المنافسات العالمية لكأس أمريكا تختصر فصلا جديدا في تاريخ بطولة تمتد عبر 169 عاما، وتشهد في موسمها الأحدث مشاركة فئة جديدة من اليخوت الشراعية التي تحلق فوق سطح الماء.

 

في عام 2017، عندما فاز فريق طيران الإمارات نيوزيلندا في سباق القناة المائية غرايت ساوند في برمودا ليكون النصر حليفه في بطولة كأس أمريكا الخامسة والثلاثين، كان باتريتـزيو بيرتيللي، الرئيس التنفيذي المشارك في مجموعة برادا، في الانتظار، حاملاً معه رسالة التحدي. وفيما احتفل النيوزيلنديون بالنصر، شكلت الرسالة تذكيرًا ملموسًا بأن أمد احتفال البحارة قد لا يطول حتمًا. فسرعان ما اصطف المتنافسون طمعًا بفرصة لانتزاع الكأس الأسطورية. ومع قبول التحدي الذي أطلقه بيرتيللي، استُهل الفصل الأخير في البطولة وفقًا للتقاليد المعمول بها.

في عام 2020، وإذا ما خرج العالم من الأزمة الصحية المتأتية من انتشار فيروس كورونا COVID-19، فإن السباقات العالمية World Series ضمن بطولة كأس أمريكا ستشهد أول منافسة لليخوت المذهلة من فئة AC75. إنها يخوت مزعنفة أحادية الهيكل يمتد الواحد منها بطول 75 قدمًا، ويستطيع تحقيق سرعة قصوى تساوي 50 عقدة، أي 57 ميلاً في الساعة. في السباق الافتتاحي الذي كان من المقرر تنظيمه هذا الشهر في إيطاليا (قبل أن يُلغى بسبب فيروس كورونا)، كان من المتوقع أن تتنافس أربع فرق، مع انضمام طاقمين بحريين ممولين تمويلاً حسنًا من أمريكا وبريطانيا إلى التحدي الذي بدأه فريق لونا روسا برادا بيريللي، لتنطلق المنافسة الأولى في بطولة ثلاثية السباقات يُحدد في نهايتها الرياضيون الذين سيشاركون في كأس برادا، أي سباقات التصفيات التي تبدأ في يناير كانون الثاني 2021 ويتقرر بموجبها أي فريق سيتحدى فريق طيران الإمارات نيوزيلندا في سباق بطولة الدورة السادسة والثلاثين لكأس أمريكا. ستوظف مئات ملايين الدولارات وآلاف ساعات التطوير والتدريب في اختبارات علنية، ولن يتمكن أي امرئ من توقع أحداث السباق قبل أن تدوي إشارة الانطلاق.

يقول جيمي سبيتهيل، قائد الدفة في فريق لونا روسا: «لا أعتقد أنه يمكن لأحد أن يتصور ما سيكون عليه الأمر حقيقة. لم نشارك قط في سباق مماثل على متن قارب مجهز بزعنفة ضخمة معلقة في الهواء وناتئة من أحد جانبيه على ما هو عليه الحال هذه المرة. في الماضي، عندما كانت القوارب تجتمع في سباق ما، كانت هياكلها تتلامس. لكن من البدهي أن هذا الخيار لم يعد متاحًا هذه المرة إذ ستكون العواقب كارثية.» 

نستعرض في ما يأتي كل ما يجدر بك معرفته لتبقى مطلعًا على ما يجري من أحداث.

 

"تعد بطولة كأس أمريكا، التي تسبق الألعاب الأولمبية الحديثة بخمسة وأربعين عاما، الأقدم في الرياضة الدولية، ويعرف الملاحون وهواة الرياضة كأس البطولة باسم أولد ماغ Auld Mug (الكأس القديم)."

كأس أمريكا: موجز واف

يعود السباق إلى عام 1851، عندما أطلق أعضاء نادي يخوت نيويورك مركبًا شراعيًا يبلغ طوله 110 أقدام عبر مياه الأطلسي، وفازوا بسباق يمتد بطول 53 ميلاً نظمه نادي رويال يخت سكوادرون Royal Yacht Squadron حول جزيرة وايت في إنكلترا. حمل المركب الشراعي، آنذاك، اسم «أمريكا». عاد أصحاب المركب إلى نيويورك حاملين معهم حق التبجح بنصرهم وكأسًا فضيًا منمقًا كان يُعرف بكأس Hundred Guinea Cup قبل أن يُطلق عليه بعد وقت وجيز اسم المركب الفائز.

