تتميز رحلات السفاري في أفريقيا بفرصة مشاهدة الخمسة الكبار، أي الأسد، والفهد، ووحيد القرن، والفيل، والجاموس. أما في السويد، فمفهوم السفاري، الذي اشتُق اسمه من الكلمتين اللتين ترمزان إلى «الرحلات» في اللغتين العربية والسواحلية، يرتبط بالمواسم والتجارب أكثر منه بالأجناس الحيوانية. نستعرض فيما يأتي عناصر الجذب الخمسة الرئيسة في منطقة لابلاند السويدية بحسب ما يقوله يوناس ييكي، السويدي الأصل الذي أمضى أربعًا وعشرين سنة من عمره في كينيا، ونظم عددًا لا حصر له من رحلات السفاري في كلا البلدين.

 

الشفق القطبي

«هذا هو المكان المثالي لرؤية الشفق القطبي. فمنطقة لابلاند السويدية مأهولة بعدد ضئيل جدًا من السكان، وكلما توغل المرء أكثر في عمق البراري، حيث تغيب معالم التلوث الضوئي، كان موقعه أفضل لرؤية الشفق. يُعد الشفق الظاهرة الأهم التي يحضر الناس لرؤيتها. لكن حتى إن لم تتسن لهم الفرصة لذلك، ينسوا أنهم جاؤوا خصيصًا لهذه الغاية لأنهم يختبرون في مختلف الأحوال تجربة رائعة جدًا».

 

شمس منتصف الليل

«تُشكل شمس منتصف الليل نوعًا ما نقيض الشفق القطبي، لكن الظاهرتين تتشاركان السمة نفسها إذ تعِد رؤيتهما بتجربة غاية في التفرد. فلا شيء يضاهي مقدرة المرء على الجلوس في البراري عند منتصف الليل فيما الشمس لا تغيب».

 

الدائرة القطبية الشمالية

«إن عبور الدائرة القطبية الشمالية في سياق بعثة على متن الدراجات الثلجية يشبه المرور بخط الاستواء في أفريقيا. في إحدى رحلات العبور، يقود الضيوف الدراجات الثلجية عبر مئات الكيلومترات وصولاً إلى ذاك القوس الكبير الذي ابتكره فنان ما في مجاهل الأرض».

 

حيوانات الموظ

«إن الموظ حيوان لطيف حقًا. بالرغم من أن الزائر قد يصادف كثيرًا من حيوانات الموظ في أشهر الصيف، إلا أن الموظ يُعد ملك الغابة بحق في فصل الشتاء عندما يدفع تساقط الثلج الكثيف بهذه الثدييات إلى الانحدار من أعالي الجبال باتجاه الساحل. فكما هو عليه الحال عند البشر يبقى المسير فوق الطرقات أسهل لحيوانات الموظ من الخوض في الثلوج العميقة. رأيت هذا الشتاء أربعة وثلاثين حيوانًا منها».

البراري

«قليلة هي على كوكب الأرض المواقع التي تشكل براري حقيقية. يحلم الناس عادة بزيارة البراري الأفريقية. لكن إذا تعطلت مركبتي في مكان ما في أفريقيا، فإن أحدهم سيحضر لمساعدتي في غضون خمس دقائق. أما إن تعطلت سيارة أحدهم هنا في الشتاء في واحد من الطرق الفرعية التي ينقطع فيها الإرسال عن الهاتف، فإنه سيتجمّد ويقضي نحبه. وإن لم تهب الرياح لا يُسمع أي ضجيج هنا. فلا شيء سوى السكون. يمكن للمرء أن يسمع صدى أفكاره».