من النادر أن نرى مزيجًا ناجحًا من التصميم الأنيق والاستدامة، ويرجع ذلك إلى أن المواد المستدامة في العادة لا تتشكل بسهولة بين أيدي الحرفيين والمصممين المهرة. ولكن الاستوديو البريطاني لتصميم اليخوت وينش ديزاين Winch Design تمكن من كسر هذه القاعدة عبر الكشف عن يخت Flexplorer 146 الأحدث الذي يبلغ طوله 44 مترًا والذي ايتُمر مفهومه بالتعاون مع  Cantiere delle Marche. 

بُني اليخت تلبيةً لطلب أحد زبائن الشركة من ذوي الضمير البيئي اليقظ، وهو يخطط للبقاء في اليخت لفترات طويلة، ويرغب في أن يكون يخته صديقًا للبيئة بأفضل شكل ممكن. لذا تسود معاني الاستدامة اليخت  Flexplorer 146 بدايةً من لون الهيكل الخارجي والمواد المستخدمة فيه حتى لمسات التصميم الداخلي والأثاث. 

لم يكتف استوديو التصميم بالاعتماد على المواد التي يقال إنها صديقة للبيئة، بل قام بتحليل مختلف المكوّنات المستخدمة في تجهيز كل ركن داخل المقصورة للتأكد من أثرها على البيئة والاطمئنان إلى أنها لن تلحق الضرر بالمحيطات والبحار التي يسافر اليخت عبرها. 

 استوديو وينش ديزاين يكشف عن أكثر اليخوت استدامةً

Winch Design

امتد الاهتمام بالبيئة في التصميم الداخلي إلى أبعد من المواد، إذ اعتمد الاستوديو على الألوان والخامات الطبيعية بالكامل التي تؤكد فلسفة الاستدامة، مثل أخشاب البامبو والأحجار لصناعة الطاولات والأرضيات الخشبية التي ابتكرتها علامة Mafi.

كما اختار الاستوديو سجادًا مصنوعًا من شباك صيد السمك المعاد تدويرها، وبنى الحوائط باستخدام قشور البيض المعاد تدويرها والمعالجة تقنيًا، واستخدم أيضًا مزيجًا من النسيج المصنوع من الأعشاب والأصداف البحرية لتشكيل السقف وتثبيته بشكل جيد. 

ولكن هذه العناصر الطبيعية كلها لا ترقى إلى مستوى الابتكار الأكبر على متن هذا اليخت، إذ يتوسطه حائط أخضر كبير وصفته الشركة بأنه حائط حي، وذلك لأنه صنع بالكامل من الطحالب المحفوظة لتظل على قيد الحياة أطول فترة ممكنة. وسوف يكون هذا الحائط محط الأنظار في اليخت إلى جوار السلم الرئيس فيه. 

وأما الأثاث، فقد صُنع من أجزاء معاد تدويرها من الخشب مع النخيل المعالج تقنيًا ليشابه الجلد. وقد تمكن الاستوديو من ابتكار قطع أثاث تشبه الأعمال الفنية التي تزيد من بهاء المقصورة الداخلية. 

 استوديو وينش ديزاين يكشف عن أكثر اليخوت استدامةً

Winch Design

ستكون منظومة الطاقة التي يعتمد عليها اليخت أيضًا صديقة للبيئة، إذ تتماشى مع معايير المنظمة البحرية الدولية IMO من المستوى الثالث التي تعد من أقسى معايير مقاومة الانبعاثات الكربونية. وبالرغم من أن الشركة لم تكشف بعد عن تفاصيل منظومة الطاقة ومقدار قوتها، إلا أن التوافق مع معايير المستوى الثالث للمنظمة البحرية لليخت، الذي يتوقع أن يكتمل بناؤه في عام 2025، سيجعله قادرًا على الإبحار في المحميات الطبيعية، وهو ما سيقدم تجربة بحرية مختلفة تمامًا عما تتيحه الكثير من اليخوت الأخرى. 
 
من الجدير ذكره أيضًا أن الاستوديو اختار حوض تنفيذ التصميم بناءً على البصمة الكربونية التي يتركها خلفه، وذلك إيمانًا منه بأهمية الاستدامة حتى في عملية بناء اليخت وليس في المواد المستخدمة فيه فحسب. وقد وصفت الشركة هذا اليخت بأنه أحد النقاط الفاصلة في تاريخها وفي تاريخ اليخوت البحرية بشكل عام.