دافع أهل نيويورك بعدئذ عن الكأس طيلة 132 عامًا، في ما شكل أطول سلسلة متواصلة من الفوز جرى تسجيلها يومًا، إلى أن فاقهم حيلة في المياه قبالة نيوبورت في رود آيلاند طاقم من البحارة الأستراليين الحذقين ارتدوا قمصان رياضة كرة القدم الأمريكية الزاهية باللونين الأصفر والأخضر، وكان ذلك في عام 1983. منذ ذلك الحين، بات الفائز بالكأس وموقع السباقات المتغير هو ما يحدد معالم الحقبة الحديثة من البطولة. فقد استردت أمريكا الكأس عام 1987 في فريمانتل الأسترالية في ظل قيادة دينيس كونر الملقب بسيد كأس أمريكا، ونجحت في الدفاع عنه مرتين، في عام 1988 وفي عام 1992، قبل أن يسيطر نادي رويال نيوزيلند يخت سكوادرون Royal New Zealand Yacht Squadron على السباق مرتين، في عام 1995 وعام 2000. فاز إرنيستو بيرتاريللي، الملياردير السويسري والبحار على متن اليخوت الشراعية، بالكأس في عام 2003، ودافع عن فوزه مرة واحدة في بلنسية الإسبانية، قبل أن ينتزعه منه بسهولة سنة 2010 لاري إليسون، الملياردير الأمريكي ومؤسس شركة أوراكل، على متن يخت عملاق يسبق أوانه من طراز قوارب Trimaran ثلاثية الهياكل. شكل هذا النصر بداية مجد اليخوت الشراعية المتطورة تقنيًا، بما في ذلك القوارب المزعنفة من طراز Catamaran ثنائي الهياكل، البالغ طولها 72 قدمًا والتي روج لها فريق أوراكل الأمريكي عندما استعاد النصر في عام 2013، فضلاً عن اليخوت المزعنفة من فئة AC50 التي شاركت في بطولة عام 2017 عندما استردت نيوزيلندا الجائزة الكبرى.

لا تزال الأعراف المتبعة في المنافسة الحديثة بعيدة عن التكلف بمقدار ما هي مبجلة. يتحول الفريق الرابح بعد انتصاره إلى ما يُعرف بالمدافع عن البطولة (Defender)، فيما يطلق اسم المتحدي في البطولة (Challenger of Record) على أول فريق يبادر إلى التحدي وتلقى مبادرته قبول الفريق المدافع. يعكف عندئذ المدافع عن البطولة ومنافسه على تحديد شروط البطولة التالية، فيتفقان أولاً على التواريخ والموقع، والأهم أنهما يحسمان أيضًا خيارهما بشأن طراز اليخوت التي ستُستخدم في السباق. منذ عام 1970، بات يُسمح لفرق أخرى بالانضمام إلى البطولة، وإن كان المتحدي في البطولة هو من يمثلها في شتى المسائل الإجرائية والبروتوكولات.

لا يظفر الفائز بجائزة مالية، فيكفيه الفخر والإقرار بنصره وواجب الدفاع عن الكأس، لكنها غلبة لا يستهان بها، لا سيما وأن ميزانيات الفرق المتنافسة تتخطى اليوم مئة مليون دولار على ما تفيد به التقارير. يجسد السباق استعراضًا مدهشًا للمهارات والإبداع التقني، كما يشكل ثقبًا أسود كبيرًا يمتص الملايين من الحسابات المصرفية ويبدد مشاعر الغرور.

 

وضع السير بن آينسلي، قائد الدفة في فريق إنيوس البريطاني، الكأس نصب عينيه. 

وضع السير بن آينسلي، قائد الدفة في فريق إنيوس البريطاني، الكأس نصب عينيه.

