فكرة عظيمة

طفرة فولاذية

كبار صناع الساعات يواصلون طرح ابتكارات مشغولة من الفولاذ.

 

تعد المادة الأكثر شيوعًا اليوم في عالم صناعة الساعات تلك الأدنى قيمة. فالفولاذ، الذي كان يشيع استخدامه في العادة من قبل علامات تنشط في سوق الإنتاج على نطاق واسع، أو في الساعات من المستوى الابتدائي في مجموعة أي دار لصناعة الساعات الفاخرة، تحول في السنتين الأخيرتين إلى المعدن الأكثر رواجًا بغض النظر عن السعر. بل إن جامعي الساعات لا ينفكون ينشدون الإصدارات المشغولة من الفولاذ بأعداد مهيبة، إلى حد أن معظم الشركات الأعلى مرتبة تقريبًا، بما في ذلك كبار صناع الساعات الراقية مثل إف ب. جورن وفاشرون كونستانتين، تنشط اليوم في هذا المضمار من خلال ابتكارات راقية مشغولة من هذا المركب المعدني المتواضع.

تُعد الدار الألمانية المرموقة إيه لانغيه آند صونه واحدة من الدور التي سارت مؤخرًا في ركب هذا التوجه. صحيح أن العلامة النخبوية تُعرف، دون جلبة كبيرة، بتصنيع ساعات من الفولاذ لجامعي الساعات، إلا أن طراز أوديسوس Odysseus، الأول ضمن فئة تسلسلية من الساعات المزودة بسوار من الفولاذ، لم يبصر النور إلا العام الفائت عندما طرحته الدار بسعر 30,800 دولار، الأمر الذي يُعد صفقة رابحة في عالم إيه لانغيه آند صونه. أما مأثرة إتش موزر آند سي H. Moser & Cie لعام 2020، والتي تمثلت بساعة الكرونوغراف Streamliner المشغولة من الفولاذ، فتتوافر بسعر 40 ألف دولار. وفي شهر سبتمبر أيلول من العام الفائت، قدمت دار فاشرون كونستانتين نموذجًا من ساعتها التاريخية Cornes de Vache 1955 (التي اقتصر إصدارها سابقًا على نماذج مشغولة في علب من الذهب الزهري أو من البلاتين) في علبة من الفولاذ بسعر 39 ألف دولار.

تُعد هذه الأسعار مرتفعة على نحو ملحوظ لساعات تُصاغ من مادة عادية – وإن كان السعر يشمل بالطبع كلفة المعيار الحركي المميز – لكن ميل جامعي الساعات إلى تفضيل هذه الابتكارات على تلك المشغولة من معادن أعلى قيمة لا ينفك يتنامى، الأمر الذي يسبب زيادة هائلة في أسعارها في متاجر البيع بالتجزئة وفي سوق الساعات المستعملة على حد سواء.

وفيما لا تهدأ الحماسة لهذه الساعات، يتساءل بعضهم عما إذا كانت هذه الفقاعة ستنفجر قريبًا. يقول أصحاب متاجر البيع بالتجزئة إنه لا مؤشرات إلى تراجع الطلب على هذه الإصدارات. فالجميل في الفولاذ هو أنه مقاوم للخدوش، وأكثر ملاءمة للاستخدام اليومي، وخصوصًا للإطلالة غير الرسمية الغالبة اليوم. بل إن ما يجعل الفولاذ مادة منشودة إلى هذا الحد هو كونه غير ثمين. لكن هؤلاء التجار يقرون أيضًا بأن هذه الساعات تُعد باهظة الثمن إذا ما أخذنا في الحسبان المادة التي صيغت منها. وإذا ما تأملنا في الأحداث العالمية الأخيرة، فإنه سيكون من الصعب أن نتصور كيف يمكن لأسعار الساعات الفولاذية، التي تُباع اليوم بعشرات آلاف من الدولارات وأكثر، أن تواصل ارتفاعها. سبق أن حُددت بالطبع أسعار طُرز هذا العام. وإن كان لأي انخفاض في هذه الأسعار أن يتأتى، فإنه لا يزال بعيدًا، ولن يطرأ قبل عام أو ربما أكثر. لكن السؤال يبقى: متى سيتأرجح مؤشر الاستحسان مجددًا لصالح المعادن الثمينة؟

يقول جيمس لامدن، مؤسس موقع Analog/Shift الذي ينشط في مجال بيع الساعات عتيقة الطراز: «سنشهد خلال السنتين المقبلتين عودة مهيبة إلى استخدام الذهب الأصفر». يوضح لامدن أن «الذهب منقوص القيمة على نطاق واسع حاليًا»، ويضيف أن المستهلكين من هواة اتباع التوجهات في عالم الأزياء، وأولئك الذين يقدرون جاذبية الذهب التي لا تخبو بمرور السنين، يعاودون اليوم الإقبال على هذا المعدن. يقول لامدن: «لقد ارتفعت قيمة الذهب عمومًا، وهذا عامل مساعد. إنه سبب آخر لشعوري بأننا سنشهد طفرة ملحوظة في استخدام الذهب ورواج الساعات المشغولة منه.»

 

Courtesy of Breguet
ميناء أنحف

 

 Courtesy of F. P. Journe
ساعة العام للرجال