«لم أختبر يوما دراجات تضاهي دراجات فينسنت في مقدرتها على تعزيز الشعور بالإثارة في القيادة.

قد يعزى السبب إلى تاريخها، وإلى تلك الهالة الغامضة وغير الملموسة التي تحيط بها.

في مختلف الأحوال، تبقى هذه الدراجات مصدر إلهام يعز نظيره».

_ روبرت روس Robert Ross

استشاري قسم السيارات في مجلة Robb Report

في عام 1948، حقق المتسابق رولي فري الرقم القياسي في أمريكا للدراجات النارية بسرعة بلغت 150 ميلاً/ الساعة (جرى تحطيم هذا الرقم بعد ذلك مرات عدة، إحداها من قبل فري نفسه سنة 1950). لكن اللافت هو الجدال المستمر حول الدراجة النارية التي كان يقودها آنذاك، إذ يقول بعضهم إنها من طراز فينسنت بلاك شادو Vincent Black Shadow، بينما يزعم آخرون أنها من طراز فينسنت بلاك لايتنينغ Vincent Black Lightning.

صحيح أن الدراجة فينسنت بلاك لايتنينغ تتشارك الأصل نفسه مع الدراجة شادو التي خلدها الكاتب هانتر س. طومسون في رواية أصدرها عام 1971 بعنوان Fear and Loathing in Las Vegas «الخوف والكراهية في لاس فيغاس»، إلا أنها تُعد أسطورة بحد ذاتها. فالدراجة لايتنينغ، التي أبصرت النور ما بين عام 1948 وعام 1952، كانت تشكل النسخة المخصصة للسباقات من دراجات طراز شادو، وكانت تُعد في زمانها أسرع دراجة نارية تدخل حيز الإنتاج على نطاق واسع. أنتجت شركة فينسنت ما لا يزيد على 30 دراجة من طراز لايتنينغ، ولم يبق اليوم منها سوى 19 نموذجًا أصيلاً.

في أواسط القرن العشرين، كان ابتياع نموذج جديد كليًا من دراجة فينسنت بلاك لايتنينغ يتجاوز 500 جنيه إسترليني، أي ما يقارب قيمة شراء منزل جميل آنذاك. وقد يكفي اليوم أيضًا ثمن دراجة فينسنت بلاك لايتنينغ عتيقة الطراز لشراء منزل جميل. ففي شهر يناير كانون الثاني الفائت، باعت دار بونامز للمزادات دراجة من هذا الطراز تعود إلى عام 1951 بمبلغ 929 ألف دولار، ما شكّل رقمًا قياسيًا عالميًا جديدًا لأي دراجة نارية تُباع في مزاد.

صحيح أن أصحاب المقتنيات النفيسة لا يتخلّون عنها بسهولة، وقلما يفعلون ذلك أصلاً، إلا أن تسجيل رقم قياسي عالمي جديد في عالم المزادات من شأنه أن يحمل بعضهم على تبديل آرائهم. بعد مرور أقل من عام على النجاح الباهر الذي حققته تلك الدراجة في مزاد لاس فيغاس، ستطرح دار بونامز، من خلال مزاد ينعقد بتاريخ 6 أكتوبر تشرين الأول المقبل في سياق مهرجان باربر Barber Vintage Festival للمقتنيات عتيقة الطراز في مدينة بيرمنغهام في ألاباما، دراجة أصيلة أخرى من طراز فينسنت بلاك لايتنينغ. فالرقم القياسي الذي تحقق في مزاد شهر يناير كانون الثاني كان كفيلاً بأن يحض مالك هذه الدراجة النارية من عام 1949 على الرضوخ لفكرة التخلي عنها.

لا تُعد الدراجة التي تعتزم دار بونامز بيعها بالمزاد في شهر أكتوبر تشرين الأول المقبل، والتي تراوح قيمتها التقديرية بين 400 ألف دولار و500 ألف دولار، أول دراجة أنتجت من طراز فينسنت بلاك لايتنينغ، لكنها أقدم نموذج أصيل متاح ولا يزال يحتفظ بكامل أجزائه الأصلية. وقد انتقلت ملكيتها بين ما مجموعه خمسة أفراد، شأنها في ذلك شأن الدراجة التي كانت قد عُرضت في مزاد شهر يناير كانون الثاني الفائت. إذا ما أغفل هواة المزادات المشاركة في المزاد المقبل، فإنهم قد يضطرون إلى الانتظار وقتًا طويلاً قبل أن تُتاح الفرصة مجددًا لاقتناء نموذج أصيل من دراجات فينسنت، لا سيما أن عقدًا كاملاً قد انقضى مذ عُرضت آخر دراجة من طراز فينسنت بلاك لايتنينغ قبل دراجة مزاد عام 2018، وكان ذلك أيضًا في سياق أحد مزادات دار بونامز.

صحيح أننا لا نعرف إن كانت الدراجة التي ستدخل مزاد شهر أكتوبر تشرين الأول ستسجل رقم مبيع قياسيًا جديدًا، لكن المؤكد أن دراجة فينسنت بلاك لايتنينغ لا تزال تأسر المخيلة، وأسطورتها لا تنفصل أبدًا عن أسطورة المتسابق فري الذي دخل التاريخ بسرعة صاروخية.

حكاية الدراجة لايتنينغ

1908

وُلد فيليب كونراد فينسنت في منطقة جنوب غربي لندن.

1924

استحوذ فينسنت على دراجته النارية الأولى، وكانت دراجة مستعملة من طراز BSA تبلغ سعة محركها 350 سنتيمترًا مكعبًا.

1928

أطلق فينسنت شركة لتصنيع الدراجات النارية التي تحمل اسمه.

1948

سجل المتسابق الأمريكي رولي فري رقمًا قياسيًا لسرعة الدراجات النارية بلغ 150 ميلاً/ الساعة وكان آنذاك يقود دراجة معدلة من طراز فينسنت بلاك شادو في سياق سباق عبر مسطحات بونفيل الملحية Bonneville Salt Flats في ولاية يوتا.

1948-1952

طرح فينسنت الدراجة النارية فينسنت بلاك لايتنينغ، التي تشكّل نسخة مخصصة للسباقات من دراجة فينسنت بلاك شادو.

1955

توقفت شركة فينسنت عن مزاولة نشاطها.

1979

تُوفي فيليب كونراد فينسنت.

1991

خلّد الموسيقار الإنجليزي ريتشارد طومسون أسطورة الدراجة النارية إذ ألَّف أغنية حملت اسم 1952 Vincent Black Lightning «دراجة فينسنت بلاك لايتنينغ من عام 1952».

2018

باعت دار بونامز دراجة من طراز فينسنت بلاك لايتنينغ من عام 1951 بمبلغ 929 ألف دولار.