يعتمد سرّ نجاح جامع الساعات على مزوّده. وفي عالم الساعات، ثمة تجار نخبويون يتربعون على عرش مهنتهم.

شون سونغ
كوالا لامبور، ماليزيا

لا شك في أن شون سونغ، البالغ من العمر 28 عامًا، والذي يصفه أترابه من العارفين بأسرار هذا العالم "بتاجر الساعات الوحيد الذي يقع مقره في فندق سانت ريجيس"، يمتلك واحدًا من المعارض الأشد فخامة لساعات المعصم الحصرية، بما في ذلك نوادر ساعات تشمل نموذجًا من طراز Tourbillon Souverain Régence Circulaire من إف. ب.

جورن (لم يُصنع منه سوى 20 نموذجًا)، ونموذجًا من Seconds at Six المجهزة بميناء بلون السلمون من دانيال روث، وساعة من طراز Privé Wandering Hours ضمن مجموعة Cartier Tank Louis Collection من كارتييه. يقول سونغ: "تكمن حسنة العمل من الفندق في مستوى الأمن المتوافر. في العادة، أقابل الزبائن الجدد في الردهة في الأسفل. وعندما أتعرّف إليهم، أشعر بقدر أكبر من الراحة".

لا يتاجر سونغ حصريًا بالساعات الأغلى ثمنًا. وفي هذا يقول: "أميل إلى شراء ما يروق لي. ابتعت مؤخرًا نموذجًا عتيق الطراز من ساعة Triple Calendar من جيرار – بيريغو مجهّزًا بأرقام بريغيه. دفعت لقاءه ثلاثة آلاف دولار فقط. شعرت بأني لا أستطيع مقاومة الرغبة في اقتناء هذا النموذج".

قبل الاتجار بساعات تحمل أسماء دور عريقة، كان سونغ يدرس فن التصميم الغرافيكي في لندن حيث دأب على التنقيب عبر موقع إي باي eBay عن أي ساعة قيّمة لا يزيد ثمنها على 100 دولار. كما أنه شرع يكتب في موضوع الساعات، ويرافق التجار التقليديين، وينغمس أيضًا بنفسه في تجارة الساعات. قرر سونغ أن يتّخذ من تجارة الساعات وظيفة بدوام كامل بعد أن ابتاع ساعة من طراز Cyma ترجع إلى حقبة الحرب العالمية الثانية. ابتاع سونغ الساعة التي ابتُكرت في الأصل للقوات المسلحة البريطانية مقابل 770 دولارًا ثم باعها بمبلغ 1,235 دولارًا. يقول سونغ: "كانت الساعة بحالة مثالية، لكن هذا الطراز لم يكن شائعًا آنذاك. لم يكن أحد يعلم الكثير في تلك الأيام عن الساعات العسكرية الاثنتي عشرة". كان يقصد بها الطُرز التي ابتكرتها 12 دارًا لصالح الجيش البريطاني خلال الحرب.

عندما أطلق سونغ شركة S. Song Watches في كوالا لامبور سنة 2017، تخصص في الاتجار بساعات الكرونوغراف من أربعينيات القرن الفائت وخمسينياته. لكنه يتاجر اليوم أيضًا في الساعات المنشودة من طراز رويال أوك Royal Oak من أوديمار بيغيه وطراز نوتيلوس Nautilus من باتيك فيليب، فضلاً عن الطرُز الأحدث. يقول سونغ: "إن ما يستثير حماستي حقيقة هو الساعات الحديثة من طُرز قديمة. تستهويني ساعات كارتييه القيمة والنادرة التي ترجع إلى تسعينيات القرن الفائت، وساعات روجيه دوبوي، وابتكارات دانيال روث، ما يفضي بي أيضًا إلى صناع الساعات المستقلين. برأيي أن الاتجار بهذه الإبداعات أكثر إثارة للاهتمام من بيع ساعة دايتونا من رولكس كل أسبوع".
ما يحظى بالاستحسان اليوم

ساعات إف. ب. جورن، وساعات Collection Privé من كارتييه، وساعات رولكس عتيقة الطراز التي ترجع إلى ستينيات القرن الفائت وسبعينياته.
راقبوها!

ساعات روجيه دوبوي ودانيال روث، وساعات التقويم الدائم من فاشرون كونستانتين، وساعة الرقم المرجعي 3940 من باتيك فيليب التي ترجع إلى تسعينيات القرن الفائت.
نصيحة متبصّرة

يعتقد سونغ أن ساعات بريغيه لا تحظى اليوم بالتقدير الذي تستحقه. أما ساعته المفضلة من هذه الطُرز، فهي ساعة الكرونوغراف ذات الرقم المرجعي 3237 المجهّزة بالمعيار الحركي ليمانيا Lemania.


