إعادة اكتشاف

 

غالبًا ما يصور تاريخ الفنون الفنانين الأمريكيين وهم يرزحون تحت تأثير الأوروبيين، أو على الأقل هذا ما كان عليه الحال حتى الحرب العالمية الثانية. لكن هذا المعرض من متحف ويتني، الذي جرى تعليقه أيضًا بسبب جائحة فيروس كورونا، يقدم صورة لفناني الولايات المتحدة الأمريكية في عشرينيات القرن الفائت وثلاثينياته يكون التركيز فيها حول أرض أجنبية أخرى هي المكسيك.

أطلقت نهاية الثورة المكسيكية عام 1920 العنان للنهضة المكسيكية، وكان من أبرز الفنانين المبدعين آنذاك رسامو الجداريات الذين سردت روائعهم الملحمية المنمقة للغاية حكايات عن الفلاحين، والعمال، والنضال الطبقي، والحياة اليومية. ارتحل الفنانون الأمريكيون إلى المكسيك لرؤية هذه الجداريات، فيما جلب دييغو ريفيرا، وخوسيه كليمانتي أوروزكو، وديفيد ألفارو سيكيروس، الذين عُرفوا بلقب Los Tres Grandes أو «العظماء الثلاثة» مواهبهم القيمة إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث كان لهم تأثير بالغ على كثير من الفنانين، بما في ذلك فيليب غوستون وجايكوب لورانس. بل إن جاكسون بولوك ارتحل إلى كلية «بومونا» في كاليفورنيا خصيصًا لرؤية جدارية Prometheus المهيبة من أوروزكو، واحتفظ لاحقًا بصورة للمتمرد الإغريقي بروميثيوس في الاستوديو الخاص به. وعندما أنشأ سيكيروس محترفًا في نيويورك، انضم بولوك إليه لمشاركته تجاربه حول أساليب التعامل مع الطلاء، الأمر الذي ساعده على تطوير تقنيتيه الشهيرتين: التقطير والرشق.

 

Courtesy of the Whitney Museum

Courtesy of the Whitney Museum
جدارية لدييغو ريفيرا من عام 1931 بعنوان Flower Festival: Feast of Santa Anita

 

لكن بعيدًا عن التأثير في الأمريكيين، تجسد جداريات الفنانين المكسيكيين التقدميين ولوحاتهم القماشية إبداعًا متمايزًا بحد ذاته لما يجتمع فيها من ألوان جريئة، وعناصر معقدة، وتصوير للحالة الإنسانية في أشكال تعكس قدرًا كبيرًا من التعاطف.

 


www.whitney.org/exhibitions