تعد مواسم الاحتفالات المهرجان السنوي للأزياء الرسمية. لكن زخم الحفلات الدائر هذا العام سيبدو مختلفا للغاية. وهذا يثير تساؤلاً: هل ينبغي لك أن تتأنق مع أنه لا يتوافر مكان في الخارج للاحتفال؟

 

يقول بروس باسك، مدير قسم أزياء الرجال في متجر بيرغدورف غودمان ومتجر نيمان ماركوس: "لقد تغير تعريف مصطلح أمسية كثيرًا جدًا." مع ذلك، لا يزال باسك يعتقد أن الحافز للتأنق يبقى قويًا كما عهدناه دائمًا. وفي ذلك يقول: "حتى لو كان الأمر عشاء في منزل صديق، أو اقتصر عليكما في المنزل، ثمة شيء ما يتعلق بالاحتفاء بكل مناسبة." إنه شعور يشاركه مستشار الأزياء الرجالية، توم ماستروناردي، الذي يتأنق في ملابسه حتى ولو كان يقصد متجر بقالة. في هذه الأيام، يُعد تقدير المناسبة شأنًا خاصًا ويختلف من شخص لآخر، وفي ذلك يقول: "إذا لم تكن بصدد الذهاب لحضور حفل ساهر، فلتستحدث مناسبتك الخاصة. تأنق بأفضل ملابسك الرسمية واستمتع بوقتك."

سترة مخملية من إيترو (1,720 دولارا) وسروال (530 دولارا).

Etro
سترة مخملية من إيترو (1,720 دولارا) وسروال (530 دولارا).

 

 لكن كلمة "أفضل" تُعد تعبيرًا شخصيًا. حتى قبل الوباء، كان مؤشر الأزياء الرجالية يتجه نحو ملابس غير رسمية، ما يعني أن الخيارات تمتد الآن إلى ما هو أبعد من سترات أمسيات تقليدية. هذا أشبه بالتطور الساري في الأزياء اليومية، فالضوابط القديمة أفسحت المجال أمام شيء أكثر نعومة وجاذبية.

كان دارنيل دودسون، مدير عام أحد المتاجر، سباقًا في هذا التغيير. إذ كان يحضر، في المتوسط، ما يقرب من 30 مناسبة كل سنة. إنه لا يزال يأمل في استضافة حفلات، وإن كان على نحو متباعد اجتماعيًا، لكنه يفكر هذا العام بمعزل عن خيار البذلة الرسمية لقضاء الأمسيات.

يقول دودسون: "تغيرت ميولي في التسوق بالتأكيد بعد أن توقفت عن ارتداء البذلة ستة أيام في الأسبوع." أما فيما يتعلق بحفلات الاستقبال المنعقدة عبر تطبيق زوم واحتفالات افتراضية أخرى، فإن دودسون وأصدقاءه لا يزالون يتأنقون لكن دون تكلف، على سبيل المثال، بسترة صوفية ضيقة مع قميص رسمي ورابطة عنق معقودة على شكل فراشة. يتطلع دودسون، بالرغم من تأكيده أن المصمم رالف لورين هو من "يرسي المعايير" الخاصة بملابس السهرة، إلى مزيد من ابتكارات مميزة للملابس الرسمية، من قبيل تصاميم كيم جونز من دار ديور للأزياء ومقاربات حياكة بحسب الطلب من مانولو كوستا.

سترة مخملية من رالف لورين (2,995 دولارا)، وسروال (695 دولارا)، وقميص رسمي يرتدى مع بذلة للأمسيات (695 دولارا)، ورابطة عنق معقودة على شكل فراشة (175 دولارا).

Ralph Lauren
سترة مخملية من رالف لورين (2,995 دولارا)، وسروال (695 دولارا)، وقميص رسمي يرتدى مع بذلة للأمسيات (695 دولارا)، ورابطة عنق معقودة على شكل فراشة (175 دولارا).

 

يشيد باسك بمجموعة موسم الخريف من تصاميم ديور للرجال، التي تزاوج بين أنماط تصميمية غير متكلفة ومنسوجات حريرية فخمة، بأنها واحدة من سبل التأنق الرائجة في الوقت الراهن. ويثني أيضًا على سترات جورجيو أرماني المخملية الفضفاضة، وسروال توم فورد بخصر عريض من قماش الساتان، "يُرتدى مع سترة، يا لها من أناقة؟"، بالإضافة إلى مجموعة واسعة من قمصان حريرية، جميعها قطع مريحة بلا شك، وتمنح مع ذلك إحساسًا بأنها قمصان رسمية.

يستحسن ماتس كلينغبرغ، مالك متجر ترانك كلوذييرز في لندن وزيوريخ، بالمثل أيضًا بدائل أكثر راحة فيما يتعلق بالمعايير المسائية المعتادة. إذ يميل، بدلاً من ارتداء قميص ورابطة عنق، إلى ارتداء كنزة بياقة مدورة مرتفعة تحت سترة رسمية، وهو ما يصفه بأنه مظهر "رسمي لكن يبقى مريحًا." وفي ذلك يقول إن الحل يكمن في اختيار سترة خفيفة، من قبيل سترة متوافرة لدى متجر ترانك، محيكة من صوف ميرينو من لورو بيانا، أو تلك التي من تصميم جون سميدلي .

رداء حريري من بود شيرتميكرز (1,995 دولارا).

Budd Shirtmakers
رداء حريري من بود شيرتميكرز (1,995 دولارا).

 

يُعد ماستروناردي من عشاق ملابس السهرة ويعتقد أنه لا ينبغي الابتعاد كثيرًا عن البذلة التقليدية القديمة. حتى إنه طلب من أحد زبائنه، الحائك باولو مارتورانو، بذلة رسمية بقصة صدر مزدوجة للأمسيات. إذا كان ارتداء بذلة سهرة رسمية في البيت يبدو أمرًا باذخًا، فلنأخذ في الحسبان تصريح إيميلي بوست حول قواعد اللياقة الاجتماعية: "ينبغي للرجل النبيل تبديل ملابسه لتناول وجبة العشاء دائمًا، سواء كان عازمًا على تناول العشاء في الخارج أو بصدد تناوله وحده في المنزل أو مع أسرته." فيما يتعلق بالخيار الأخير، توصي إيميلي بارتداء بذلة مريحة لكنها تسمح "بارتداء بذلة أمسيات "قديمة" بدلاً عنها." (لا عجب، فقد كان هذا عام 1922.)

حذاء وبري خفيف من دون رباط من روبيناتشي (630 دولارا.)

Rubinacci
حذاء وبري خفيف من دون رباط من روبيناتشي (630 دولارا.)  

أما ماستروناردي فقد سلّم أخيرًا كذلك بأن الظروف الحالية تسمح بتوافقات غريبة تخالف التقاليد. هل يمكن جمع رداء من الكشمير مع قميص رسمي؟ أو سترة بذلة أمسيات مع سروال دون طية أمامية؟ أو مع حذاء خفيف بنقوش مرقطة؟ لمَ لا؟ ففي الأجواء الودية، يتمتع أحدنا بمساحة تجربة أوسع. وفي ذلك يقول: "ثمة شيء من التخفف عند ارتداء سترة رسمية مع رداء نوم،" منوهًا إلى أنه يخطط لخوض التجربة مع بذلته الجديدة. ما هي نصيحته؟ "خذ الأمر من قبيل المزاح، ثم افعل ما تشاء واستمتع به."