في أعماق المحيط، تنبثق واحدة من المواد الطبيعية الأشد ندرة على وجه الأرض وهي العنبر الرمادي. هذه المادة العطرية النادرة التي تتشكّل داخل أجسام حيتان العنبر وتُقذف إلى سطح البحر بعد رحلة طويلة في قلب الطبيعة، لطالما سحرت صنّاع العطور منذ قرون، بما تحمله من رائحة غامضة تجمع بين النغمات الخشبية والمسك الترابي الدافئ.
من هذه المادة التي تفوق الذهب ندرةً، استلهم العطّار الفرنسي فرانسيس كوركجيان ابتكاره الأحدث، مقدّمًا إصدارًا فائق التفرّد من عطر Baccarat Rouge 540، يحمل اسم Édition Millésime.
هذا الإصدار الاستثنائي يُعد تتويجًا لمسيرة من الإبداع والجرأة التي ميّزت كوركجيان، والذي لم يكتفِ بإعادة تعريف مفهوم الفخامة في عالم العطور، بل قرر أن يدفع حدودها إلى أقصى مدى.
فبعد أن اعتمد في النسخة الأصلية على صيغة اصطناعية من العنبر الرمادي مستخلصة من عشبة المريمية، أراد هذه المرة أن يخوض تجربة العمل مع المكوّن الطبيعي النادر نفسه، في رحلة بحث أقرب إلى المغامرة العلمية منها إلى العمل الفني.
Maison Francis Kurkdjian
لتحقيق ذلك، انضم كوركجيان إلى فريق منظمة Longitude 181 البيئية، التي أسسها أحد تلامذة عالم المحيطات الشهير جاك كوستو، وقد أمضى كوركجيان أسابيع في عرض البحر ليتعرف عن قرب على حيتان العنبر وأنماط هجرتها. وهناك، بدأ رحلته في فهم كيفية تكوّن العنبر الرمادي وطريقة استخراجه من قلب المحيط.
وبالتعاون مع وسيط متخصص في تجارة هذه المادة الثمينة، حصل كوركجيان على كتلة طبيعية من العنبر الرمادي، عمد إلى طحنها بعناية وتحويلها إلى مسحوق ناعم، ليستخلص منها رحيقًا عطريًا فريدًا من نوعه. وهكذا وُلد عطر Baccarat Rouge 540 Édition Millésime، بوصفه بيانًا فنيًا يرسم ملامح جديدة للندرة والجمال في عالم العطور الراقية.
ولتعزيز تفرّد هذا الابتكار، اختار فرانسيس كوركجيان أن يجعل الإصدار الجديد محدودًا على نحو استثنائي، لا يتاح منه سوى 54 قارورة كل عام على مدى عشر سنوات مقبلة في خطوة تؤكد التزام دار فرانسيس كوركجيان Maison Francis Kurkdjian بقيم الندرة والحرفية الرفيعة.






