صناع الساعات يهندسون نبض الوقت روائع ميكانيكية تأسر الناظرين ببديع تصاميمها وتفوق أدائها.

 

ربما كان المشهد الغالب في ساحة صنّاع الساعات على مدى السنوات الأخيرة محكومًا بتفاؤل حذر حتّم الميل إلى مقاربة الإبداع من منظور محافظ نوعًا ما وبعيد عن أي مجازفات مسرفة في الجرأة.

 

وربما لا يزال هذا الوضع قائمًا اليوم، على ما عكست أحدث الابتكارات التي كشفت عنها مؤخرًا كبرى دور صناعة الساعات في سياق معرض بازل للساعات وقبله معرض جنيف الدولي للساعات الراقية لعام 2019. ففي كلا الحدثين، لكن ربما باستثناء الإنجاز الثوري الذي كشفت عنه دار فاشرون كونستانتين، أو الخط الجديد بالكامل الذي طورته أوديمار بيغيه مترجمة به توجهاتها المستقبلية، كان الميل السائد لدى الصنّاع في معظمهم إما إلى تحسين طرز سابقة، وإما إلى المواءمة غير المسبوقة بين تعقيدات مختلفة، أو اختبار مواد مبتكرة جديدة، وفي بعض الحالات إلى إعادة بعث أمجاد الماضي على صهوة إصدارات تُرجع أصداء روائع من زمن غابر.

 

لكن الثابت أيضًا هو أن مقاربات الصناع «المتحفظة» لم تتنكر لشغف راسخ بالتفوق في الارتقاء بأبعاد قياس الوقت، ولم تخلُ من براعة في بعث نبضه إيقاعات محكمة لا تنفك تأسر الناظرين ببديع تصاميمها وتفوق أدائها، وروائع تناغم بين حداثة التطورات التقنية والهندسية وأصالة الحِرَف التقليدية.

 

لم تتنكر مقاربات الصناع «المتحفظة» لشغف راسخ بالتفوق في الارتقاء بأبعاد قياس الوقت،

ولم تخل من براعة في بعث نبضه إيقاعات محكمة لا تنفك تأسر الناظرين ببديع تصاميمها وتفوق أدائها.