صنّاع الأزياء والكماليات يستعدون لتصدي التحديات البيئية والاستجابة لجيل جديد من المستهلكين الباحثين عن خيارات حياتية أفضل من خلال الأناقة المستدامة.

لم يعد الحديث عن الاستدامة موضوعًا طارئًا. بل إن هذا المفهوم تحوّل إلى أولوية تتصدّر اهتمامات قطاعات إنتاجية مختلفة تنشط في مواكبة مساعي الحكومات والمنظمات العالمية إلى التصدّي لأزمة التغيّر المناخي والحد من الانبعاثات الكربونية. في عالم وسائل النقل مثلاً، تتسارع وتيرة التحوّل إلى مصادر الطاقة الكهربائية من حيث كونها بديلاً عن محركات الاحتراق الداخلي، بموازاة البحث عن وقود صديق للبيئة. يتكرّر المشهد أيضًا في قطاعات أخرى تشمل التطوير العقاري والبنى التحتية، والسياحة والسفر، والمطاعم وإنتاج الغذاء، حتى الأزياء.

الواقع هو أن صناعة الأزياء شهدت نموًا مهيبًا في مطلع القرن الحادي والعشرين، لكنه نمو ترافق أيضًا مع دخولها حقبة "الأناقة السريعة " في ظل زيادة نسبة شراء المستهلكين للملابس بنحو 60% بين عام 2000 وعام 2014 مقارنة بما كان عليه الحال قبل 15 عامًا.

وفيما بلغت نسبة إنتاج الملابس الضعف في الفترة نفسها، تفاقمت تأثيرات هذه الصناعة على البيئة. في تقرير نشرته شركة ماكنزي أند كومباني العام الفائت تحت عنوان Fashion on Climate (تأثيرات عالم الأزياء على المناخ)، أشار الباحثون إلى أن قطاع الأزياء وحده أنتج سنة 2018 نحو 2.1 مليار طن متري من انبعاثات غازات الدفيئة. ما عاد خفيًا على أحد أن صناعة الأزياء تخلّف بصمة كربونية هائلة، فضلاً عن استنفاد بعض الموارد الطبيعية، فتسهم من خلال عملياتها في أزمة التغيّر المناخي.

ربما تأخرت استجابة هذا القطاع للنداءات الملحة إلى إحداث تغيير جذري على مستوى عملياتها وأنشطتها، لكن دورًا عدة أعادت النظر خلال السنوات الأخيرة في حساباتها ليتبيّن لها أن المستقبل رهن بالتصدي للتحديات البيئية والتكيّف مع متطلبات جيل جديد من المستهلكين الراغبين في القيام بخيارات أفضل عندما يتعلق الأمر بأسلوب عيشهم ومأكلهم وملبسهم.

في مقطع مصوّر حول مستقبل الأزياء المستدامة نشرته ماكنزي أند كومباني في شهر ديسمبر كانون الأول العام الفائت على موقعها، كانت الخلاصة أن المستهلكين سيتوقعون من علامات الأزياء التركيز أكثر على الاستدامة، وسيطالبونها بذلك. في المقطع نفسه، يقول كارل – هندريك ماغنوس من ماكنزي فرانكفورت: "إننا على يقين أن الميل إلى علامة ما والولاء لها سيكون مستقبلاً رهنًا بما يمكن لهذه العلامة أن توفّره للمستهلك على مستوى الاستدامة".

في عالم الأزياء الفاخرة، تسلك اليوم الدور التي تنبّهت إلى هذا الواقع الجديد سبلاً مختلفًا على درب تحقيق الأناقة المستدامة، لتشمل مقارباتها الامتناع عن استخدام فراء الحيوانات وجلودها في منتجاتها، أو العمل على تطوير خامات جديدة من مصادر نباتية أو مواد معادة التدوير، وصولاً إلى تبني مقاربات تتصدّى لمفهوم الاستهلاك السريع من خلال فلسفة معاكسة تقوم على مبدأ "أقل ولكن أفضل". نستعرض في ما يأتي بعض المبادرات والمساعي والابتكارات التي أطلقتها مجموعات ودور تنشط اليوم في بناء ظاهرة "الترف المستدام".

