المفهوم الابتكاري:

يخت SolarImpact.

التصميم:

يورغ شخاف.

تاريخ الإنتاج:

المآثر تتحقق مع شروق الشمس.

 

يشكّل اليخت SolarImpact إنجازًا ثوريًا في عالم اليخوت، إذ يبزغ فجره في زمن تشكّل فيه المحركات التي تجمع بين الطاقة الكهربائية ووقود الديزل الخيار العملي الوحيد الصديق للبيئة المتاح لمحركات الاحتراق. فالجمع بين تقنية الطاقة الشمسية والتصميم المبتكر للهيكل يكرّس مكانة هذا اليخت الذي يبلغ طوله 78 قدمًا كابتكار كفيل بتغيير معايير هذه الصناعة وليس تجربة علمية مبهرة وحسب، لا سيما إذا ما قارناه بغيره من القوارب التي تعمل بالطاقة الشمسية والتي توافرت على مدى السنوات. صحيح أن المساحة التشغيلية للهيكل المزدوج من طراز SWATH (المتميز بصغر المساحة المتقاطعة مع سطح الماء) تشكّل سمة نادرة في القوارب الترفيهية، لكنها اعتُمدت على مدى عقود في السفن التجارية التي تجوب المجاري المائية الأكثر خطورة في العالم. يذكر أن الهيكلين الواقعين تحت سطح الماء، والمصممين في هيئة طوربيد، يحدّان من دوران اليخت بنسبة 90%، ما يجعل الإبحار على متنه أقرب إلى تجربة أكثر إمتاعًا من خوض غمار الأمواج العاتية وحسب. فالهياكل من طراز SWATH تبدو وكأنها تتراقص فوق الموج عوضًا عن الاندفاع عبره.

 

في القسم الواقع فوق سطح الماء، يتميز اليخت المصنوع من الألمنيوم بمساحات داخلية تمتد على 3٫700 قدم مربعة وترتفع في ثلاث طبقات. لم يكن بوسع المصمم يورغ شخاف أن يضفي على المساحة الداخلية لليخت تصميمًا يدور حول المنافع الوظيفية كما هو متوقع في أي يخت صديق للبيئة يعتمد على الطاقة الشمسية. بل إنه جعل هذه المساحة عوضًا عن ذلك فسيحة ورحبة وعززها بإطلالات متميزة على الأسطح الخارجية التي تسوِّرها ألواح مضلعة باللون الرمادي الفحمي. صُمِّمت غرفة الجلوس، والمطبخ، وحجرات النوم الخمس، ومن بينها الجناح الرئيس الفسيح، في محيط العارضة الممتدة بطول 32 قدمًا على نحو يضفي طابعًا منزليًا على أرجاء اليخت.

 

أما القفزة النوعية الحقيقية في عالم صناعة اليخوت، فتختزلها الألواح الشمسية الممتدة على مساحة مقدارها 3٫200 قدم مربعة والمتصلة بالمحركات الكهربائية ومجموعات البطاريات المشغلة لليخت. يتسم كثير من هذه الألواح بالمرونة التي تتيح تناغمها مع الخطوط الهندسية المنحنية التي تميز اليخت. في ظل غياب الضجيج الحتمي لمحركات الاحتراق ورائحتها وانبعاثاتها والذبذبات الناجمة عنها، يكاد العيش على متن هذا اليخت يقارب حد الكمال. فضلاً عن ذلك، سيثمّن كل مالك بطبيعة الحال عدم اضطراره عمليًا إلى تحمل أي تكلفة للوقود. يذكر أن اليخت يكاد يتسم بالاكتفاء الذاتي فيما يتعلق بالطاقة، إنما ليس بشكل مطلق. فهو مجهَّز أيضًا بمحركي ديزل صغيرين يمكن استخدامهما عندما يستمر الطقس الغائم لأيام طويلة، أو فيما لو احتاج القبطان إلى مزيد من الزخم لتفادي أي تقلبات جوية وشيكة.

 

قد يتوقع المرء أن يبحر أي قارب يعمل بالطاقة الشمسية ببطء وتثاقل. لكن هذا اليخت يستطيع أن يحقق سرعة قصوى مهيبة مقدارها 22 عقدة. جرى الكشف عن مفهوم هذا اليخت في شهر سبتمبر أيلول الفائت في سياق مهرجان كان لليخوت من خلال عرض ثلاثي الأبعاد بتقنية الواقع الافتراضي، وستتولى شركة Schaaf Yachtbau بناءه في ألمانيا. أفادت الشركة السويسرية المطورة لمفهوم اليخت أنها أمضت خمس سنوات في تطويع فكرة الجمع بين مظاهر الترف والتقنية لابتكار تصميم عملي قابل للتنفيذ، وقد تعاونت في سبيل ذلك مع شركة كريزل إلكتريك المتخصصة في مجال الطاقة في النمسا، وشركة سان باور الخبيرة في الخلايا الشمسية في الولايات المتحدة.