قد تكون هارلي – ديفيدسون أكثر علامة من المستبعد أن تمضي قدمًا على طريق اعتماد الطاقة الكهربائية. ففي النهاية، لطالما كان اسم الشركة البالغ عمرها 116 عامًا مرادفًا لآلية الاحتراق الداخلي. بل إنها ناضلت ذات زمن في سبيل الحق القانوني في حماية الصوت المميز لمحركاتها الثنائية من طراز V-Twin التي تعمل بحرق الوقود. وبالرغم من أن هارلي شرعت تقارب مفاهيم المحركات الكهربائية منذ عام 2014، إلا أن التزامها الأول بطاقة مصدرها البطاريات لم يبصر النور إلا في شهر أغسطس آب الفائت من خلال الدراجة النارية LiveWire. يشكل هذا الابتكار تحولاً مزلزلاً من شأنه أن يعيد تحديد هوية العلامة. فالدراجة الجديدة تتمايز على نحو جذري عن الآلات المجلجلة التي ابتكرتها الشركة في الأيام الخوالي. أولاً، تُعرض بعض مزايا الدراجة، مثل تقنية الاتصال عبر بلوتوث، ووظائف الملاحة، وإعدادات الموسيقا، عبر شاشة، ما يشكل سمة بعيدة كل البعد عن العدادات التناظرية التقليدية من هارلي – ديفيدسون. بل إن هذه الأناقة الرقمية ليست سطحية فحسب، بل تمتد إلى الجوهر بفضل برنامج تطبيقي يتيح الاطلاع عن بعد على وضع طاقة الشحن، والموقع، وتحذيرات السلامة. صحيح أن بعض الإيحاءات البصرية، على غرار الهيكل الانسيابي الذي يلتف من حول المصباح الأمامي فقط، وخزان الوقود الزائف، تحاكي ما هو عليه الحال في الدراجات السابقة لها التي تعمل بالوقود، إلا أن الدراجة الجديدة التي صُنع إطارها من الألمنيوم تجسد ابتكارًا يكسر التقليد، إذ يميزها هيكل داخلي يتخذ شكل الحرف X، وأسطح عريضة مزعنفة كانت لتحتضن في العادة المحرك الثنائي من طراز V-Twin.

تضمن التحفيز السريع والصامت (في معظم الأحوال) بطارية من أيونات الليثيوم وشاحن مثبت إلى الدراجة يمكن تجديد طاقته عبر مجموعة متنوعة من المصادر مثل مقبس تغذية نموذجي في المنزل، أو محطة شحن سريع من طراز DC Fast Charge، أو موصل من نوع J1772. لما يُكشف بعد عن مواصفات الأداء النهائية، لكن الأرقام الخاصة بالمزايا الأساسية مثيرة للاهتمام. فالدراجة قادرة على التسارع من صفر إلى 60 ميلاً/الساعة في غضون أقل من 3.5 ثانية، ويمكنها أن تقطع داخل المدينة مسافة تساوي 110 أميال، ما يجعلها تتفوق من حيث السرعة ومدى التجوال على دراجات هارلي من طراز Sportster Forty-Eight المجهزة بمصدر تقليدي للطاقة.

تجسد دراجة Harley-Davidson LiveWire، التي يبلغ سعرها 29٫799 دولارًا، نموذجًا حديثًا من وسائل النقل ثنائية العجلات. بل إنها نموذج يقوض إرث الصانع من الدراجات النارية الصاخبة وثقيلة الوزن. وإذا كان غياب أسطوانات المحرك البراقة والصوت المفرقع للعادم يخيب أمل المناوئين للتغيير، فليتأمل هؤلاء في التفاصيل متقنة الصنع التي تميز دراجة LiveWire وتشمل صندوق المحرك المصنوع من الألمنيوم المصقول بلمسة براقة، والصوت الميكانيكي الخافت لمجموعة التروس الذي تشتد حدته ويرتفع نغمه مع تزايد السرعة. قد لا يكون مستقبل هارلي صاخبًا، لكنه بلا شك براق.

 

 "ناضلت هارلي ذات زمن في سبيل الحق في حماية الصوت المميز لمحركاتها التي تعمل بحرق الوقود"

 


www.harley-davidson.com