ابتكارات الأناقة المستدامة

إليكم في ما يلي ابتكارات مستدامة لأشهر العلامات والدور التجارية:

Brunello Cucinelli - مقاربة شمولية

يقارب برونيللو كوتشينيللي الأناقة المستدامة من منظور أوسع. فالمصمم الذي ألفناه يغرّد خارج سربه، والذي تجلى حارسًا للتراث منذ أعاد إحياء قريته الإيطالية سولوميو حيث معقل داره اليوم، يتبنى نهجًا فلسفيًا يركّز على القيم الأساسية مثل الوقت، والبيئة، والعائلة، والكرامة الإنسانية، مختزلاً هذه الفلسفة في فكرته المتمايزة عن الرأسمالية الإنسانية التي يبني عليها إبداعه والمنظومة الخُلقية التي يحتكم إليها في داره. وفي ما يتعلق بالاستدامة خصوصًا، كان ملك الكشمير من أوائل المصممين الذين انشغلوا بتقديم ابتكارات تتصدى لعاديات الدهر، وتبنوا مفهوم "أقل ولكن أفضل".

يقول كوتشينيللي في هذا السياق: "إن التصميم الإيطالي يركّز على تلك الميزة التي تتيح لك ارتداء قطع الملابس نفسها عامًا تلو الآخر. يمكن تحقيق الأناقة المستدامة بطرائق مختلفة، لكني أعتقد أن التصميم الذي يعلو فوق التوجهات الآنية ويحافظ على استمراريته بمرور السنين يبقى عنصرًا أساسيًا لتحقيق هذه الغاية". بالرغم من أن المصمم الإيطالي يحيك إبداعاته من مواد فائقة الجودة تضمن استمراريتها، فإنه حرص بموازاة ذلك، انطلاقًا من خيار خُلقي على حد قوله، على أن تشكل الإصلاحات خدمة راسخة في داره. كانت البداية في أعقاب طرح منتجه من الكنزات المحبوكة من الكشمير سنة 1978 من خلال وحدة Riparazioni لإصلاح الكنزات التي تآكلت بسبب العث.

ثم تطوّرت هذه الخدمة، التي تُقدم للزبائن بغير أي كلفة، مع اتساع دائرة ابتكارات كوتشينيللي وباتت اليوم تشغل مبنى كاملاً في مقر الدار بإيطاليا وتشمل الحياكة، والحبك، وإعادة تبطين السترات، وإعادة صنع نعول للأحذية. في عام 2019، أجرت الدار نحو خمسة آلاف عملية إصلاح لزبائنها الموزعين في مختلف أنحاء العالم. يقول المصمم: "أتحدر من عائلة مزارعين. اختبرت خلال نشأتي حياة متواضعة. لم يكن يتأتى لنا ببساطة التخلي عن أشيائنا القديمة".

قد تكون هذه القيم التي نشأ عليها في صميم الأسباب التي دفعته أيضًا إلى إطلاق مبادرة Brunello Cucinelli for Humanity (برونيللو كوتشينيللي من أجل الإنسانية) في شهر يوليو تموز من العام الفائت بهدف توزيع الملابس الجديدة من الموسم الأخير إلى مؤسسات تُعنى بأصحاب الاحتياجات، محولاً الأزياء التي لا تُباع إلى هدايا خيرية. بلغت قيمة المخزون الذي تبرّع به المصمم نحو 35 مليون دولار.

Brunello Cucinelli - مقاربة شمولية / الأناقة المستدامة

Brunello Cucinelli - مقاربة شمولية / الأناقة المستدامة

Hermes Victoria - حقيبة هجينة تحقيقا لأناقة مستدامة 

يُقدر السوق العالمي للمنتجات الجلدية بأكثر من 400 مليار دولار أمريكي. وعندما يتعلق الأمر بجودة هذه المنتجات، فإن هرمز تفوّقت بما لا يقبل الشك في ترسيخ مكانتها بوصفها صانعًا يتقن ترويض الجلود وصياغتها في ابتكارات مستدامة بالغة الفخامة. لكن يبدو أن الدار التي تمرّست في هذه الصناعة لعقود وتمايزت فيها تمتلك أيضًا من حس ابتكار الأناقة المستدامة ما يتيح لها توسيع نطاق معالجتها للمواد الخام بما يلبي متطلبات البحث عن بدائل، أو أقله خيارات إضافية صديقة للبيئة.

في مجموعة خريف 2021 وشتائه، ضمّنت الدار ابتكاراتها نموذجًا من حقيبة فيكتوريا Victoria جمعت فيه بين قماش H plume وجلد العجول Evercalf ومادة جديدة مبتكرة وصديقة للبيئة. تُعد مادة سيلفانيا Sylvania، المصنوعة من المادة الطبيعية Fine Mycelium خير مثال على جيل جديد من المواد التي تتيح إنتاجها التقنيات الحيوية، وقد جرى تطويرها حصريًا للدار بالتعاون مع شركة MycoWork في كاليفورنيا.

