في ركب مغامرة جديدة في ربوع سالار دي أويوني الخيالية في بوليفيا.

 

تشبه قيادة السيارة عبر مسطحات الملح الشاسعة في منطقة سالار دي أويوني Salar de Uyuni في بوليفيا الانزلاق فوق سفوح العدم. تلف الأرجاء مساحة بيضاء ناصعة من المعادن تخرق جوف الأرض على عمق مئات الأقدام وتنبسط مترامية على امتداد آلاف الأميال. لكن إن حللت ضيفًا على نزل كاشي لودج Kachi Lodge، فلن تشهد في البداية شيئًا من هذا، لأن عينيك ستكونان مغلقتين.

 

سيقول لك المرشد: «امشِ على نحو مستقيم وعُدّ حتى رقم 50 قبل أن تفتح عينيك،» إذ يصحبك وأنت عاجز عن الإبصار إلى مياه يصل عمقها حتى الكاحل. سوف تخوض في مياه ضحلة، مرتديًا حذاءً مطاطيًا برقبة مرتفعة، متخبطًا فيها نحو 50 خطوة. حينما تفتح عينيك أخيرًا ستجد أنك تقف متوسطا مرآة هائلة، وأن المياه الصافية على المسطحات تعكس مغيب الشمس على وجه الكمال مستلهمة لوحة مائية بريشة الفنان رورشاك حيث يتضاعف فيها كل شيء، ما يجعل السماء والأرض عصيتين على التمييز بينهما، ويمزج ظلال الألوان الزرقاء والوردية والحمراء والبرتقالية على نحو متطابق. إنه لأمر محير، ومذهل، وجميل إلى حد لا يمكن إنكاره. ثم، على بعد أقدام قليلة، ستلحظ وجود منضدة - أم هما منضدتان؟ - مغطاة بقطعة قماش لافتة، وعامرة بأطايب الطعام. 

 

قد تبهجك فكرة أن أيّا من أصدقائك لم يقدم على فعل هذا الأمر من قبل. ذلك أن هذا النزل هو أول ملكية عقارية دائمة تشرع أبوابها في هذه المنطقة الشاسعة وغير المكتشفة إلى حد كبير. إنه مهيأ لخوض مغامرات، ولقد افتتح قبل أسابيع قليلة مضت، غير بعيد عن بركان تونوبا وفي أتون مجاهل مطبقة، وهو ينحى منحى موقعه المتفرد، ليس فقط من خلال الأنشطة التي تفرض عليك التمتع بمناظره الطبيعية الخلابة عبر سبل غريبة بالكامل، بل أيضًا من خلال قبابه الجيوديسية الست، المهيأة للسكن، والخيالية في تكوينها الذي يغلب عليه الشفافية بالكامل بما يضمن حتمية نظرك إلى المشهد الآسر دومًا.

 

منطقة سالار دي أويوني

 

لا بأس في أن يكون مقر إقامتك غريبًا إلى حد ما، فهذا أمر متعارف عليه في هذه الأرجاء. مع ذلك، فإن نزل كاشي مترف للغاية من الداخل، إذ يزهو بمطبخ يشرف عليه طهاة من مطعم غوستو Gustu في بوليفيا (الذي تبوأ قائمة أفضل خمسين مطعمًا في أمريكا اللاتينية مرات عدة) ويتميز بأعمال فنية أصيلة من إبداع الفنان غاستون أوغالدي Gastón Ugalde (الذي يطلق عليه لقب وارهول الإنديز). كذلك هو حال تلك الفقاعات العجيبة التي كانت، أيضًا، مكانًا لطيفًا للاستراحة نوعًا ما، فهي مكسوة بأقمشة محلية وعامرة بمخزون من قطع الشوكولاته البوليفية التي رُش فوقها مقدار قبضة صغيرة من بلورات الثلج البيضاء المستخلصة من المسطحات في الخارج. 

 

مع ذلك، مثل أي نزل مهيأ لخوض المغامرات ويزهو بصيت أملاحه الرائعة، فإن الجزء الأكثر نجاحًا من التجربة يجري في الخارج ضمن البراري، عندما تركب الدراجات الجبلية عبر المسطحات، والتنزه في جزيرتي كاشي وإنكاهواسي سيرًا على الأقدام، واستكشاف مومياوات يبلغ عمرها ألفي سنة في منطقة ألكايا، وكذلك الخوض في المياه خلال موسم ماطر فيما عيونك مغلقة. بعد أن تكون قد سلكت طريقك إلى المائدة العائمة، سوف تراقب الأجواء بينما تظهر النجوم واحدًا تلو آخر، وكأنها مليون ضوء صغير. في الواقع، اجعلهم مليونين، فحسبك، في نهاية الأمر، أنك ستكون واقفًا فوق أضخم مرآة في العالم. 

 


www.kachilodge.com