إريك كو
بيركلي، كاليفورنيا

يُنظر إلى إريك كو، مؤسس موقع 10 Past Ten، بوصفه واحدًا من ملوك ساعات رولكس عتيقة الطراز. كان كو هاويًا للساعات منذ صغره، وغالبًا ما كان يبيع إحدى ساعاته لشراء أخرى. كانت ساعته الأولى من رولكس، التي ابتاعها عندما كان يتابع دراسته في جامعة كاليفورنيا ببيركلي، من طراز Air King الذي يبدو بصراحة من المستوى الابتدائي مقارنة بساعة دايتونا "بول نيومان" المتفردة التي تزين معصمه اليوم.

لكن المنحى التعلمي الذي اتبعه بوصفه تاجرًا للساعات، كان حادًا. فقد اضطر إلى التخلي عن بعض مقتنياته الأولى ليعوّض خسارته في سوق الأسهم: في عام 1998، استخدم كو المال المخصص لدراسته لينفق 30 ألف دولار على أسهم إي باي المتاحة للاكتتاب العام بمعدل 50 دولارًا لكل سهم. وبعد أن ارتفع سعر السهم سريعًا إلى 300 دولار، عمد إلى بيع أسهم لا يمتلكها. كان واثقًا جدًا من رهانه إلى حد أنه سدد دفعة مقدمة لحجز سيارة من بورشه. لكنه خسر كامل استثماره عندما ارتفعت قيمة سهم إي باي إلى 700 دولار. يسترجع كو ذكريات الماضي ويقول: "اضطررت إلى بيع ساعة رولكس الأولى تلك لأنني أمضيت أشهرًا عدة لا أقتات سوى على شطائر مخبز نووا إلى أن واتتني الشجاعة لأطلب مزيدًا من المال من والدي". في نهاية المطاف، لم يتمكّن قط من الحصول على سيارة بورشه التي رغب في شرائها.

استقال كو من آخر وظيفة "حقيقية" شغلها سنة 2005 ليتفرّغ بشكل تام للمتاجرة بالساعات، خصوصًا على منتدى Vintage Rolex لساعات رولكس عتيقة الطراز (استحوذ على هذا الموقع سنة 2014). آنذاك، كانت وسائل التواصل الاجتماعي في مهدها، فكانت قواعد اللعبة على وشك أن تتغيّر. يقول كو: "اتّسعت الآفاق وازداد عدد الأفراد المهتمين بالساعات عتيقة الطراز". بحلول عام 2009، تمكّن من إعادة شراء ساعته طراز Air King من الزبون الذي اشتراها منه قبل نحو عقد بالرغم من أنه دفع مقابلها "مبلغًا ضئيلاً من المال" على ما يقول.

أما اليوم، فالفرائد مثل ساعة Rainbow Daytona التي صيغت في نموذج واحد سنة 1999 بطلب من جامع ساعات في منطقة الشرق الأوسط، فتُباع من خلال هذا التاجر البالغ من العمر 42 عامًا مقابل مبالغ خيالية. استحوذ كو على ساعة Rainbow Daytona مقابل 700 ألف دولار، أي بسعر يفوق سعر بيعها في سوق الساعات المستعملة قبل سبع سنوات بنحو عشرات الأضعاف. لكنه يقول: "بعتها بالطبع بأكثر من ذلك".

أما في ما يتعلق بشراء إحدى ساعات رولكس المتاحة على موقعه 10 Past Ten، فعليك أن تتحرك بسرعة لأن الزبائن يهرعون إلى اقتناصها. لكن كو أوجد الحل لذلك عندما شارك في تأسيس موقع جديد للمزادات تحت اسم Loupe This بهدف معادلة التنافس. تراوح القيمة التقديرية في المزايدات على الساعات اليومية المتاحة بين 5,000 دولار و300 ألف دولار، ولا حجوزات مسبقة. يقول كو إن الموقع يحتاج إلى بعض الوقت قبل أن يشرع في طرح ساعات بملايين الدولارات، لكنه يستطرد قائلاً: "سنفعل ذلك عاجلاً وليس آجلاً".