ابتكرت الشركة المادة الطبيعية الخام Fine Mycelium من خلال مسار طورته لتعزيز الألياف الفطرية في أثناء نموّها بحيث تحاكي خصائص الجلد الطبيعي. يجري بعد ذلك نقل المادة الخام إلى مدابغ هيرميس في فرنسا لدباغتها وصقلها بما يساعد على تحسين متانتها قبل تشكيلها في محترفات الدار. تتميّز مادة سيلفانيا بملمس ناعم، وبلون كهرماني تغلب عليه مسحة عتق طبيعية.

Hermes Victoria - حقيبة هجينة من هرمز / الأناقة المستدامة

Hermes Victoria - حقيبة هجينة من هرمز / الأناقة المستدامة

Adidas - حذاء من الفطريات لأناقة مستدامة

كشفت شركة أديداس في شهر أبريل نيسان الفائت عن خطوة طموحة على طريق المساهمة في ابتكار عالم أكثر استدامة تُصنّع فيه أحذيتها الرياضية من مواد طبيعية بالكامل. تمثّلت هذه الخطوة بمفهوم حذاء جديد من طراز ستان سميث Stan Smith مشغول من مادة مايلو Mylo، الأمر الذي وصفته آيمي جونز فاترلوس، الرئيسة الدولية للمستقبل في شركة أديداس بقولها: "إن استخدام هذه المادة المبتكرة يدفع قدمًا بخطتنا الطموحة والجريئة للمساعدة على وضع حد للنفايات البلاستيكية. من الضروري أن نتعلم كيف نعمل مع الطبيعة وليس ضدها، وكيف نوظف جهودنا لاستنباط حلول مبتكرة باستخدام موارد قابلة للتجدد وفقًا لإيقاع مستدام".

تُعد مادة مايلو بديلاً طبيعيًا عن الجلود يُصنّع من الجذور المتجددة للفطر (Mycellium) التي تُستنبت في بيئة ترتكز إلى التقنية الثورية للزراعة الأفقية وتنمو في غضون أسبوعين قبل دباغتها ومعالجتها اللونية.

وقد تعاونت أديداس في مجال الأناقة المستدامة مع الشركة الأمريكية للتقنيات الحيوية Bolt Threads التي طوّرت مادة مايلو في الأصل سنة 2018 لتبادر بعض الدور إلى وضعها قيد الاختبار على غرار ستيلا ماكارتني التي قدّمتها في زيّ من قطعتين. لكنها المرة الأولى التي تُستخدم فيها هذه المادة اليوم لصنع حذاء رياضي عالي الأداء. يُذكر أن أديداس طرحت في وقت سابق من هذا العام طراز ستان سميث في نسخة Primegreen المصنوعة بنسبة 50% من مواد معادة التدوير.

Adidas - حذاء أديداس من الفطريات / الأناقة المستدامة

Adidas - حذاء أديداس من الفطريات / الأناقة المستدامة

Santoni - نهج الأناقة المستدامة للحفاظ على البيئة

على مدى أكثر من عشر سنوات، تبنّت دار سانتوني مقاربة مسؤولة للابتكار تجلت ترجمتها عمليًا في منتجات تُصنّع باستخدام مواد خام تُعالج بأساليب طبيعية وبالاعتماد حصريًا على الطاقة الشمسية في مقر الدار الرئيس بمنطقة لومارش الذي شيّد بنسبة 90% من مواد مستعادة وجُهز بأنظمة بنيوية تتيح استعادة مياه الأمطار وإعادة تدويرها.

هناك تُبتكر الجماليات بأسلوب خُلقي ومسؤول على ما يقول جوزيبي سانتوني، مؤسس العلامة ورئيسها التنفيذي الذي يضيف قائلاً: "إن الجمال ليس المحصّلة بل الوسيلة، وهذا أحد المبادئ التي ارتكزت إليها لتحويل نشاط العائلة إلى نموذج عن الإدارة المسؤولة. وغني عن القول أن الاستدامة تشكّل سمة راسخة في هذا النهج لأن التصرف بمسؤولية واجب".

