فوق قمم جبال فيرونغا وما بعدها،

فسحات عيش راقية تضخ زخما في نهضة تجعل من رواندا وجهة السفاري الأكثر تميزا في أفريقيا.

 

يبدو الوادي وكأن معالمه نُسجت من خيوط الذهب. فتلك المساحة الوضاءة التي أبرزت أمطار الموسم خصبها الأخضر، تغتسل بوهج شمس بعد الظهيرة لتبدو أقرب إلى حديقة سرية يحرسها من علو جبل بيسوك المهيب غربًا والهضاب المتدرجة شمالاً. أما إلى الشرق، فترقى صعودًا باتجاه القمة الزمردية مجموعة من درجات حجرية شديدة الانحدار أجدني أقف فوقها لاهثة. لعل الارتفاع، أو ربما هذا الضوء الذهبي الخالص الذي يغمر الأرجاء، هو ما يجعلني ألهث لأعب أنفاس الهواء.

 

في ظلال جبل بيسوك، تحتجب فيلات بيسات المسقوفة بالقش

المنظر من علو
في ظلال جبل بيسوك، تحتجب فيلات بيسات المسقوفة بالقش، هناك حيث تنبسط على امتداد هضبة تزهو بخضرتها.


فيما ترشدني إنغريد باس، مديرة مخيم بيسات لودج الجديد في رواندا، صعودًا إلى أعلى فأعلى، تقول لي: «كل حجر في هذه الدرجات حُمل إلى هنا بأياد بشرية». أرد عليها بإيماءة من رأسي وابتسامة لا تفتر عنها شفتاي في إشارة ملؤها التعب آمل أن تفهم أن المقصود بها مزيج من الشعور بالانبهار والدعوة إلى سماع المزيد. تضيف باس: «كان الرجال يحملون مئات الكيلوغرامات من الحجارة على ظهورهم صعودًا عبر هذا التل. كان الجهد الجسدي الذي يبذلونه مهولاً». أجيبها بإيماءة بسيطة متسائلة عن المسافة التي لا يزال علينا تجاوزها إلى أعلى.

نبلغ أخيرًا الكوخ الرئيس في المخيم، ويا له مشهد يطالعنا. تبدو ثمار تسعة أشهر من العمل البشري جلية للأبصار هنا، إذ لا يشبه بيسات أي مخيم سفاري زرته من قبل. فالفسحة المصممة في هيئة قبة لا تشبه كثيرًا المضارب التقليدية المتناثرة في أرجاء أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. هنا لا وجود للمقاعد القماشية وصناديق الأمتعة عتيقة الطراز التي استعيض عنها بكراس حديثة منخفضة مكسوة بأغطية من الفراء، وثريات تتوهج بلون أصفر وضّاء صيغت من آلاف القطع الزجاجية متناهية الصغر، ومنحنيات تتماوج وتتعرج عبر كامل المساحة. لا أكاد أنظر إلى المشهد البانورامي الذي تتيحه الشرفة المطلة على الوادي والجبال وتلك الهضاب المدرّجة، حتى أجدني مخطوفة الأنفاس مجددًا.

 

قصر نيانزا مقر السلالة الملكية في رواندا

ملاذ ملكي
تشكل حجرات الضيوف المصممة في هيئة سلال من القش ترجمة
حديثة لقصر نيانزا الملكي القديم الذي شكل في زمن غابر
مقر السلالة الملكية في رواندا.

 

