لا حاجة بك إلى أن تكون بطلا خارقا لتتمكن من الطيران 

في سياق رحلات الطيران الاختبارية  المشرعين في مجال الطيران

يدرسون سبل التعاطي مع الحقائب الطائرة

 

تدثرتُ مؤخرًا بسروال من الألمنيوم، وطبقات من الملابس المضادة للنيران، وانتعلت حذاء طويلاً ثقيلاً. لم أكن أتهيأ لمكافحة الحرائق فوق مرتفعات كاليفورنيا الجنوبية. بل كنت على وشك التحليق بحقيبة طائرة كان مالكها حريصًا على ألا يحرقني لدى الإقلاع هواءُ المحركات النفاثة الذي تبلغ سخونته ألف درجة. بعد أن ثبّت سِدادتي الأذنين، واعتمرت الخوذة، ودارت المحركات، أصبحت جاهزًا للإقلاع. لا شك في أن الارتفاع فوق أعمدة قوة الدفع يندرج حقيقة في فئة الأحلام، إلا أن الضرر سيكون فادحًا ومؤذيًا جدًا لو أخفقت المهمة. تولى ديفيد مايمان، أحد مبتكري هذه الآلة، المنتجة للحرارة والضجيج والكوارث المحتملة، تعليمي أصول التحكم بها. ويعتمد تصميم مايمان الأحدث للحقيبة الطائرة الممهورة بتوقيع JetPack Aviation على ستة محركات نفاثة صغيرة (كان النموذج الذي اختبرته يشتمل على محرّكين أكبر حجمًا) موضوعة في حقيبة للظهر تزن تسعين رطلاً. فيما يكمّل الحقيبة مقبضان يدويان للتحكم بالارتفاع والسرعة والانعطاف، يتيح تثبيت المحركات إلى دعامة ثنائية المحاور الدوّارة التحركَ بالحقيبة الطائرة في اتجاه أمامي أو خلفي أو جانبي.

 

حقيبة الطيران من JetPack Aviationa

 

أتاح التحريك الخفيف والدقيق لمقبضي التحكم تحرير ساقيّ من الثقل، فوجدتني فجأة أطير مبقيًا على جسدي ساكنًا قدر الإمكان للحؤول دون أن تدفعني المحركات في اتجاه لا أريد بلوغه. ارتفعت في الهواء حتى علو عشرين قدمًا أو ثلاثين قدمًا فقط مدعومًا بنظام من حبال النجاة. لكن الأشخاص الموجودين على الأرض بدأت أراهم أصغر حجمًا. أما في حالة الطيار المتمرس على التحليق بحقيبة طائرة، فمن الممكن له نظريًا أن يبلغ ارتفاع 10 آلاف قدم، أي إلى ذاك العلو الذي سيحتاج المرء فيه إلى الأكسجين.

 

طيار يحلق بحقيبة الطيران من JetPack Aviation.
طيار يحلق بحقيبة الطيران من JetPack Aviation.

 

لكن المشرّعين في مجال الطيران ما زالوا يدرسون سبل التعاطي مع الحقائب الطائرة. يُنظر مثلاً إليها في الولايات المتحدة الأمريكية بوصفها طائرات صغيرة قادرة على التحليق على ارتفاع منخفض بعيدًا عن المناطق الحضرية. سيعلّم مايمان أي شخص الطيران في مهلة تراوح بين سبعة أيام وعشرة أيام مقابل مبلغ يقارب خمسين ألف دولار. كما أنه يوفّر للراغبين فرصة اختبار هذه التجربة طيلة يوم كامل مقابل 4٫950 دولارًا.

 

"من الممكن نظريا التحليق إلى ارتفاع 10 آلاف قدم، أي إلى ذاك العلو الذي سيحتاج المرء فيه إلى الأكسجين"

 

كُشف أخيرًا عن نظام دفع فردي منافس لهذه الحقيبة الطائرة، وإن كان هذا الأمر يبدو مستبعدًا. ففي مهلة لم تتجاوز سنتين، أنتجت شركة Gravity Industries التابعة لريتشارد براونينغ، التي تتخذ من بريطانيا مقرًا لها، بذلة حقيقية تحاكي بذلة الرجل الحديدي في فيلم Iron Man. صحيح أنّ إتقان التحليق ببذلة براونينغ الطائرة أصعب من الطيران بحقيبة مايمان، إلا أن براونينغ باع نموذجين من هذه البذلة مقابل 340 ألف جنيه إسترليني (أي ما يعادل 446 ألف دولار) لكل نموذج، وشمل هذا المبلغ كلفة التدريب على الطيران. كما أنه سيعلّم الأفراد من غير مالكي البذلات الطائرة الطيران باستخدامها مقابل 15 ألف جنيه إسترليني (أي نحو 20 ألف دولار) لليوم الواحد.

 

لبستُ البذلة، وكان يدعمها محرك نفاث واحد مثبّت إلى ظهري (مع خزان للوقود)، وأربعة محركات إضافية يحتضن كل اثنين منها جراب يمتد فوق الساعد، فضلاً عن زناد للصمام الخانق جُهّز به الجراب الأيمن. وفيما خلا بعض الأنظمة الإلكترونية التي تحول دون انفجار البذلة، تقتصر مكوّناتها على هذه العناصر. أما وجهة قوة الدفع وكيفية استخدامي لها فأمران مرهونان بالجهة التي أصوّب ذراعيّ نحوها. لا تشكل موازنة إجمالي قوة الدفع التي تنتجها المحركات الخمسة، والتي تعادل 380 رطلاً، مهمة سهلة. لكن ما إن تعلمت في أي زاوية يجدر بي أن أثبت ظهري وذراعيّ للارتفاع فوق تلك الأمواج الساخنة من القوة التي يضخها وقود الكيروسين، حتى علوت عن سطح الأرض برفق، لكن مصحوبًا بهدير صاخب.

 

في كلا النظامين، تقارب مدة الطيران عشر دقائق (بحسب وزن الشخص). وبالرغم من أن مايمان يزعم أن نظامه يتيح بلوغ سرعة تزيد على 200 ميل/الساعة، إلا أن السرعات التي شهدناها إلى الآن أقرب إلى ثلاثين ميلاً/الساعة. لكن ما إن تُحل المسائل المتعلقة بالقوانين التنظيمية فلن تقف الإمكانات عند أي حدود.

 

 

للاستعلام عن سبل شراء أي من النظامين عن طريق JetPack Aviation أو Gravity Industries، يمكنكم التواصل مباشرة مع ديفيد نايمان [email protected] أو مع ماريا [email protected] على التوالي.
www.jetpackaviation.com
www.gravity.co