دار الجواهر الفرنسية تكشف عن مجموعة Contemplation وتتفوق في الإتيان بابتكار طموح يسبق أوانه.

 

ماذا قد يحدث إن كان الحجر الكريم الذي تمتلكه نادرًا إلى حد أن يستحيل تصنيفه رسميًا؟ نجحت دار بوشرون في أن تقدّم ترجمة واقعية آسرة لهذا المفهوم العابر من خلال مجموعتها الجديدة من الجواهر الراقية.

انطلقت المديرة الإبداعية للدار كلير شوان من فكرة ترتكز إلى التأمل وسعت إلى توثيق جوهر السماء في قلادة، فراحت تبحث عن المادة الملائمة لتحقيق غايتها. قادها البحث على محرك غوغل إلى الدكتور يانيس ميكالوديس، الفنان اليوناني والعضو المنتسب سابقًا في فريق أبحاث معهد ماساتشوستس للتقنية، الذي كان يعمل على تطبيقات للهلام الغازي في الفنون البصرية. الهلام الغازي مادة تستخدمها وكالة ناسا لالتقاط الغبار النجمي، ولتوفير عازل لمركباتها المخصصة لاستكشاف المريخ من طرازMars Exploration Rover.  تتكون هذه المادة من الهواء بنسبة %99.8 ومن ثاني أكسيد السيليكون بنسبة %0.2 فقط، وتنتج صباغًا أزرق متفردًا يحاكي في ظل ضوء معيّن لون السماء ساعة المغيب. لم يسبق قط أن استُخدم الهلام الغازي في قطاع صياغة الجواهر.

تقول شوان إن تشكيل هذه المادة في هيئة حجر بطول ستة سنتيمترات يبدو أشبه بحجر بقطع الكابوشون اقتضى كثيرًا من المحاولات والأخطاء، فضلاً عن 857 ساعة من العمل لإنجاز كامل تفاصيل العقد، وإن كانت لا تشغل نفسها باحتساب الوقت. يتوافر الهلام الغازي بداية في هيئة هلام تشتمل مسامه على الكحول. يُسخّن الكحول ويُعرض للضغط إلى أن يتبخر، فلا يبقى في بنية المادة سوى الهواء في معظمها، ومقدار ضئيل جدًا من ثاني أكسيد السيليكون، هذا المركب الصلب الذي يكاد يكون عديم الوزن. تقول شوان: « لكن الهلام الغازي لا يشبه أي حجر يمكن قصه. حاولنا في البدء أن نبتكر قطرة من السائل عبر سكبه في زجاج سيليكات البورون، لكن الزجاج تحطم. ابتكرنا بدلاً من ذلك قالبًا معدنيًا للقطرة، ثم عمد ياني إلى وضع القطرات داخل القالب وتسخينه وضغطه للحصول على الشكل المنشود للقلادة.»

كانت النتيجة عقد Goutte de Ciel قطرة من السماء، حيث أحيطت القلادة بقشرة من البلور الصخري ثُبتت إلى الذهب الأبيض وازدانت بما مجموعه 6,162 ألماسة دائرية يبلغ وزنها الإجمالي 108.17 قيراط. إنه عقد متفرّد لن يكون له مثيل أبدًا. تقول شوان: «كان هذا الابتكار مثاليًا لفكرة مجموعة Contemplation. لكني بتُّ أعلم أي موضوع سأختار لمجموعتي المقبلة، ولن أستخدم فيها الهلام الغازي. »

تقر شوان بأنه لا يمكن تحديد قيمة حقيقية للحجر المصنوع من الهلام الغازي بسبب ندرته، لكنها تؤكد أن الندرة هي العنصر الأهم، وتقول: «من الضروري جدًا أن تكون هذه الجواهر متفرّدة. »

عندما يتعلق الأمر بمستقبل بوشرون، يبدو جليًا أن الماضي وحده لا يشغل فكر دار الجواهر الأقدم في فردوس الجواهر الراقية في جادة فاندوم الباريسية. يقدر ثمن العقد بنحو 667 ألف دولار.