الواقع أن مخيم بيسات يستحق عناء الوصول إليه بقدر ما كان جديرًا بالبناء. فالمخيم الكوخي الذي يحتضن ست حجرات للنوم جاء ثمرة عملية بحث وتخطيط عكفت عليها شركة وايلدرنس المتخصصة في رحلات السفاري ومقرها بوتسوانا طيلة عشر سنوات تقريبًا. يقع المخيم عند طرف متنزه فولكانوز الوطني (أو متنزه البراكين الوطني) – هناك حيث أجرت العالمة ديان فوسي أبحاثها الشهيرة حول الحيوانات من فصيلة الرئيسات التي تعيش في المنطقة. هناك يبدو المخيم أقرب إلى تحفة معمارية جمالية وفي الوقت نفسه مأثرة من أجمل ما أبدعت شركة وايلدرنس. يقول كيث فينسان، الرئيس التنفيذي للشركة: «لم يسبق أن انتهيت من مشروع ما وأنا أشعر حقًا أن الجهود التي بُذلت لأجل تحقيقه قد آتت ثمارها إلى هذا الحد. فكل تفصيل في المشروع جعلني في حالة انبهار، بدءًا من المساعي التي بذلها المجتمع المحلي لتحقيق المشروع ووصولاً إلى الإحساس بالزهو الذي توالد بسببه في أوساط أهالي القرى المجاورة». إنها بلا شك أعجوبة أن يتمكن العنصر البشري من تشييد كامل المخيم فوق الهضبة.

 

 رحاب رواندا

في رحاب رواندا
تتيح المخيمات الجديدة، كما الزيادة في أسعار التراخيص، توفر تجربة حصرية لتعقب الغوريلا في رواندا

 

يكفي أن تمضي بعض الوقت في رواندا لتدرك أنه لا شيء يتحقق بسهولة هنا للمسافرين. لكن المحصلة النهائية تستحق دومًا العناء الذي يتكبدونه لأجلها. كنت قد وصلت إلى العاصمة كيغالي قبل نحو يومين لكي تتسى لي فرصة استكشاف هذه الحاضرة الآخذة في الازدهار. لكن ما اختبرته فيها كان أبعد ما يكون عن تصوّري لما قد تخبّئه لي محطة أتوقف فيها قبل مغامرة سفاري. فالمدينة تنبسط شاهدًا على الخطى المتأنية التي مشتها البلاد على مدى ربع قرن منذ أن قطّعت أوصالها مأساة الإبادة الجماعية. فتلك الحادثة الوحشية، التي تمثّلت بعمليات ذبح استمرت 100 يوم وقضى خلالها نحو مليون شخص على أيدي جيرانهم وأصدقائهم وأقاربهم، لا تزال حاضرة بكل تفاصيلها في ذاكرة كل رواندي تجاوز سنًا محددة. لكن على الرغم من ذلك، يبدو جليًا أن حالة من التفاؤل الجماعي تسود البلاد بشأن المستقبل.

يقول إيمانويل غاسانا، سائق السيارة التي تقلني: «لقد منحنا رئيس البلاد أملاً جديدًا». وفيما كنّا نشق طريقنا عبر مركز كيغالي للمؤتمرات الذي يحتل بنية عمرانية تقدمية الطابع تشبه كرة زجاجية اكتمل بناؤها عام 2016، استطرد غاسانا قائلاً: «يحرص الرئيس على أن يكون التعليم متوافرًا للجميع، وعلى استحداث فرص عمل لأشخاص لم يعملوا من قبل. كما أنه يستقطب المستثمرين إلى البلاد لتعزيز الرخاء وإيجاد فرص جديدة».

لا تزال رواندا مشروعًا قيد التطوير. على سبيل المثال، أثيرت تساؤلات كثيرة عن مستوى القمع السياسي فيها بعد أن أعيد في شهر آب أغسطس المنصرم انتخاب الرئيس بول كاغامه بنسبة 99 في المئة من أصوات الناخبين. لكن التحسينات الأخيرة تبدو مع ذلك جلية. مررنا في طريقنا بمركز تسوق نظيف المعالم وفندق بالغ الحداثة تحيط ببنائه شرائط معدنية ملوّنة، ثم انعطفنا عند زاوية ارتفعت في محيطها لوحات إعلانية تروّج لبرجين سكنيين يتلألآن بالأنوار. بموازاة ذلك، تستمر أعمال تطوير المطار الجديد، ومركز كيغالي للثقافة والفنون، ومطار الطائرات دون طيّار المخصص للشحن والفريد من نوعه والذي يحمل تصميمه بصمة نورمان فوستر.

