من أكثر المفاجآت التي يتعرض لها محبو الشاي عند السفر، الاختلاف الشاسع بين ما اعتادوه في بلادهم وما يحصلون عليه في الخارج. ورغم كونه مشروبًا عالميًا، إلا أن تنوعه من مكان لآخر لا يقتصر على طريقة التحضير أو اللون أو الرائحة، بل يشمل التاريخ أيضًا، لأنه ليس مشروبًا حديثًا، إذ يرتبط ارتباطًا وثيقًا بحضارات الشعوب، لدرجة أن بعض المسافرين يحضرون معهم الشاي الخاص بهم، حتى يذكرهم بعائلاتهم وبلادهم حال شعروا بالوحدة. ولأنه من أكثر المشروبات المفضلة عالميا، نستعرض أغلى أنواع الشاي في العالم وأجودها.

أغلى أنواع الشاي في العالم وأجودها

تشتهر منطقتنا العربية بأنواع مختلفة من الشاي، أبرزها الشاي الأسود بالنعناع، والشاي الأسود بالقرفة، وشاي البردقوش، وبالطبع شاي الزهورات الشامية الذي ينتشر في لبنان وسوريا، وشاي لويزة بالليمون المفضل لدى المغاربة، وشاي المريمية الذي تشتهر به منطقة البحر المتوسط. وعلى المستوى العالمي، يفضل الصينيون الشاي الأسود والأولونغ، بينما يفضل اليابانيون الشاي الأخضر مثل ماتشا وجيوكورو.

وبالطبع لا بد من ذكر أبرز أنواع الشاي الأسود البريطاني مثل إيرل غري. أما في الهند، فالأفضلية للتشاي. وإن كنت تبحث عن مذاق أكثر قوة، فاطلب الأنواع الأمريكية الجنوبية مثل البهشية البراغوانية.

ورغم أن انتشار هذا المشروب يرجع أيضًا إلى سهولة تحضيره وانخفاض تكلفته، إلا أن ثمة أنواعًا منه باهظة الثمن، نتيجة لندرتها وتاريخها الاستثنائي. وأغلى شاي في العالم هو الشاي الصيني "دا هونغ باو" الذي يساوي وزنه ثلاثين مرة ذهبًا، إذ يبلغ سعر الغرام الواحد منه في المتوسط 1200 دولار، أي أن إعداد الإبريق الواحد قد يكلف أكثر من 8 آلاف دولار.

وترجع الأسعار المتفاوتة للغرام إلى أنه يُباع في المزادات فحسب. في عام 2005، بيع 20 غرامًا من هذا الشاي مقابل 30 ألف دولار، وهو أعلى سعر مسجل حتى الآن، بمتوسط 1500 دولار للغرام الواحد.

يعد شاي دا هونغ باو أحد أنواع شاي أولونغ، ويعود تاريخه إلى عهد أسرة مينغ، ويعني اسمه في العربية "عباءة حمراء كبيرة". وترجع هذه التسمية إلى تبرع إمبراطور صيني خلال عهد أسرة مينغ بعباءته للحصول على جرة من شاي دا هونغ باو لمساعدة والدته المريضة.

يأتي أفضل نوع من شاي دا هونغ باو من ست أشجار فقط في جبال وويي داخل مقاطعة فوجيان الصينية. ورغم ندرته، فقد حصل الرئيس الأمريكي السابق نيكسون على 200 غرام منه هدية خلال زيارة رسمية، تأكيدًا على السلام والصداقة بين البلدين.

يُذكر أن مكانة شاي دا هونغ باو تخطت الحدود الصينية، إذ نجح عالم النبات البريطاني روبرت فورتشن، في عام 1849، في سرقة بذور هذه الأشجار وزرعها في الهند، وعندما وصلت هذه البذور إلى الهند، اندمجت مع الشاي الهندي، لتبدأ صناعة تدر الآن مليارات الدولارات سنويًا.

تشتهر الصين بنوع آخر من الشاي الثمين، وهو "باندا دونغ" وترجمته إلى العربية "روث الباندا"

تشتهر الصين بنوع آخر من الشاي الثمين، وهو "باندا دونغ" وترجمته إلى العربية "روث الباندا"، إذ يُستخدم روث الباندا في هذه الحالة كسماد فقط في عملية إنتاج هذا النوع من الشاي.

وترجع ندرة هذا الشاي إلى ندرة حيوان الباندا نفسه، الذي يعد من الحيوانات الصينية المهددة بالانقراض، إذ لا تتخطى أعداده ألفًا الآن. ورغم تصنيف حيوان الباندا ضمن آكلات اللحوم، إلا أنه يتغذى على الخيزران بنسبة 99%. ويمتص حيوان الباندا 30% فقط من العناصر الغذائية للخيزران، وتخرج النسبة المتبقية في الفضلات التي تُستخدم سمادًا لزراعة هذا الشاي وغيره من النباتات.
يُزرع شاي روث الباندا في جبال يان بمقاطعة سيتشوان الصينية، ويبلغ سعر الخمسين غرامًا منه في المتوسط 3500 دولار.