فكرة عظيمة

حماسة نفيسة

يستكشف المصممون المؤثرون في قطاع الجواهر مواد غير تقليدية مثل المعدن والخشب والخزف لصياغة قطع متمايزة تنأى عن المألوف. 

 

لم يعد يقتصر الإلهام، لدى أكثر مصممي الجواهر ممن يتسمون بسعة الخيال، على المواد التقليدية مثل الذهب والبلاتين والألماس وما إلى ذلك. بل إن مجموعات جواهر فاخرة من دور شهيرة بدأت تستند بقوة مؤخرًا إلى عالم من الخيارات يتجاوز الأحجار الكريمة والمعادن التي عادة ما تهيمن على تلك الفئة. مثال على ذلك: استخدمت دار كارتييه حجر كوارتز يزهو ببريق معدن روتيل، ومصفوفات من الأوبال واللازورد- لا تحظى في الغالب بحضور مشهود في الصالونات المميزة التي تعرض الجواهر الراقية- في ترصيع قطع ضمن مجموعتها ماغنيتيود. أضفى وجودها إلى جانب أحجار من الياقوت والألماس عمقًا وتباينًا إلى لوحة الجواهر التعبيرية متعددة الألوان.

بالمثل، لدى الرصيفة في التراث الفرنسي علامة بوشرون، سطعت نجوم أحجار من قبيل الملكيت، والسيتراين، وهليودور بيريل في تصاميم جواهر راقية عدة، بدلاً من كونها عناصر ثانوية داعمة. لدى ميسيكا، أضحت الزخارف المدببة التي تستحضر هيئة الريش والمصوغة من خشب زيريكوت تشكل خلفية لمتتاليات مرسلة من ألماسات ذات قَطع أنيق.

لمَ الاندفاع المفاجئ لاستكشاف مواد غير تقليدية؟ من جانبٍ، يستمد معظم المصممين المؤثرين في توجهات الصناعة سحرهم الإبداعي من تحدي الوضع الراهن. من جانبٍ آخر، يغلب أن تلقى مثل هذه المجموعات التي تنأى عن المألوف صدى لدى عدد متنامٍ من زبائن الجواهر ممن ينشدون قطعًا فريدة ومتقنة في آن. في عصر بات كل شيء فيه عالميا، يعمد عشاق الفخامة إلى تمييز أنفسهم بأشياء لا سبيل للعثور عليها في كل مكان، أو في كل صالون للجواهر. بالإضافة إلى ذلك، فإن نهجًا تحرريًا نحو استخدام مواد تنأى عن المتوقع في تصاميم يُعد أمرًا يروق لكلٍّ من خبراء الجواهر المتمرسين الذين لا يرون غضاضة في الاستغناء عن التقاليد، وكذلك لجامعين جدد ليس لديهم أصلاً شعور يكبلهم بتطلعات تستلهم النهج القديم.

إن علامة تافن Taffin التي تتبع جيمس دي جيفنشي تدرك الأمر كله وتنفذه. فهو خبير متمرس في إبداع تشكيلات لافتة للغاية. يمتزج الزجاج، والإسبينل، والفولاذ، والألماس، والخشب، وأحجار الزمرد بسلاسة في مجموعته الزاخرة بغرائب متفردة. كان جيمس دي جيفنشي رائدًا في استخدام الخزف في الجواهر الراقية وتوظيفه بصور مختلفة في مجموعات لونية تستلهم فن البوب الشعبي، أو ضمن أنماط كامدة ومموهة. عُدت حداثة المواد في بداية الأمر جزءًا من جاذبيتها لجيفنشي الذي يقول: «لم يكن الخزف يُستخدم في الجواهر عندما بدأت العمل فيه، كانت «الجِدَّة» هي ما جذبتني. فالمادة تتيح لي إضفاء مسحة عصرية للغاية على الجواهر لا يبليها كر الأيام.» كانت النتائج جريئة على نحو متجانس، وذات طابع مرح، ومطلوبة للغاية، إذ إن في ابتكار الجواهر، كما هو الحال في أي مسعى إبداعي، تُعد الرؤية المتبصرة والبراعة المُسوّغة لتحقيقها هما أندر المواد وأكثرها قيمة على الإطلاق.