القوارب

في حين ازدرى التقليديون اليخوت المزعنفة ذات التصاميم القديمة من طراز القوارب ثلاثية الهياكل، التي حددت وجه الدورتين الأخيرتين من بطولة كأس أمريكا، ظلت السرعة والتقنية عنصرين راسخين في صميم المنافسة. توافق المعسكران النيوزيلندي والإيطالي في نهاية المطاف على حل يجمع ما بين وجهتي النظر في الدورة المقبلة من البطولة، إذ اختارا تقنية الزعانف المحلقة المتطورة، بشرط أن تُطبق على قوارب أحادية الهيكل أكثر تقليدية تتمثل باليخوت من فئة AC75.

إنها فئة من القوارب المزعنفة أحادية الهياكل الأطول على الإطلاق، إذ يساوي طولها 75 قدمًا. يمكنكم تشبيهها بلوح ضخم لركوب الأمواج مجهز بأشرعة شاهقة. فخلافًا لما هو عليه الحال في المركب الشراعي التقليدي، تخلو هذه القوارب من عارضة القعر الثقيلة المشغولة من الرصاص والمثبتة تحت سطح المياه للحفاظ على توازن القارب ووضعه المستقيم. لذا فإن قارب السباق يفتقر بطبيعته إلى التوازن عند الإبحار بسرعات منخفضة، ولا بد من الانطلاق به تحت تأثير التيارات السفلية. 

 

 

 

 

فور بلوغ اليخت من فئة AC75 سرعة تصل إلى تسع عقد، ينطلق فوق سطح المياه محلقًا فوق ذراعين مثقلتين بالأوزان تحاكيان في تصميمهما زعنفتين في هيئة الحرف T، وتقع إحداهما عند ميسرة القارب والأخرى عند الميمنة، ويمكن ضبطهما صعودًا ونزولاً. تتحرك الزعنفتان في ثلاثة أوضاع رئيسة: وضع الرسو، حيث ينحسر الذراعان بالكامل أسفل القارب، ووضع الإبحار المستقر حيث تنغمر الذراعان بالمياه لتحقيق أقصى مقدار من التوازن في أثناء المناورات أو الظروف الصعبة، فضلاً عن وضع الإبحار العادي الذي يجري فيه الإبقاء على الزعنفة المعاكسة للريح داخل المياه لرفع القارب، فيما تُضبط الزعنفة المقابلة للريح صعودًا لضمان توازنه.

عندما يبلغ القارب سرعة 17 عقدة، ترتفع الأثقال البنيوية والشراعان بمُعامل ارتفاع يساوي عشرة، وتستمر السرعة بالتزايد وصولاً إلى 50 عقدة، وهي وتيرة لا يستهان بها في قارب شراعي يبلغ طوله 75 قدمًا ووزنه ستة أطنان ونصف طن ويحلق فوق سطح المياه فيما لا يدعمه سوى جناح ضيق بطول تسع أقدام.

 

 

 

التقنية

فيما تنص قواعد سباقات القوارب على تقيد اليخوت جميعها ببعض المواصفات الأساسية في ما يتعلق بالحجم، بما في ذلك استخدام ذراع مزعنفة موحدة، إلا أن كل فريق يطور منفردًا الشكل العام لهيكل قاربه وتصميم الشراعين والزعنفتين. ويتوقع الخبراء أن يحدد التصميم الأفضل للزعنفتين هوية اليخت الفائز. 

يستحق جناحا الزعنفتين الخاصان بالفريق عرضهما في متحف فني. فهما يُصممان باستخدام الحاسوب وتُنحت خطوطهما بتأن من مواد مثل ألياف الكربون والألمنيوم والفولاذ. في المياه، تسمح الزعنفتان برفع القارب بما يضمن له الانطلاق والإبحار في رحلة تحليق ثابتة. وعندما يغير القارب مساره أو ينتقل من جانب إلى آخر، يعمد نظام مضخات هيدروليكية يعمل بطاقة البطاريات إلى دفع زعنفة واحدة أسفل المياه فيما يرفع الأخرى لضمان التوازن، الأمر الذي يتيح له الالتفاف في زوايا ضيقة على الرغم من سرعته.