 

 

 

أضف إلى ذلك أن الرئيس كاغامه يمضي ببلاده قدمًا نحو طفرة ازدهار سياحي غير مسبوقة. فلطالما شكلت جبال فيرونغا عامل جذب للمسافرين، موفّرة لهم فرصة نادرة لمشاهدة حيوانات الغوريلا الجبلية المهددة بالانقراض وغيرها من الرئيسيات نفسها التي عكفت العالمة فوسي على دراستها بين ستينيات القرن الفائت وسبعينياته. لكن طموح الحكومة الرواندية يتجاوز هذه الحدود إلى البحث عمّا يجتذب السياح إلى ما وراء جبال فيرونغا. يقول فينسان: «لدى رواندا ما تقدمه غير تقفي آثار الغوريلا. يبقى الهدف على المدى البعيد افتتاح وجهات جديدة في البلاد».

في هذا السياق، تخطط شركة وايلدرنس لافتتاح مخيمها الرواندي الثاني في متنزه أكاجيرا الوطني الواقع إلى الجهة الشمالية الشرقية من البلاد، مع الإشارة إلى أنه المتنزه الوحيد في البلاد الذي يوفر تجربة سفاري تتيح تعقّب «الخمسة الكبار» أي الحيوانات الخمسة الأشهر في أفريقيا. شهد العام الفائت أيضًا افتتاح مجموعة منتجعات وان أند أونلي الفاخرة مخيمًا في متنزه غابات نيونغوي الوطني في جنوب غربي البلاد، والذي يشكّل موطنًا للقردة والشمبانزي.

من الواضح أن الباحثين عن رحلات سفر مترفة يشكّلون موضع اهتمام لرواندا، لا سيما في جبال فيرونغا حيث عمدت الحكومة مؤخرًا إلى مضاعفة الرسوم المفروضة للاستحصال على تراخيص تعقب الغوريلا بما يضمن للزائرين تجربة أكثر حصرية مما تعد به أوغندا المجاورة. إضافة إلى مخيم بيسات التابع لوايلدرنس، قريبًا سيصبح بمقدور زوار المنطقة الاختيار بين مخيم تابع لمجموعة سينغيتا، وآخر لمجموعة واند أند أونلي من المتوقع أن يشكّل لدى افتتاحه في مرحلة لاحقة من هذا العام انبعاثًا جديدًا ومبتكرًا لمنتجع غوريلا نيست التاريخي في رواندا. أما في الوقت الحالي، فيبقى الحدث الأبرز في رواندا الملاذ الحصري الجديد الذي أنشأته وايلدرنس في عمق جبال فيرونغا.

فيما كان غاسانا يجلس خلف عجلة القيادة، انطلقنا من كيغالي في رحلة تستمر ثلاث ساعات. وما هي إلا بضع دقائق حتى أفضت بنا شوارع المدينة إلى طرقات جبلية متعرجة. وفيما رحنا نشق طريقنا عبر حقول متدرجة مرصوفة بصفوف متعاقبة من حبات البطاطس وسنابل القمح الذهبية، تجلّت مظاهر الحياة الريفية في رواندا. أخبرني غاسانا الذي فقد والدته في حادثة الإبادة الجماعية الشهيرة أن أكواخ الطين المنبسطة على يمين الطريق كانت تذكّره بزمن كان فتى يزور جدته في الريف.

بعد انقضاء ساعتين، بان مخيم بيسات أمام ناظريّ وقد بدت أكواخه من سفح التل كأنها أعشاش طيور عملاقة ثُبِّتت إلى تلال يكسوها نبات السرخس. كانت باس تنتظرني لترشدني عبر الدرجات الحجرية الحادة صعودًا إلى حجرتي التي اكتشفت لاحقًا أنها أقرب إلى تمازج بديع بين سلة ضخمة من القش المضفّر وقبة جيوديسية. صمم الفيلا المسقوفة بالقش غاريث كريل من شركة نيكولاس بلومان الهندسية في جنوب أفريقيا، طارحًا من خلالها ترجمة محدثة لقصر نيانزا الملكي القديم الذي شكّل في زمن غابر مقر السلالة الحاكمة في رواندا. لكن هذه النسخة الحديثة من القصر كانت تزهو بالتفاصيل الأنيقة. في الحمام، يبدو حوض الاستحمام العميق وكأنه محفور في حجر عقيق نقي، وقد عُلقت فوقه ثريا أنيقة مكونة من شرائط جلدية متناهية الصغر. أما في حجرة النوم، فتشكّل الأنماط الزخرفية الملونة التي تكسو الأرائك والوسائد نسخًا معاصرة من أقمشة كيتينج التقليدية. لم أجد منذ وصولي إلى رواندا ما هو أكثر راحة من سرير هذه الحجرة.

