سُحبت نظارتان أيقونيتان، يعود تاريخهما إلى حقبة مغول الهند، ومزودتان بعدسات مصنوعة من الزمرد والألماس، من مزاد للبيع نظمته دار سوذبيز الشهيرة في السابع والعشرين من أكتوبر المنصرم، وذلك بعد أن فشلت مساعي بيعهما مقابل 3 ملايين جنيه إسترليني.

كانت النظارتان قد طرحتا في مزاد "فنون العالم الإسلامي والهند" الذي نظمته دار سوذبيز بالعاصمة البريطانية لندن، وهو مزاد يحتفل بتصنيع القطع واللوحات والمخطوطات التاريخية من جميع أنحاء العالم وعلى مدى أكثر من 10 قرون.  راوحت آنذاك القيمة التقديرية لكل نموذج بين 1.5 مليون جنيه استرليني و2.5 مليون جنيه إسترليني ( مليونا دولار أمريكي - 3.4 مليون دولار أمريكي).

 يُطلق على إحدى النظارتين اسم "بوابة الجنة"، وتتميز بعدسات الزمرد المثبتة في إطار مرصّع بالألماس، فيما يزهو النموذج الثاني "هالة النور" Halo of Light بعدسات وإطار من الألماس علق إدوارد جيبس​، رئيس مجلس إدارة دار سوذبيز للشرق الأوسط والهند على النظارتين بقوله: "إنهما يشكلان حتمًا أعجوبة لعلماء الأحجار الكريمة.

والمؤرخين على حد سواء، وإنه لمن دواعي سروري أن نكون قادرين على تسليط الضوء على هذه الكنوز وأن نتيح للعالم الفرصة للتأمل فيها والتساؤل عن السر الغامض الذي يكتنفها".

تُعد هذه النظارات أسطورية، إذ إنها صيغت بتكليف من أمير غير معروف في الهند في القرن السابع عشر، تلك الحقبة المؤثرة سياسياً وثقافياً في تاريخ شبه القارة الهندية. وقد ذكرت ألكسندرا روي، المتخصصة في فنون العالم الإسلامي في دار سوذبيز، أن حكايات كثيرة أحاطت بهذين الابتكارين، مضيفة: "جاء الزمرد
من كولومبيا في القرن السابع عشر عبر السفن التجارية البرتغالية إلى إمبراطورية المغول كان المغول مولعين بالأحجار الكريمة" .

الجدير بالذكر أيضًا أن المغول عُرفوا بولعهم الشديد بالفنون ودعمهم للنزعة العلمية والمعرفة. ومن ثم فإن النظارتين التوأمين تمثلان رمزين لروح الإبداع التي كان يتسم بها المغول. ويزيد في التأكيد على المهارة الحرفية التي ينطويان عليها غياب أي نموذج مشابه معروف.

يزهو هذان النموذجان المتفردان من النظارات بألماسة يزيد وزنها على 200 قيراط، وبحجر زمرّدي برّاق يتجاوز وزنه 30 قيراطًا. أما العدسات غير التقليدية، فلم يكن الغرض منها مجرد تحسين البصر. على ما هو عليه معظم الأشياء في العصور القديمة، فإن للنظارات أيضًا أهمية روحية مرتبطة بها: التنوير. فبينما كان يُعتقد أن الألماس ينير عقل المرء، زُعم أن الزمرد يمتلك قدرة علاجية وقوة لصد الشرور.

في عام 1890، جرى دمج العدسات في إطارات جديدة مرصعة بأحجار الألماس الوردية.
 
يُذكر أن إمبراطورية المغول في الهند تعود إلى ما بين عام 1526 وعام 1858، وقد تأسست على يد ظهير الدين بابر وامتدت أراضيها لتشمل أنحاء واسعة من شبه قارة الهند.

نظارتان من الألماس والزمرد تُسحبان من مزاد سوذبيز

انفوجراف