يتيح نظريًا الامتداد الأكبر للجناح رفع القارب في مرحلة مبكرة في ظل الرياح الخفيفة (تبلغ السرعة الدنيا للرياح في السباق 6.5 عقدة)، ما يجعل الفريق أقدر على المناورة، لكن قوة الجر ستزيد في المقابل وتتسبب في إبطاء السرعة. عند بلوغ الحدود القصوى لسرعة الرياح، سيُستخدم جناحان أصغر حجمًا، على الرغم من أنهما يجعلان عامل الإبحار بسرعة في خط مستقيم يتقدم على الرشاقة في الحركة. فضلاً عن ذلك، يشتمل الجناحان على أطراف ومصاريع قابلة للتعديل، على ما هو عليه الحال في أجنحة الطائرات، ما يُضفي بعدًا آخر على مستوى الرشاقة والتعقيد. يتولى ضبط حركة الزعنفتين مراقب الرحلة الذي يستخدم جهاز تحكم قابل للبرمجة (يشبه جهاز التحكم بنظام إكس بوكس Xbox) لتحريك الذراعين الضخمين صعودًا ونزولاً، وتغيير زاوية انحرافهما، وتعديل وضع المصاريع. يضطلع المراقب بثلث عمل فريق عصري من البحارة في قمرة القيادة، وينضم إليه في مهمة التحليق بالقارب البحار المسؤول عن الشراع الرئيس الذي يستخدم جهاز تحكم خاصًا به لتعديل الصاري والأشرعة، فضلاً عن قائد الدفة الذي يوجه اليخت عبر مسار السباق.

في حين يتزود ذراعا الزعنفتين الضخمين بالطاقة من البطاريات، تُستمد الطاقة الضرورية للنظام الهيدروليكي في القارب، الذي يتألف من شبكة معقدة من المضخات والأنابيب والصمامات والمكابس المستخدمة لضبط الأشرعة، من جهد «مشغلي الرافعات»، أي الأفراد الثمانية الآخرين ضمن أعضاء الطاقم المكون من 11 شخصًا. إنه عمل مضن حقًا، إذ يعكفون طيلة ستين دقيقة، ورؤوسهم منحنية، على طرق منصات الرفع التي تُوجه بذراعين. يمكن لكل فرد من هؤلاء أن ينتج في كل مرة جهدًا يعادل ما بين 200 واط و300 واط. لكن مناورات الإبحار تتطلب قوة تساوي ألف واط أو أكثر، لذا فإن القوارب السريعة والرشيقة من فئة AC75 تتطلب قوة جسدية حقيقية، الأمر الذي يبرر استقدام مشغلي الرافعات من صفوف محترفي الجدف والرياضات المتطرفة الذين يمتلكون مهارات من المستوى الأولمبي.

 

"يحقق نظام الزعانف المحلقة في بطولة كأس أمريكا الإنجاز الأمثل لدى نجاح اليخت في إتمام «دورة جافة» حول مسار السباق دون أن يمس هيكله صفحة المياه."

 

الفرق المتنافسة

فريق طيران الإمارات نيوزيلندا المدافع عن البطولة.

فريق طيران الإمارات نيوزيلندا

المدافع عن البطولة.

اليخت: تي آيهي Te Aihe.

ممثل عن: نادي رويال نيوزيلند يخت سكوادرون.

المقر: أوكلاند، نيوزيلندا.

المدير: ولد ماتيو دي نورا الكندي الأصل في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو يقطن اليوم في موناكو لكنه يعد نيوزيلندا موطنه الثاني. إنه رجل أعمال ومحسن يشتهر ببقائه بعيدًا عن الأ ضواء. ظل دي نورا يدعم مسعى فريق طيران الإمارات نيوزيلندا للفوز بالكأس لسنوات طويلة دون الإفصاح عن هويته.

قائد الدفة: حاز بيتر بورلينغ (في الصورة أعلاه) البالغ من العمر 29 عامًا ميداليتين أولمبيتين إحداهما ذهبية والأخرى فضية، وهو يمتلك معرفة واسعة في عالم الإبحار عالي الأداء، وفي جعبته عدد لا يحصى من الألقاب في البطولات العالمية. كان بورلينغ قائد الدفة عندما تفوق فريق نيوزيلندا في سباق برمودا لعام 2017 على فريق أوراكل الأمريكي المدافع عن البطولة والمدعوم من لاري إليسون.