ما يحظى بالاستحسان اليوم

ساعات رولكس من طراز “Big Red” Daytona ذات الرقم المرجعي 6263 في علبة من الفولاذ، وطراز Red Submariner ذي الرقم المرجعي 1680، وطراز Day-Date “Stella” Dial ذي الرقم المرجعي 1803، فضلاً عن أي من ساعات كارتييه عتيقة الطراز من مرحلة ما قبل عام 1970.

راقبوها!

ساعات رولكس دايتونا ذات الرقم المرجعي 16520 المجهزة بمعيار حركي من زينيث، وساعات رولكس من طراز Submariner ذي الرقم المرجعي 16610، وأي ساعة من كارتييه ترجع إلى ما بين سبعينيات القرن الفائت وتسعينياته.

نصيحة متبصّرة

يقول كو إن ساعات رولكس ذات الرقم المرجعي 1501 والرقم المرجعي 5500 المجهزة بغطاء من الكريستال البلاستيكي تُعد فرائد حقيقية ستلقى رواجًا يومًا ما، وأسعارها لا تزال متدنية جدًا حاليًا.

إريك كو

Aaron Wojack

طارق مالك
دبي، الإمارات العربية المتحدة

يقول طارق مالك: "لم أكن في مرحلة المراهقة مهتمًا حقيقة بالساعات". وربما لا يعكس قوله هذا الواقع. فهو يضيف قائلاً: "كنت أمتلك ساعة بلاستيكية مجهزة بآلة حاسبة". لكن مع بلوغه السادسة عشرة من العمر، وجد نفسه يتاجر بساعات سواتش في آخن، بلدته الأم في ألمانيا.

بعد أن أدار مالك متجرًا للجواهر مع شقيقه التوأم في أثناء متابعته لتحصيله الجامعي، شغل وظيفة في شركة للاتصالات أرسلته في مهام إلى دبي مرات عدة في السنة الواحدة. كانت هذه الرحلات المحفّز لانتقاله إلى المدينة المتنامية التي تعج بناطحات السحاب الضخمة والموارد المالية الأضخم.

يقول مالك: "في مطلع يناير كانون الثاني من عام 2011، حملت كل المال الذي أملكه وحقيبة أمتعتي وذهبت أطرق باب صديق لي. قلت له آنذاك: "سأنتقل للعيش هنا على الفور. لنطلق مشروعًا ما معًا". بعد انقضاء تسعة أشهر، افتتح مالك متجر Momentum Dubai، أول وجهة في الإمارات العربية المتحدة مخصصة للساعات عتيقة الطراز. تمكّن مالك من بيع مخزونه المكوّن من 60 ساعة تقريبًا في غضون شهرين فحسب.

لكنه ظل يعمل في البدايات بأسلوب التجربة والخطأ. كان المتجر، الواقع في مركز دبي المالي العالمي، يبيع عند إطلاقه ابتكارات 15 علامة تشمل أوميغا، وتاغ هوير، وبولوفا، وبريتلينغ. لكن رولكس باتت مصدر الرزق الرئيس في المتجر، وكانت ساعاتها تشكل ما نسبته 90% تقريبًا من مجموع أعماله. يقول مالك، البالغ من العمر 46 سنة: "حققنا النجاح عبر القيام بما يريد زبائننا رؤيته". تمثل أحدث إنجازات المتجر بساعة من طراز رولكس دايتونا ذي الرقم المرجعي 6263 تزدان بشعار النبالة الخاص بوزارة الدفاع الإماراتية بدلاً من شعار رولكس، وقد بيعت هذه الساعة مقابل 350 ألف دولار.

بالرغم من أن مالك يتاجر بساعات رولكس الأشد تفردًا، إلا أن ساعات Rolex Day-Date هي المفضلة عنده. وفي هذا يقول: "كان لنا دور نوعًا ما في رواج هذه الساعات التي نسيها الجامعون مقارنة بطُرز دايتونا، وGMT – Master وSubmariner. تحتضن خزانة مالك في كل مرة ما بين 20 إلى 30 ساعة من هذا الطراز، كل منها يتميز بتفصيل خاص لا يتوافر عادة في الإصدارات المخصصة للإنتاج على نطاق واسع. وإذا ما حدث في إحدى السنوات أن تعذّر الحصول على ساعة DateJust من أحد متاجر رولكس، فإنك قد تجدها عند مالك.

ما يحظى بالاستحسان اليوم

ساعات رولكس من طُرز “Stella” Day-Date، و GMT – Master II من الرقم المرجعي 16710، وSubmariner من الرقم المرجعي 14060 والرقم المرجعي 16610.  

راقبوها!

