مصممون يوظفون مقارباتهم غير التقليدية في إضفاء طابع متفرد على المساحات الداخلية لليخوت.

  

 

قد تستأثر المنصات الضخمة المخصصة لهبوط الطائرات المروحية والواجهات الزجاجية شاهقة الارتفاع بالأنظار. لكنْ لعناصر التصميم الداخلي تأثير مماثل على الطابع المميز لأي يخت. وبالرغم من أن المصممين الثلاثة الذين نستعرضهم فيما يأتي يمتلكون رؤى يختلف بعضها عن بعض كل الاختلاف، إلا أن كلاً منهم قادر على إضفاء جرعة تمايز صحية على قاربك. فالجوهر يبقى الأساس على ما يُقال. 

 

الانطباعي

يحتفي التصميم الذي ابتكره استوديو وينش ديزاين لليخت إكسيلانس البالغ طوله 262 قدمًا بمجموعة السيارات الخاصة التي يمتلكها هيرب تشامبر، صاحب اليخت. استُلهم كل تصميم على متن اليخت، من الخزائن إلى الأرائك، من تفاصيل تزهو بها مركبات شهيرة مثل السيارات من طرازي بوغاتي رويال وفيراري دايتونا سبايدر. بل إن فواصل النوافذ المصنعة بحسب الطلب تذكّر أيضًا على نحو غير متكلف بلوحة القيادة في سيارة من طراز مرسيدس تعود إلى ستينيات القرن الفائت. تقول المصممة ليزي هارت من استوديو وينش ديزاين: "إن للقطعة المبتكرة بحسب الطلب المقدرة على سرد القصة التي تقف وراء مفهوم التصميم." أما القطعة المفضلة عندها، فتتمثل بأريكة على متن السطح الأعلى ألهمت تصميمها سيارة من طراز كاديلاك. تقول هارت: "تجذبك الأبعاد الضخمة، والشكل المتعرج، والكسوة القماشية الناعمة، فيما الشبك المعدني والزخارف الجلدية تشي بأنك تجلس في مقعد مميز".     

 

الحداثي

يقول المصمم الإيطالي كريستيانو غاتو إن قطع الأثاث لا تساعد على ابتكار حكاية فحسب، بل تتحول في غالب الأحيان إلى البؤرة المركزية في أي يخت. أما تصاميمه العصرية لليخت هوم الممتد بطول 163 قدمًا، فيتركز الاهتمام فيها على الارتقاء بما يسميه "تفاصيل يُستهان بها" مثل حامل أحذية يشبه في تصميمه منحوتة حديثة، أو حامل كتب دائري الشكل له أغراض وظيفية وجمالية على حد سواء. كما يقول غاتو إن تصميم قطع الأثاث "يختص بالبحث الذي يحقق التوازن بين الشكل والوظيفة"، هذا التوازن الذي يتجسّد على نحو ملحوظ في المجلس العلوي على متن اليخت هوم. أما قطعة الأثاث الحداثية المميزة لهذا المجلس، فتتمثل بتركيبة الإنارة RBGW التي ينبعث منها ضوء كثيف "يعزز الطابع الوظيفي الاجتماعي للمكان حتى وإن كان مصممًا من حيث كونه فسحة خاصة أكثر حميمية" على ما يقول غاتو.  

 

نصير الطبيعة  

تدفع عناصر التصميم المنتقاة بعناية التي يستخدمها سام سورجيوفاني بمفهوم الاستدامة في مسارات غير متوقعة، وتمنح لمخلفات النفايات "حياة ثانية" عندما تتحول إلى جزء من قطع الأثاث الفاخرة التي يصممها. فحراشف السمك التي تشكل مثلاً كسوة للنضد المحاذية للأسرّة على متن اليخت الفاره نيرفانا Nirvana تضفي تأثيرًا مشابهًا لمظهر الجلود. يقول سورجيوفاني: "نسلط الضوء على المخلوقات البحرية عبر استخدام حراشف الأسماك"، ويشير إلى أن تصاميمه، التي يستخدم فيها أيضًا الأصداف، والبذور، ولحاء الخشب، والحجارة، تُبرز المواد غير التقليدية "في أبهى حلة".