 

 فريق أميريكان ماجيك فريق منافس.

فريق أميريكان ماجيك

فريق منافس.

اليخت: ديفاينت Defiant.

ممثل عن: نادي يخوت نيويورك New York Yacht Club المقر: بورتسماوث بولاية رود آيلاند، وبينساكولا بفلوريدا.

المديرون: بعد بقاء نادي يخوت نيويورك خارج البطولة منذ عام 2003، انضم الفريق اليوم إلى التحدي بقيادة جون «هاب» فوث ودوغ ديفوس اللذين خاضا مرارًا حملات لدعم قوارب خاصة بهما تشارك في سباقات الجائزة الكبرى، فضلاً عن روجر بينسكي، زميلهما في نادي اليخوت، الذي اشتهر في عالم السيارات وأتى بما يثبت خبرته في سباقات السيارات ورؤيته في هذا المجال. يذكر أن بينسكي هو والد جاي بينسكي، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة بينسكي ميديا كوربورايشن Penske Media Corp. التي تنشر مجلةRobb Report .

قائد الدفة: على الرغم من أن نادي يخوت نيويورك يعد نفسه فريق أمريكا، إلا أنه سارع إلى تعيين النيوزيلندي المخضرم دين باركر ضمن أعضاء طاقمه. تنافس البحار البالغ من العمر 47 عامًا في بطولة الكأس طيلة عقدين، ولكنه ما فتئ يحتاج إلى تحقيق فوزه الأول بوصفه قائد الدفة، لا سيما وأنه اشتهر بخسارته للكأس في عام 2013 في سان فرانسيسكو لصالح فريق أوراكل الأمريكي، وكان آنذاك يشغل مركز قائد الدفة في فريق طيران الإمارات نيوزيلندا.

 

 فريق إنيوس البريطاني فريق منافس.

فريق إنيوس البريطاني

فريق منافس.

اليخت: بريتانيا Britannia.

ممثل عن: نادي رويال يخت سكوادرون.

المقر: بورتسماوث، إنكلترا.

المدير: يشتهر السير جيم راتكليف (في الصورة أعلاه)، الصناعي والمغامر، بمشاركته في بعثات إلى القطبين الشمالي والجنوبي، ويُقدر صافي ثروته بأكثر من عشرة مليارات دولار. من خلال مجموعته متعددة الأنشطة إنيوس Ineos Group، التي تتخذ من لندن مقرًا لها، يمتلك راتكليف أيضًا علامة الأزياء البريطانية بيلستاف، وفريق لوزان المشارك في دوري التحدي السويسري لكرة القدم.

قائد الدفة: يود البريطانيون استعادة كأسهم، وقد أوكلوا هذه المهمة إلى السير بن آينسلي البالغ من العمر 43 عامًا والذي حاز أربع ميداليات ذهبية (وميدالية فضية) في سباقات الإبحار ضمن الألعاب الأولمبية. قاد آينسلي فريقًا منافسًا خاصًا به في عام 2017، لكنه استبعد آنذاك من السباق خلال الجولات الأولى.

 

 فريق لونا روسا برادا بيريلي المتحدي في البطولة.

فريق لونا روسا برادا بيريلي

المتحدي في البطولة.

اليخت: لونا روسا Luna Rossa.

يمثل: نادي تشيركولو ديلا فيلا سيسيليا Circolo della Vela Sicilia.

المقر: كالياري، إيطاليا.

المدير: يشغل باتريتزيو بيرتيللي منصب الرئيس التنفيذي المشارك في مجموعة برادا، فضلاً عن كونه زوج المصممة ميوتشا برادا. يتسم الرئيس التنفيذي لعلامة الأزياء الإيطالية بمثابرته وجرأته في عالم الإبحار، على ما هو حاله أيضًا في قطاع الأعمال، إذ إنه بادر إلى التنافس على الكأس خمس مرات منذ عام 2000، لكن محاولاته كلها باءت بالفشل.