على ارتفاع 8٫500 قدم، كان من الطبيعي أن أشعر بدوار خفيف. لكن المشهد الذي طالعني من شرفتي الخاصة كان مدوّخًا. خرجت إلى الشرفة التي تغمرها أشعة الشمس، فوجدت كرسيين من الخيزران باللونين الأسود والأبيض وضعا بحيث أشعر لدى الجلوس في أحدهما وكأني أواجه جبل بيسوك عن كثب. كنت أشعر بأني أطفو في علو المكان بطريقة ساحرة. صحيح أن المرء لا ينطلق في رحلة سفاري ليبقى جالسًا طيلة الوقت في غرفته، ولكن الأمر كان حقًا مغريًا.

 

مخيم بيسات

تصميم مبتكر
يبدو الطابع التصميمي المبتكر الذي اعتمد في مخيم بيسات جليا في كل زاوية منه، تشهد على ذلك الثريات  المتوهجة بالضوء المشغولة من قوارير
أعيد تدويرها، وأيضا الأضلاع المتعرجة التي شكل منها الكوخ الرئيس ذو المظهر الدرامي الذي يذكر بشكل القبة.

 

كان باتريك ماجيريران يهمهم فيما مجموعتنا التي تضم ثمانية متسلقين تلتصق بأجسادها إلى جانب جبل كاريسيمبي وتحاول التقاط أنفاسها في سياق دورة سريعة لتعلم لغة الغوريلا تحت إشراف مرشدنا ماجيريران. من أصل أكثر من 20 نغمة صوتية تستخدمها الغوريلا، كانت تلك التي علّمنا إياها ماجيريران للتو تعني بعبارة بسيطة «مرحبًا. جئناكم مسالمين».

كانت الساعة قد بلغت العاشرة والنصف صباحًا، وكانت ساعة كاملة تقريبًا قد انقضت ونحن نجاهد صعودًا عبر هذا المنحدر الخالي من أي مسار محدد. كان استنشاق الهواء يزداد صعوبة كلما تقدّمنا، أو لعل التأني في المسير فوق هذه المتاهة المعقدة من نباتات الخيزران هو ما جعلني أشعر بالدوار. كانت سيقان القصب التي علقت بها الطحالب تعترضنا من مختلف الجهات، فبدا الأمر وكأننا نشق طريقنا عبر نموذج عملاق من لعبة أعواد الفرز. كان يتقدمنا ثلاثة خبراء في تعقب الغوريلا راحوا يهوون بسكاكينهم الكبيرة على سيقان القصب لنتقدم ببطء شديد فيما الأشواك تقتحم أرجل سراويلنا والنباتات المعرّشة المتشابكة تعلق بكواحلنا كأنها تحاول عرقلة مسيرتنا.

