ثلاثة طرز من الدراجات النارية الرياضية التي تعد بأداء متفوق بالرغم من محركاتها صغيرة الحجم ومزاياها التصميمية والهندسية غير المتكلفة.

لا أحد ينسى بسرعة المثل القائل "خير الأمور قليلها" بقدر امرئ يسعى إلى ابتياع درّاجة نارية جديدة، لا سيما في أيامنا هذه التي تشهد دفقًا منتظمًا في تطوير درّاجات فخمة يثمر عنها السباق التنافسي المتزايد إلى تعزيز أداء المحركات.

لكن الدرّاجين المتمرسين أيضًا قد يواجهون صعوبة في استخلاص القدر الأكبر من أداء دراجة صاروخية بقوة 200 حصان تنطلق مسرعة لتنهب الطريق الإسفلتي المتعرج، فما بالك بحلبة مغلقة؟ ولا أحد يرغب في أن يكون أسير استخدام درّاجة نارية باهظة الثمن لمطاردة الشعور المتواضع بالإثارة المتولّد عن التسارع بها في خط مستقيم تتخلله إشارات السير الحمراء. الواقع هو أن معظم الدرّاجين سيجدون متعة أكبر في قيادة درّاجات أصغر حجمًا مجهّزة بمحركات ذات معدل سعة أدنى. ولا شك في أن توافر طُرز متفوقة الأداء مزوّدة بمحركات لا تزيد سعتها على ألف سنتيمتر مكعب، ومصدرها صنّاع مختلفون مثل ترايومف Triumph، وياماها، ودوكاتي، وإم في أوغوستا، يشهد اليوم على أن الدرّاجة الرياضية الحديثة من الوزن المتوسط قادرة على التنافس في فئة رياضية.

"سيجد معظم الدراجين متعة أكبر في قيادة دراجات أصغر حجما مجهزة بمحركات ذات معدل سعة أدنى."

تندرج ضمن أفضل هذه الطرز درّاجة Panigale V2 البالغ سعرها 16,459 دولارًا من دوكاتي. استُلهمت الخطوط الجمالية لهذا الطراز من الدراجة النارية خارقة الأداء Panigale V4 القادرة على إنتاج قوة تساوي 214 حصانًا، فيما تعادل قوته 155 حصانًا. لكن خفض عدد صمامات المحرك بمقدار النصف، وخفض معدل سعته من1,103  سنتيمترات مكعبة إلى 955 سنتيمترًا مكعبًا، فضلاً عن تجهيز هذه الدرّاجة الأصغر حجمًا بهيكل داخلي مناسب ومكابح متميزة الأداء، باتت كلها عوامل تتيح الدفع بها بقوة أكبر دون الانزلاق إلى مخاطر تهدد السلامة، بل بقدر إضافي من القوة تضمنه مجموعة الأنظمة المساعدة للدرّاج، بما في ذلك نظام الجر ونظام التحكم بالحركات البهلوانية. وفيما قد يشعر حتى الدرّاج المتمرس بأنه يخوض عراكًا بالأيدي على متن درّاجة من طراز  Panigale V4الشرس، تبدو درّاجة من طراز Panigale V2  أشبه بشريك يراقصه دون أن يدوس على قدميه.

أرست ياماها معيار مقارنة جديدًا عندما ابتكرت درّاجتها من طراز YZF-R6 التي تبلغ سعة محركها 599 سنتيمترًا مكعبًا. يبقى هذا الطراز، بعد مرور 21 عامًا على بداية إنتاج درّاجات الجيل الأول منه، واحدًا من أفضل طُرز الدراجات القادرة على أن تشق طريقها عبر المنعطفات بخفة مبضع حاد. تدفع قوة متواضعة مقدارها 115 حصانًا ومصدرها محرك مكوّن من أربع أسطوانات في خط مستقيم بالدرّاجة التي لا يزيد وزنها على 190 كيلوغرامًا، والتي تشتمل على الحد الأدنى من أنظمة الحماية في ما خلا نظام التحكم بقوة الجر ونظام المكابح المانع للانزلاق. في المقابل، عند إطلاق العنان للدرّاجة، يبدو أداء الصمام الخانق من ياماها، ونظام التعشيق الذي ينضبط بوساطة رقاقة إلكترونية، مهيبًا. تُعد هذه الدرّاجة أيضًا، البالغ سعرها 12,199 دولارًا، أداة بالغة الدقة تتميّز بمستوى عال من الاستجابة. فنظام التعليق يتفاعل بغير عناء مع الهيكل بما يضمن بقاء الدرّاج مطلعًا طيلة الوقت على ما يحدث أسفل مقعده.

أما الدراجة المفضلة لديّ في هذه الفئة، فهي من طراز KTM 890 Duke R ومجهّزة بمحرك سعة 890 سنتيمترًا مكعبًا. تتميّز هذه الدرّاجة، البالغ سعرها 11,699 دولاراً، بخلوها من الزوائد وخفة وزنها، وصوتها الصاخب. كما أن قيمتها مقارنة بسعرها أعلى بكثير من قيمة الدراجة الأقوى منها أداء 1290 Super Duke R في أسطول الشركة نفسها. تنتج الدرّاجة من طراز KTM 890 Duke R قوة تساوي 120 حصانًا، ويبلغ وزنها الجاف 166 كيلوغرامًا، كما تتميّز بمقعد قائم وتوفّر أداء وظيفيًا معززًا، إلى جانب مزايا الراحة ومسافة الارتفاع الكافية عن سطح الأرض. بعيدًا عن الخطوط الجمالية التي توحي بالشراسة على نحو سار، تقدّم هذه الدراجة، على غرار الطرازين المذكورين آنفًا، حجة ذكية في سياق الدعوة إلى الحد من التكلف.