قائد الدفة: فاز الأسترالي جيمي سبيتهيل بالكأس ثم نجح في الدفاع عنه بوصفه القائد الذي اختاره لاري إليسون لفريق أوراكل الأمريكي. لكن سبيتهيل سلم الكأس في سباق البطولة الأخير في برمودا. فكر الربان البالغ من العمر أربعين عامًا في الاعتزال بعد الخسارة التي مُني بها، لكنه كتب في سيرته الذاتية قائلاً إن اليخوت المزعنفة الجديدة وغريبة التصميم من فئة AC75، التي وصفها «بحشرة سرعوف حقنت بالمنشطات»، قد أقنعته بأن يبذل الجهد في محاولة جديدة.

 

 مسار كالياري

مسار كالياري
تصمم المسارات في منافسات كأس أمريكا بما يضمن تحقيق السرعة عبر المياه، ولكن بما يتيح أيضا للجماهير مشاهدتها
من على اليابسة، لذا يجري اختيار مواقعها  عمدا على مقربة من البر. تشيد لهذه الغاية قرى مؤقتة لمتابعة السباق تجهز
بالشاشات العملاقة وتحتضن صالات لكبار الشخصيات تعج بالرعاة والشركاء والأصدقاء وأفراد العائلة والهواة المتحمسين للبطولة.

 

قصص مثيرة

الحاجة إلى السرعة: إذا ما سألنا أيًا من البحارة المحترفين عن هذه المسألة، فإنه سيجيب قائلاً إن ثمة أولوية واحدة فقط في السباق الأول ضمن منافسات كأس أمريكا، وإنها تتمثل بامتلاك القارب الأسرع. يمكن للفرق تحسين مهارات التحكم بالقوارب قبل بطولة كأس أمريكا في أوكلاند، لكن إظهار السرعة القصوى منذ البداية ضروري للغاية، خصوصًا في ظل الوتيرة السريعة للسباق المتوقعة على متن اليخوت من فئة AC75.

الثأر معركة محتدمة، وطبق يُقدم باردًا: تفصل هوة داكنة بين دين باركر، قائد الدفة لدى فريق أميريكان ماجيك، وزملائه السابقين في فريق طيران الإمارات نيوزيلندا، بعد أن خفض الفريق رتبته وطرده في نهاية المطاف إثر خسارته في عام 2013.

خبرة قتالية: تميز بيتر بورلينغ، قائد الدفة في فريق طيران الإمارات، بسرعته وشجاعته في سباق برمودا، ويبدو أن سرعته لا تنفك تشتد، إذ فاز مؤخرًا مع زميله القديم في الملاحة بلير توك بلقبه العالمي السادس في الألعاب الأولمبية ضمن سباقات المراكب من الفئة التاسعة والأربعين. وكان الثنائي قد أدرج على جدول أنشطتهما المشاركة في الألعاب الأولمبية التي كان من المقرر تنظيمها هذا العام في طوكيو. هذا الوقت الذي يمضيه بورلينغ في المياه ضمن سباقات عالية الشدة والكفاءة يشكل بالطبع امتيازًا إضافيًا حقيقيًا.

اللحظة الحاسمة: على الرغم من أن بعض الفرق لن تعترف بالحقيقة، إلا أنها جميعها عانت أضرارًا لحقت بقواربها أو تجهيزاتها الرئيسة خلال التدريبات. ولن تكون الأعطال الكارثية مفاجئة، خصوصًا إذا ما جرى السباق عند حدود سرعة الرياح القصوى (23 عقدة).

المال يحدث فرقًا: يتمايز فريق إنيوس البريطاني عن غيره في مقدرة مموله الوحيد على التفوق في الإنفاق إذا ما رغب في ذلك. لكن البريطانيين تعلموا في عام 1851 أنه بغض النظر عمن تكون أو مقدار ما تنفق من المال: إما أنك تمتلك القارب الأسرع وإما أنك لا تمتلكه. فالفوز دومًا من نصيب القارب الأسرع، ولا وجود لمركز ثان في البطولة.

 

  عمل دؤوب: مشغلو الرافعات ضمن فريق أميريكان ماجيك يجاهدون للوصول نحو الهدف.

 عمل دؤوب: مشغلو الرافعات ضمن فريق أميريكان ماجيك يجاهدون للوصول نحو الهدف.