أثمرت هذه الفلسفة عن مشروع Santoni Rethink الذي يركز على الاستدامة من خلال ابتكارات جديدة في الأناقة المستدامة الصديقة للبيئة، وتشمل أحذية خفيفة وطُرزًا أكثر رسمية تُستخدم في صنعها جلود قابلة للتحلل الحيوي خالية من الكروم ومدبوغة بمواد نباتية. تضم المجموعة أيضًا أحذية وحقائب رياضية مشغولة من جلود ومواد معالجة تقنيًا أو معادة التدوير على غرار المطاط والنايلون المستخرج من النفايات البلاستيكية.

Santoni - حذاء سانتوني نهج صديق للبيئة / الأناقة المستدامة

Santoni - حذاء سانتوني نهج صديق للبيئة / الأناقة المستدامة

LVMH - مركز للأبحاث حول الاستدامة

كانت المصممة ستيلا مكارتني Stella McCartney من أوائل المصممين الذين توجهوا إلى الأناقة المستدامة وامتنعوا عن استخدام فراء الحيوانات وجلودها والريش في الأزياء التي يبتكرونها، واجتهدت في البحث عن بدائل نباتية تكرّست بها الاستدامة إحدى القيم الجوهرية التي تلتزم بها علامتها التجارية. وفي أعقاب انفصالها عن مجموعة كيرينغ، سارعت مجموعة إل في إم إتش LVMH في عام 2019 إلى الاستثمار في علامة ماكارتني تحديدًا بسبب مقاربتها الصديقة للبيئة.

أما أحدث مساعي إل في إم إتش لتحقيق الاستدامة، فتشمل الإعلان مؤخرًا عن خطة لبناء مركز جديد في ساكليه بفرنسا يختص بالأبحاث حول الإنتاج المستدام. ستركز المنشأة التي يتوقع افتتاحها ما بين عام 2024 وعام 2025 على الأبحاث حول استخدام مواد جديدة، والتقنيات الحيوية المبتكرة، والبيانات الرقمية التي تساعد على الحد من البصمة الكربونية وتعزيز الممارسات الصديقة للبيئة.

تأتي هذه الخطوة انطلاقًا من إيمان المجموعة بأهمية العمل البحثي لتقييم التأثيرات البيئية للمواد الجديدة والتفكير جديًا في بعض العوامل مثل استهلاك الطاقة، وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون، والمحتوى البلاستيكي في المنتج، ونطاق استخدام المواد معادة التدوير. في تصريح إلى موقع WWD، قال جان – بابتيست فوازان، الرئيس التنفيذي للاستراتيجيات: "سيكون الإنتاج والبحث عن الحلول القوة الموجهة لمركز الأبحاث والتطوير، وفي صميم أهدافه التخلص نهائيًا من البلاستيك".

Gorodenkoff / مركز للأبحاث حول الاستدامة - LVMH

Gorodenkoff / Shutterstock / مركز للأبحاث حول الاستدامة - LVMH

Prada Re-Nylon - نايلون معاد التدوير على طريق الأناقة المستدامة

في عام 2019، أطلقت علامة برادا مجموعة حصرية من ست حقائب للرجال والنساء صيغت من نسيج إكونيل Econyl، المادة التي يعاد تدويرها من النايلون، والتي مهّدت الطريق أمام مسعى جديد للدار على طريق الأناقة المستدامة. فمشروع Re-Nylon من برادا، الذي اتسعت دائرته ليشمل الألبسة الجاهزة، والأحذية وكماليات الأناقة، يعكس الالتزام بالممارسات المستدامة التي تحرص الدار على اتباعها في سياق ثقافة تركّز على دمج فكرة العطاء للمجتمع في سياق العمليات اليومية.

أما الهدف الأكثر طموحًا لهذا المشروع، فيتمثّل بالتحوّل بالكامل بحلول نهاية هذا العام من النايلون البكر إلى نسيح إكونيل. تتعاون برادا في هذا الإطار مع شركة أكوافيل Aquafil التي تصنّع نسيج إكونيل من ألياف مصدرها مواد النفايات مثل شباك الصيد والسجاد ومواد بلاستيكية أخرى يجري توفيرها من مبادرات عدة لإعادة التدوير في أنحاء مختلفة من العالم.

الجدير بالذكر أن مشروع Re-Nylon من برادا شكل أيضًا موضوع أفلام وثائقية سلط من خلالها المستكشفون في ناشيونال جيوغرافيك الضوء على رحلة الدار لاستكشاف المسؤولية التي تقع على عاتقنا جميعًا للحد من المخلفات البلاستيكية التي تلوّث عالمنا الطبيعي.

