تتيح جزيرة بولينيزيا الفرنسية المشرعة، التي تكاد تخلو من فيروس كورونا، ملاذا لموسم تهفو إليه النفوس.

 

عندما أغلقت الجائحة العالمية الحدود في أنحاء العالم كافة، بدا الترحال لمسافات طويلة أمرًا غير مرجح لشهور، إن لم يكن أطول من ذلك. لكن ما يبعث على الطمأنينة، أن بعض الدول بدأت في إعادة فتح الحدود أمام السائحين هذا الصيف، كانت معظمها من البلدان التي أفلتت من تفش شديد للمرض. وتعد جزيرة بولينيزيا الفرنسية الأشد جذبًا الآن.

سجلت الجزيرة أقلّ من 70 إصابة بالجائحة العالمية من غير وفيات. لذا، فتحت أبوابها في شهر يوليو تموز لزيارات لا يطبق عليها حجر صحي، وإن كان ذلك في ظل تطبيق كامل للمحاذير. ينبغي للمرتحلين أن يقدّموا تحليلاً سلبيًا يُجرى قبل ثلاثة أيام من مغادرتهم لدولهم، وأن يقدّموا اختبارًا ذاتيًا، توفره الحكومة المحلية في ميناء الدخول، وذلك في الموقع بعد أربعة أيام من الوصول. لكن إعادة افتتاح الدولة الجزيرة حوّلها إلى واحدة من "الوجهات الآسرة للترحال الترفيهي الخاص" في الوقت الحالي، كما يقول جوستين كراب من شركة جيتلي للطيران المتوافرة للاستئجار، والتي شهدت ستة حجوزات سريعة فور إعادة فتح الحدود. يتوقع كراب أن يتضاعف هذا الرقم على الأقل بنهاية ذروة الموسم، الذي يستمر حتى أواخر شهر أكتوبر تشرين الأول، حيث يظل الطقس جاذبًا في ظل أمطار ورطوبة قليلة ودرجات حرارة معتدلة دون الثلاثين درجة مئوية.

 

في ظل القدرة على الجدف من الجزيرة التي كانت ملكا لمارلون براندو يوما، من الواضح تماما أن بولينيزا الفرنسية باتت هي وجهة الوقت الراهن.

في ظل القدرة على الجدف من الجزيرة التي كانت ملكا لمارلون براندو يوما، من الواضح تماما أن بولينيزا الفرنسية باتت هي وجهة الوقت الراهن.

 

لكن الأعراف الاجتماعية الجديدة لا تؤثر كثيرًا في الاستمتاع بإجازة على أسلوب شركة تاهيتي. يقول كليون هاو، مالك شركة Art of Travel: "لطالما كان التباعد الاجتماعي موجودًا هنا بسبب المكان القصي. إذا ذهبت إلى أي شاطئ، من الصعب أن تجد مكانًا يوجد فيه شخص بجانبك." لضمان العزلة المطلقة، وحتى تكون بمنأى عن المخاطرة، ينبغي لك أن تختار واحدة من الملكيات الخاصّة المشهورة في بولينيزيا الفرنسية. يمتلك غاي لاليبرتي، المؤسّس المشارك لسيرك Cirque du Soleil، جزيرة غنية بالشعاب المرجانية يبلغ طولها 1.7 ميل، استغرق بناؤها أكثر من عقد من الزمن، كأنك تتذكر روبنسون كروزو عندما تقطعت به السبل في جزيرة نيكر التي يملكها ريتشارد برانسون. يخطط لاليبرتي ليشرع أبوابها أمام الزائرين في نهاية العام، حيث يعرض الجزيرة للإيجار بالكامل، وهي تتسع لاستضافة ما يصل إلى 52 شخصًا مقابل حوالي مليون دولار في الأسبوع. تزهو الملكية بأعمال فنية كثيرة لأسماء شهيرة من مجموعة المالك الفنية الواسعة، بما فيها أعمال من إبداع داميان هيرست، وويم ديلفوي، مثبتة عبر الملكية.

يمكن لأسرة واحدة أن تختار فيلا تيريمونا. إنها السكن الجديد في منتجع براندو الصديق للبيئة وباذخ الرفاهية الذي بُني في الجزيرة المرجانية التي كان يملكها يومًا مارلون براندو الذي كان يستحسن العزلة. إن السبب الوحيد الذي يجعلك تغادر الفيلا المكونة من ثلاث غرف نوم، والمتوافرة حصريًا لستة أفراد شاملة كل شيء مقابل 17 ألف دولار في الليلة، هو المشي لمدة عشر دقائق إلى الفندق الرئيس للاستمتاع بمرافقه.

 

فيلا تيريمونا الباذخة وصديقة البيئة في منتجع براندو.

فيلا تيريمونا الباذخة وصديقة البيئة في منتجع براندو.

 

تُعد كلٌّ من فاهاين، وبورا بورا جزءًا من جزر سوسايتي، وهي المجموعة الكبرى في هذا البلد، والتي تضم جزرًا صغيرة متناثرة على امتداد أكثر من 1200 ميل. إذا كنت مهتمًا بالمغامرة اهتمامك بالعزلة، فإن الجزر قريبة لأن تُستكشف على متن يخت. فكر في قارب شراعي يمكنه أن يجوب المياه الضحلة، بحيث تستطيع ممارسة الغطس الارتجالي، وأفضل وسيلة هي شركة تاهيتي يخت تشارتر. ينبغي لك أن تتأكد من أن مسار أي رحلة يتضمن جزيرة تاها، تلك الجزيرة التي تنتج معظم الفانيليا في البلاد، وهي أيضا مقر مزرعة Champon Pearl Farm الأكثر جاذبية في المنطقة. تأتي اللآلئ في مجموعة من الألوان، يمكنك أن تشتريها من مزرعة العائلة، لكن تجنب تعديلها: تُعد اللآلئ الخالية من الثقوب منتجًا طبيعيًا ومن ثم فهي معفاة من الرسوم الجمركية. نادرًا ما تكون الجزر البكر مثل هواهيني، وماوبيتي مثيرة لاهتمام الزوار. تقول كلوي سيبولوني، مالكة شركة تاهيتي ترافيل بلانرز: "إن ماوبيتي تسير على خطى بورا بورا. فالمياه مليئة بأسماك شيطان البحر، ويمكنك القيام بجولة رائعة حتى أعلى القمة، ثم استمتع بنزهة على الشاطئ."

تقول سيبولوني، التي تراقب الجزيرة منذ مدة طويلة: إن الجزيرة شهدت أيضًا زيادة في الحجوزات في الآونة الأخيرة، وهذه إشارة إلى أن بولينيزيا الفرنسية تقوم بدور جديد في مجال الترحال الفاخر. وتقول: "إنها لم تكن أبدًا وجهة اللحظة الأخيرة، لكن الأشخاص الذين يحتاجون الآن إلى قضاء إجازة وإلى مكان ما يذهبون إليه، أولئك الذين يسافرون عادةً إلى جنوب فرنسا والجزر اليونانية، فهم يأتون إلى هنا." لذا ينبغي أن تنسى مونت كارلو. إن هذا هو صيف جزر الصخور المرجانية.