بطولة سباقات المركبات الكهربائية تنطلق في موسمها السابع من حلبة الدرعية السعودية في جولتين مسائيتين اختُتمتا بتتويج سام بيرد من فريق جاغوار رايسنغ في المركز الأول.

 

بالرغم من القيود على السفر والإجراءات الصارمة التي فرضتها جائحة كورونا، إلا أن هواة بطولة فورمولا إي ظلوا قادرين على متابعة انطلاقة الموسم السابع من سباقات المركبات الكهربائية عن بعد عبر شاشات التلفزة. في يوم الجمعة السادس والعشرين من شهر فبراير شباط الفائت، استضافت حلبة الدرعية في المملكة العربية السعودية على مدى يومين السباق الافتتاحي لدورة هذا العام من البطولة التي تشتمل على 14 جولة في دول مختلفة عبر القارات الخمس.

تستضيف حلبة الدرعية هذه البطولة للموسم الثالث على التوالي، مستقطبة الأنظار مجددًا إلى المدينة التي تستعيد حضورها على خارطة السياحة السعودية من حيث كونها منطقة تاريخية ذات قيمة ثقافية وتراثية، على ما يشهد في رحابها مثلاً قصر طريف الذي ارتفع بنيانه في القرن الخامس عشر، والمدرج اليوم على قائمة اليونسكو لمواقع التراث الإنساني العالمي. أما اللافت لهذا الموسم، فكان تنظيم جولتي السباق للمرة الأولى في تاريخ هذه البطولة، التي يشارك فيها اثنا عشر فريقًا عالميًا، في المساء. أضيء لهذه الغاية مسار الحلبة، الممتدة بطول 2,495 كيلومترا يتخللها 21 منعطفًا، بكشافات ضوئية تعمل بتقنية الصمامات الثنائية الباعثة للضوء التي تستمد الطاقة من مصدر مستدام، وذلك في إطار تطبيق أفضل المبادرات العالمية بمجال الاستدامة البيئية والاقتصادية، المتماشية مع برامج "رؤية المملكة 2030".

أما أبرز الفرق المشاركة في السباق، فكانت إنفيجن فيرجن رايسنغ Envision Virgin Racing من بريطانيا، وبي إم دبليو أندريتي موتورسبورت BMW Andretti Motorsport من الولايات المتحدة الأمريكية، وماهيندرا رايسنغ Mahindra Racing من الهند، وتاغ هوير بورشه Tag Heuer Porsche ومرسيدس إي كيو Mercedes – EQ Formula E team من ألمانيا، وجاغوار رايسنغ Jaguar Racing من بريطانيا.

 

سباق الدرعية

 

كان الفوز في الجولة الأولى من نصيب نِك دي فرايز من فريق مرسيدس إي كيو الذي تقدم على إيدو مورتارا من فريق روكيت فينتوشري رايسنغ ROKIT Venturi Racing من موناكو بفارق أربع ثوان تقريبًا، يليهما في المركز الثالث النيوزيلندي ميتش إيفانز الذي قاد فريق جاغوار رايسنغ إلى منصة التتويج في الجولة الافتتاحية على متن سيارة جاغوار طراز Jaguar I-TYPE 5 محققًا لفريقه 15 نقطة. أما زميله البريطاني سام بيرد، فنجح في تصدّر سباق الجولة الثانية محققًا فوزه العاشر في بطولة فورمولا إي، والفوز الأول له مع جاغوار رايسنغ.

لم يكن السباق سهلاً على ما يقول بيرد الذي انطلق من المركز الثالث ليخوض منافسة محمومة على الحلبة مع الهولندي روبن فرينز، سائق فريق إنفيجن فيرجن رايسنغ. ظلّ السائقان يتنافسان على صدارة السباق، المكوّن من 29 دورة حول الحلبة، إلى أن تقدّم بيرد وجرى الإعلان عن انتهاء السباق قبل موعده المقرر بخمس دقائق. ففي الدورة السادسة والعشرين من السباق، رُفع العلم الأحمر جراء حادثي اصطدام وقع أحدهما بين سيارتي ميتش إيفانز والبريطاني أليكس لين (من فريق ماهيندار رايسنغ) ووصفه بعض السائقين المشاركين بالأقوى في تاريخ البطولة التي يُتوقع أن تنطلق الجولة الثالثة منها لهذا الموسم في روما بتاريخ العاشر من أبريل نيسان المقبل. حل فرينز في المركز الثاني، فيما كان المركز الثالث من نصيب البرتغالي أنطونيو فيليكس دا كوستا من فريق DS TECHEETAH.

 

سباق الدرعية

 

في ختام السباق، صرح جيمس باركلاي، مدير فريق جاغوار رايسنغ قائلاً: "إنها انطلاقة رائعة لنا في هذا الموسم مع وصولنا مرتين إلى منصة التتويج. يشهد ذلك على ما يوظفه الفريق من جهد وخبرة للتعامل مع مختلف جوانب الأداء، بما في ذلك طراز Jaguar I-TYPE 5."

يُعد هذا التصريح أيضًا مؤشرًا إلى أهمية هذه البطولة التي تتيح للصنّاع اختبار تقنيات جديدة للمركبات الكهربائية بما يساعد على تشكيل ملامح مستقبل النقل، الأمر الذي توليه جاغوار أهمية بالغة على ما تشهد مهمة فريق السباق المعروفة باسم "التسابق إلى الابتكار" Race to Innovate.