ضياء الألماس ونفائس الأحجار الكريمة يترتب في مواسم الوصال هدايا لأميرة الحسان.

  

أعجبتَ أن أتاك نبأ الشوق عند ناصية قصيدة هرّبتها امرأة لأجلك قبل أن تتعب آخر خيول الشعر في المدائن المثقلة بهموم الأرض وناسها؟

أعجبتَ أن آوتك امرأة من ارتباك العالم المتعثر بالشقاء والقهر والألم لتُسكنك مدينة تُشبهها، مدينة أفردت مساحاتها للمتصوّفين في العشق؟

أعجبتَ أن اصطنعت لك حبيبة زمنًا لا يحتكم لمنطق الأرض وقوانين أهلها، زمنًا يصلح لمواسم فرح يولد في مدارات أنوثتها سرًا من أسرار القلب، وأثرًا من ذاكرة زهر وعطر خلّفته في نهارات الغياب شريدًا بين كف ونبض؟  

وكيف لا يعجب فؤاد في قراره تسكن حبيبة تجيء بالفرح سخيًا حين يبزغ الفجر قبل منتصف الليل بأمنيتين، يفيق إذا ما فكّت أسر ضفيرتها وأضاءت منتصف الليل ومنتصف الشوق بقبس من نور نجم يسبح في فلك عينيها؟ كيف لا ينشغل بالضياء من تشغل فؤاده حبيبة تُدبّر دقائق ليله بشفة تعير حياءها للبوح، وتربك سدول العتمة وصمتها إذا ما أوقدت جمر الهوى من حكمة شاعر يمّمت قوافيه شطر الجنون في منطق أنوثتها؟  

ثم إنّ الحب في منطق جارة القلب والنبض، وفي مدينتها، فصول شغب تحتمي بعشب القصيد، شجن ناي يحكي عن الحنين في القصب، وسرب أمنيات ترجع من سفر بعيد، من ألف سنة من الشوق بتوقيت أهل الهوى. في مدينتها تحتشد أماني العشق وأحلام العاشقين ببلاغة حرف وقبلة. في مدينتها سماء تتهجى عصافيرها الملونة أبجدية الوصال، بيوت تتأثث باللهفة، ودروب مرصوفة بالأمل، بحكايات من استطاعوا إلى الحب وإلى الشعر سبيلا.

ليس للحب زمن هناك. ليس للحب عمر وإن تغيّر وجه الأرض ألف مرة. هناك لا تشيخ أعمار ضبطت إيقاعها أميرة من زمن الفرح على وتر وَجْد ووَلَه، واخترعت لك بذريعة البهجة ألف عيد. فبأي آلاء الهوى ستستعين على مواسم الوصال إذا ما أقبلت تبسط أعيادها على مساحة ليل وقلب لتسلو بك عن أحزان مدن عليلة؟ من يصوغ في العيد ألوان الغبطة هدية لسيدة الأعياد الجميلة؟ من ينظم لها كنوز الأرض تلاوين عشق تتباهى على صدر الأنوثة أو فوق استدارة معصمها ضياء وهاجًا تهفو به إلى ضياء أميرة الحسان؟