ساعات رولكس القديمة من طرازي Day -Date وDateJust المرصّعة بأحجار نادرة والمجهّزة بموانئ "ستيللا".

نصيحة متبصّرة

يقول مالك إن السوق يظل يتغيّر فيما يتعلق بساعات دايتونا. لقد شهدنا تقلبات في مستوى توافرها خلال السنوات الثلاث الأخيرة. إن الحديث عن أن ساعة دايتونا نادرة ليس سوى كذبة لأنك ستتمكن من إيجاد نموذج منها إذا ما رغبت في شرائها.

طارق مالك

Christopher Pike

إريك ويند
ويست بالم بيتش، فلوريدا

كانت صفقة البيع الكبرى الأولى التي حققها إريك ويند منذ إطلاقه شركة Wind Vintage قبل أربع سنوات ساعة رولكس من طراز Big Crown “James Bond” Submariner من الرقم المرجعي 6538 مجهّزة بميناء Tropical بني اللون. تُعد هذه الساعة مأثرة نادرة من منظور جامعي الساعات بمعظمهم، وبالرغم من أن ويند يرفض الكشف عن السعر الذي حققه عند بيعها، إلا أن نموذجًا مماثلاً حقق 567 ألف دولار عندما بيع في السنة نفسها في مزاد لدار فيليبس. يكفي القول إذًا إن ساعة ويند لم تكن موضوع صفقة للمبتدئين.

لكن ويند نفسه لم يكن مبتدئًا. فالرجل الذي كان يحظى بالتقدير منذ أن كان كاتبًا حرًا في مجال الساعات (في أثناء دراسته لشهادة الماجستير في أكسفورد)، شغل في سنة 2015 وظيفة خبير متخصص في الساعات في دار كريستيز. يقول ويند: "تساءلت آنذاك ما أسوأ ما قد يحصل؟ سأعمل في دار كريستيز وأضع اسمها ومنصبي فيها على سيرتي الذاتية. سيظل بمقدوري إن ساءت الأمور أن أنتقل للعمل في مكان آخر". بعد أن أمضى سنتين في منصبه، أطلق شركته الخاصة.

سرعان ما أصبح ويند البالغ من العمر 35 عامًا واحدًا من أبرز التجار المنشودين في الولايات المتحدة الأمريكية. وبات بمقدوره اليوم أن يفرض على الجامعين رسومًا باهظة في الساعة الواحدة لقاء استشارة أو للبحث عن ساعة محددة.

يشتهر ويند ببراعته في اقتناص ساعات نادرة، فضلاً عن تخصصه في بيع ساعات أوديمار بيغيه، وفاشرون كونستانتين، وأوميغا، وتاغ هوير، ولونجين. يميل ويند أيضًا بسببه عمله سابقًا في مجال السياسة الدولية إلى الساعات الرئاسية. فساعة ليندون ب. جونسون من طراز Benrus، وساعة الكرونوغراف من Bulova التي كانت ملكيتها تعود إلى دوايت د. أيزنهاور، وساعة GMT – Master II ذات الرقم المرجعي 1675 من رولكس، والتي كانت ملكيتها تعود إلى خوسيه لوبيز بورتيو في المكسيك، كلها بيعت من خلاله.

يخطط ويند لأن يبقى الطلب عليه مرتفعًا (شأنه في ذلك شأن الساعات التي يبيعها) من خلال الاستمرار في العمل منفردًا. يقول ويند: "لذا بدأت العمل تاجرًا. ففي السوق مجال متاح لخبير وللعمل المنفرد". يذكر ويند الخبراء في المجال الفني بوصفهم يمثلون نموذجًا يحتذى به، فيقول: "أنت لا تستخدم شركة، بل فردًا".

ما يحظى بالاستحسان اليوم

ساعة رولكس من طراز دايتونا ذي الرقم المرجعي 6263، وساعة نوتيلوس من باتيك فيليب ذات الرقم المرجعي 5711، وساعة رويال أوك ذات الرقم المرجعي 25654 من أوديمار بيغيه.  

راقبوها!

ساعات الرقم المرجعي 4217 والرقم المرجعي 4301 من فاشرون كونستانتين، وساعات أوديمار بيغيه من طراز رويال أوك ذي الرقم المرجعي 5402  من السلسلتين A وB، وساعات الكرونوغراف عتيقة الطراز من لونجين.