عندما بلغنا تجويفًا موحلاً امتد فوقه جسر كان في الواقع جذع شجرة، مدّت بولين، السيدة القوية البنية التي استخدمتها لكي تحمل عني حقيبة الظهر الممتلئة بأجهزة التصوير والعدسات- مدّت يدها لتمسك بيدي. أعطيتها يدي بخجل وتركتها ترفعني فوق الدرب المسدود. بعد بضع دقائق، عادت بولين لتمسك بيدي لكي تساعدني هذه المرة على تجاوز أخدود زلق. وما هي إلا بضع دقائق أخرى حتى صدمت رأسي بفرع شجر منخفض. عندئذ، تناسيت كبريائي وأمسكت بيد بولين وقررت ألا أفلتها إلا عندما نبلغ مسارًا أقل خطورة. وفجأة، وصلنا إلى مقصدنا. أخبرنا ماجيريران أن دغل الخيزران الممتد أمامنا كان يخفي خلفه مباشرة قطيع بابلو، إحدى فصائل الغوريلا التي عكفت فوسي على زيارتها خلال الأعوام الثمانية عشر التي أمضتها وسط هذه الجبال. تجاوزنا عتبة الدغل واحدًا تلو الآخر لنخرج من الغابة المعتمة إلى مرج منحدر يغمره الضوء. هناك، رأينا جيكورازي، أضخم حيوانات مجموعة بابلو، الذي تغطي ظهره شعيرات بيضاء ويزيد وزنه على 400 رطل، يمضغ نبات الكرفس البري فيما يقبع تحت شمس الصباح كأنه باخوس في الميثولوجيا الرومانية يولم على حبات من العنب.

يمكن لأي شخص شاهد حيوانات الغوريلا في البراري أن يحرص على تذكيرك بأننا نتشارك مع هذه الوحوش ذات الفراء الأسود ما نسبته 98 في المئة من خارطتنا الجينية. لكن هذه الحقيقة تصبح أكثر أهمية بكثير عندما تجد نفسك حقًا في حضرة غوريلا. كانت أصابع جيكورازي الرشيقة، كما أنامله، تبدو بشرية للغاية، حتى أني لم أستطع مقاومة النظر إلى أصابعي على سبيل المقارنة. عندما فرغ الغوريلا من تناول وجبته الخفيفة، انقلب ليتمدد على بطنه وأسند ذقنه إلى يديه وكأنه يتهيأ لأن يلتقط له أحدهم صورة تصلح لروزنامة. عندما تعثرت بجواره غوريلا هوجاء الحركة في سن المراهقة، وكانت تقضم هي الأخرى ساق كرفس، مشى جيكورازي بتثاقل مبتعدًا وكل ما فيه يذكّر بمظهر أب غضبان يبحث عن لحظة سكينة.

قابلت حيوانات الغوريلا، من جهتها، شعورنا بالانبهار بنوع من عدم المبالاة. وفيما كنا نجوب أرجاء المرج من حولها، ونطأ العرائش المتشابكة التي تكسو الأرضية، كانت هي تتابع ما تقوم به دون أدنى اكتراث لوجودنا. رحنا نتودد لغوريلا رضيعة لها من العمر ثلاثة أسابيع ونضحك من منظر فوضى الشعر الكث الذي نبت في أعلى رأسها. قهقهنا ضاحكين عندما رأينا ثاني أكبر الذكور في مجموعة الغوريلا يتعثر مترنحًا وهو يخرج من مخبئه. كما أننا حبسنا أنفاسنا دهشة عندما لمحنا غوريلا متهورة تعبر وسط المرج فوق عربة بعجلات وتكاد توقع واحدًا منا أرضًا. في غضون ذلك، كانت الحيوانات الأخرى في المجموعة تغفو أو تستيقظ من إغفاءة قصيرة، تلتقط الحشرات من أجساد بعضها بعضًا، وتلقي بين الحين والآخر نظرة عاجلة باتجاهنا مطلقة همهمة غير حماسية.

سرعان ما بلغت جلستنا مع مجموعة بابلو نهايتها، فتقدمنا ماجيريران في طريق العودة إلى الغابة حيث كانت بولين تنتظر ومعها حقيبة الظهر الخاصة بي. كان لا يزال علينا أن ننحدر نزولاً عبر جبل كاريسيمبي في مسار طويل، هناك حيث سنشق طريقنا مجددًا عبر لدغات الأشواك والوحول وفوضى نباتات الخيزران. لكن بغض النظر عن مشقة رحلة العودة، كانت التجربة جديرة بالجهد الذي بذلناه.

 


‏Bisate Lodge
www.wilderness-safaris.com