VLAN تتحكم بها، وغالبًا ما يحدث ذلك باستخدام وحدة الإدخال والإخراج نفسها الخاصة بشبكة الإنترنت، ما يعني أن البيانات كلها تمر عبر البوابة نفسها، ليشكل على ذلك، أي قرصان يخترق البوابة عبر رسالة بريدية مشبوهة، خطرًا يهدد كامل الشبكة، من الأنظمة السمعية البصرية إلى أنظمة الملاحة. وإذا كان اختراق أنظمة التحكم باليخت يُعد خطيرًا، فإن سلامة البيانات الشخصية، كعناوين البريد الإلكتروني، وكلمات المرور السرية، وتفاصيل الحسابات المصرفية، تصبح هي أيضًا عرضة للبرمجيات الخبيثة والاحتيال في تصيد المعلومات. وقد يكون مصدر الخطر أي شخص يستخدم شبكة الإنترنت.

 

يقول ويل فيماتيا، مؤسس شركة Bond TM لإدارة التقنيات ومديرها: «إن الجرائم الإلكترونية في معظمها في عالم اليخوت تستفيد من خلل داخلي ما، كأن ينسى أحدهم القيام بإجراء ما، والقرصان شخص انتهازي بما يكفي لانتظار وقوع أحدهم في الخطأ. ما يتطلبه الأمر ليس فقط تركيب أجهزة، وإنما اعتماد مسارات وسياسات معينة. أعتقد أنه لزام على الناشطين في قطاع اليخوت أن يرغبوا في تغيير طريقتهم في التفكير».

 

إن لجدران الحماية والأنظمة المضادة للفيروسات أهمية قصوى، لا سيما ما كان منها مصممًا من قبل خبير متمرس في مجال تكامل الأنظمة، يبتكرها بما يتماشى مع أداء اليخت الفردي ومتطلبات الأمن على متنه. ينبغي التدقيق في كل الأجهزة التي تستخدم شبكة الاتصالات اللاسلكية على متن اليخت، بما في ذلك الأجهزة الخاصة بأفراد طاقم العمل، والضيوف. كما ينبغي اعتماد كُتيب لأفضل الممارسات يتضمن إرشادات حول كيفية إدارة كلمات المرور السرية، واستخدام النواقل المتسلسلة العامة USBs، وإدارة البريد الإلكتروني. يمكن للأنظمة المتكاملة المخصصة لإدارة الاتصالات والتهديدات في آن، على غرار نظام Kerio Control من شركة Kerio Technologies للتقنيات، أن توفر الحماية لخادم اليخت من خلال نظام للحماية من الخروقات يعمل على مراقبة الاتصالات الواردة والصادرة على حد سواء عبر الشبكة. لكن أي نظام سيبقى غير مجد نسبيًا إن لم يكن طاقم العمل مدربًا على تطبيق أفضل الممارسات.

 

يقول دكتور بول هانتون، مؤسس شركة Maritime Cyber Solutions (التي باتت مؤخرًا تشكل جزءًا من مجموعة Bond TM Group): «تتميز اليخوت الفارهة في معظمها بنظام ملاحة منفصل ومعزول عن الشبكة الرئيسة، فلا يمكن من ثم اعتراضه. لكن تحديث هذا النظام يقتضي ربطه بالشبكة الرئيسة بوساطة حزمة أسلاك. لا يفرض هذا الأمر مشكلة بحد ذاته. لكن إذا قام أفراد الطاقم بتشارك كلمة المرور السرية الخاصة بشبكة واي فاي مع سفن أو يخوت أخرى مجاورة، فإن أي شخص في الميناء يمكنه أن يحاول التلاعب بنظام الملاحة. لا بد من تثقيف أولئك الموجودين على متن اليخت. ثمة نقص ملحوظ في مستوى توحيد المعايير في سوق اليخوت، لذا نعمل على تطوير دورات توعوية لتعزيز الوعي بالجرائم الإلكترونية بما يتيح لطاقم العمل على متن أي يخت المساعدة على الحد من مخاطر الأمن عبر جعل مهمة القراصنة الراغبين في اختراق الشبكة أكثر صعوبة».

 


www.bondtm.com