حقائب Prada Re-Nylon من نايلون معاد التدوير / الأناقة المستدامة

حقائب Prada Re-Nylon من نايلون معاد التدوير / الأناقة المستدامة

Mr Porter Small World - المتجر المستدام

في شهر يونيو حزيران الفائت، أعلن موقع مستر بورتر، المنصة الإلكترونية الرائدة لبيع الأزياء الرجالية، عن إطلاق متجر سمول وورد (عالم صغير) الذي يتيح الوصول إلى إبداعات 33 علامة مختلفة تحتفي بالحرفية ودعم المجتمعات المحلية، وتتبنى أساليب ابتكار مسؤولة نحو الأناقة المستدامة، فضلاً عن استخدام مواد معادة التدوير أو ذات تأثير محدود على البيئة.

تتفاوت معروضات المتجر بين الأزياء الرجالية، والأحذية، والكماليات، والساعات، وصولاً إلى مستحضرات العناية الشخصية والأدوات المنزلية، وتحمل تواقيع دور من مختلف أنحاء العالم، على غرار Portuguese Flannel، وChamula، وNoma t.d.، وDouble Eleven، وEchapper، وStòffa.

تستوفي العلامات المختارة قانون الحرفية Craftmanship Code الذي أطلقته منصة مستر بورتر حديثًا لمناصرة ابتكارات دور تحقق مساهمات إيجابية في مجتمعاتها وتضع الاعتبارات البيئية والاجتماعية في صلب نشاطها التصميمي وقراراتها الإدارية.

لذا اشترطت المنصة أن تستوفي صناعة كل منتج يُعرض في المتجر واحدًا أو أكثر من مجموعة معايير أساسية تشمل صون مهارات حرفية عتيقة الطراز، واعتماد مواد وتقنيات تؤمن الكفاءة في استهلاك الموارد وتحد من التلوث وتدعم الأنظمة الحيوية، واستخدام أساليب إنتاج تدعم المجتمعات المحلية ومواد غير ضارة بالبيئة للحد من البصمة الكربونية، فضلاً عن توافر المتانة التي تتيح استمرارية المنتج لوقت أطول، والحرص على تبني معايير تضمن الحفاظ على رخاء الحيوانات.

Mr Porter Small World - المتجر المستدام لموقع مستر بورتر / الأناقة المستدامة

Mr Porter Small World - المتجر المستدام لموقع مستر بورتر / الأناقة المستدامة

Yves Behar for Ocean Cleanup - نظّارات لإنقاذ المحيط

في كل عام، ينتهي الأمر بملايين الأطنان من النفايات البلاستيكية إلى البحار والمحيطات، ليتحوّل التلوّث بالمواد البلاستيكية في البيئة البحرية إلى واحد من أسوأ المشكلات البيئة التي تهدد حياة أكثر من 600 جنس بحري.

في مواجهة هذه الأزمة البيئة وعلى سبيل الأناقة المستدامة، تنشط مؤسسة أوشن كليناب Ocean Cleanup غير الربحية، التي تأسست سنة 2013 في هولندا، في البحث عن حلول وتقنيات متطورة تتيح التخلص من البلاستيك في البحار والمحيطات. وفي سياق دعم هذه المساعي، تعاونت المؤسسة مع المصمم السويسري إيف بيهار لابتكار نظارات شمسية صُنعت من النفايات البلاستيكية التي جرى جمعها سنة 2019 من المحيط الهادئ الشمالي.

Yves Behar for Ocean Cleanup - نظّارات شمسية من أوشن كليناب لإنقاذ المحيط / الأناقة المستدامة

Yves Behar for Ocean Cleanup - نظّارات شمسية من أوشن كليناب لإنقاذ المحيط / الأناقة المستدامة

تزهو النظارات التي رمزت إلى الأناقة المستدامة لقابليتها في إعادة تدويرها، والتي تولت تصنيعها شركة سافيلو الإيطالية، بتصميم تقليدي محدد الزوايا يميزه لون يستلهم زرقة المحيط وإطار أسمك قليلاً من المعتاد لضمان الحفاظ على معايير الراحة والمتانة بسبب استخدام البلاستيك معاد التدوير.

ستُخصص كامل عائدات بيع هذه النظارات لتمويل عمليات التنظيف المستمرة في ما يُعرف ببقعة Great Pacific Garbage Patch (أرض النفايات الكبرى في الأطلسي)، وتُقدر المؤسسة أن تتيح عائدات زوج واحد فقط من هذه النظارات تنظيف رقعة تعادل مساحة 24 ملعب كرة قدم.