نصيحة متبصّرة

بالحديث عن طرازي فاشرون كونستنانتين المذكورين أعلاه، يقول ويند: "اكتفت الدار بتصنيع الموانئ المختلفة في كل منهما بكمية محدودة جدًا، لذا يصعب أن نجد أكثر من خمسة نماذج في كل طراز من الموانئ.

إريك ويند

Saul Martinez

سيلاس والتون
لندن

يذكر سيلاس والتون ضمن أصدقائه المقرّبين فيليب دوفور، وروجر و. سميث، وكاري فوتيلينان. وقد أصبح واحدًا من أبرز وكلائهم الموثوقين. يقول والتون: "كرّست وقتًا طويلًا لتوطيد هذه العلاقات". ولا شك في أن لدأبه هذا سبباً منطقيًا: فأسعار ساعات هؤلاء المبتكرين قد ارتفعت إلى حد بالغ، ووصل بعضها في السنوات الأخيرة إلى ملايين الدولارات.

يُعزى السبب في ارتفاع أسعار بعض الساعات إلى والتون نفسه، البالغ من العمر 34 سنة، والذي دخل هذا المجال بطريقة غير مباشرة: بدد رواتبه الأولى التي تلقاها من أول وظيفة له بعد التخرج في الجامعة لشراء ساعة من طراز Cartier Tank من كارتييه وأخرى من طراز Conquest من لونجين، لكنه اضطر لاحقًا إلى بيعهما. يقول والتون: "كان عالم الساعات ذات الملكية السابقة أشبه بالغرب الأمريكي الجامح".

أطلق والتون شركته، التي تُعرف اليوم باسم A Collected Man في عام 2014. طلب منه صديق للعائلة ساعتين تبيّن لاحقًا أنهما كفيلتان بتغيير حياة مالكهما. كانت الساعة الأولى من الإصدار الأول لطراز Observatoire من كاري فوتيلينان، والثانية من طراز Series 2 من روجر و. سميث، وكلتاهما تشكلان اليوم حلمًا يراود الهواة. يقول والتون: "لم نكن في حقبة صناع الساعات المستقلين التي نعيشها اليوم، حيث هذه الساعات تشهد رواجًا بالغًا"، ويلفت إلى أن جامعي الساعات كانوا يتكبدون خسائر كبيرة بسبب ساعات مشابهة. باع والتون ساعة فوتيلينان مقابل 87,800 دولار تقريبًا، وساعة سميث بنحو 200,210 دولارات، أي بمبلغ أعلى بكثير من قيمة الساعتين في السوق.

كانت تلك العائدات سببًا في المصادقة على براعة كل من فوتيلينان وسميث. وسرعان ما أصبح والتون التاجر الأول والوحيد المجاز لإعادة بيع نماذج مستعملة من ساعات دوفور، وفوتيلينان، وسميث. لكن والتون وجّه اهتمامه مؤخرًا إلى علامات ناشئة مثل أكريفيا وبيترمان بيدا. كما يراهن هذا التاجر اليوم على طفرة في الاهتمام بنسخ حديثة من ساعات عتيقة الطراز ترجع إلى الفترة الممتدة ما بين ثمانينيات القرن الفائت ومطلع الألفية الثالثة، وتحمل توقيع دور عريقة مثل باتيك فيليب وفاشرون كونستانتين.

لكن صفقات البيع التي أتمّها مؤخرًا تبيّن أن ابتكارات الصنّاع النخبوية محدودة الإصدار لا تزال المفضلة عنده. يكفي شاهدًا على ذلك أن شركته A Collected Man كانت محط الأضواء في شهر أغسطس آب الفائت عندما حققت 7.63 مليون دولار من بيع ساعة Grande et Petite Sonnerie من دوفور، الساعة الأغلى ثمنًا التي بيعت يومًا ضمن ابتكارات صانع ساعات مستقل.

ما يحظى بالاستحسان اليوم

ساعات فيليب دوفور، وروجر و. سميث، وكاري فوتيلينيان، وإف. ب. جورن.

راقبوها!

ساعات دي بيتون، وإم بي أند إف، وطُرز باتيك فيليب من الأرقام المرجعية 3419، و3970، و3940.

نصيحة متبصّرة

يقول والتون إن ساعات باتيك فيليب التي تحمل الرقم المرجعي 3940 لا تحقق في العادة أكثر من 70 ألف دولار بالرغم من أنها ليست بعيدة عن أفضل الساعات التي ابتكرتها الدار نفسها قبل 40 عامًا أو 50 عامًا والتي تحقق سعرًا أعلى.

سيلاس والتون

Hanna-Katrina Jedrosz