أعلنت دار بونهامز، ومقرها نيويورك، عن إطلاق أولى مبادراتها في المملكة العربية السعودية من خلال معرض فني استثنائي يحمل عنوان "جذور: بدايات الحداثة السعودية" Judhoor / Roots: The Origins of Saudi Modernism، ويُقام في غاليري لِفت LIFT Gallery، بعد تجديده حديثًا في حي جاكس الإبداعي JAX District، القلب النابض للمشهد الثقافي الجديد في الرياض، وذلك خلال الفترة من 8 إلى 10 أكتوبر 2025.
يتتبع المعرض جذور المشهد الفني الحديث في السعودية وتحولاته، بدءًا من إسهامات رواد الحداثة الأوائل مثل عبدالرحمن السليمان وصفية بن زقر ومحمد السليم، وصولاً إلى الأصوات الطموحة التي ظهرت في ثمانينيات القرن الماضي وما بعدها.
وتعليقًا على ذلك، قال نيما ساغارشي، رئيس مجموعة فنون الشرق الأوسط لدى بونهامز: "يُعدّ هذا المعرض أول معرض من تنظيم دار مزادات في المملكة يركّز على الفن الحديث المحلي، ويسلّط الضوء على الجذور العميقة للحداثة السعودية، كاشفًا تاريخًا ظلّ إلى حدٍّ كبير بعيدًا عن الأضواء، إذ يعيد الاعتبار للسرديات التي سبقت المشهد الثقافي المزدهر الذي نشهده اليوم".
يضمّ المعرض مجموعة من الأعمال الفنية السعودية الحديثة البارزة، إلى جانب مواد أرشيفية ووثائق تاريخية مهمة. ومن أبرز المعروضات لوحة أفقية للفنان محمد السليم من ثمانينيات القرن الماضي، استلهم فيها أفق مدينة الرياض كما تبدو من الصحراء، بعد أن حوّل مشهدها إلى رؤية تجريدية تُجسّد العلاقة بين الحضر والطبيعة.
كما يستضيف المعرض لوحة أخرى للفنان عبدالرحمن السليمان، رسمها عام 1981 مستلهمًا واحة الأحساء ومستخدمًا في تنفيذها تربة جمعها من زيارات طفولته إلى الصحراء. وتُقدّم المواد الأرشيفية من دار الفنون، أول مساحة مخصصة للفن الحديث في السعودية أسسها السليم، سياقًا أساسيًا لفهم بدايات الحركة الفنية المحلية.
فضلاً عن ذلك، يولي معرض جذور اهتمامًا خاصًا بمشاركة أبرز الأسماء النسائية في المشهد الفني السعودي، إذ يشهد أول عرض تنظمه دار مزادات لأعمال الفنانة صفية بن زقر، خريجة كلية سنترال سانت مارتينز في لندن في ستينيات القرن الماضي، وأول فنانة سعودية تُقيم معرضًا فرديًا في المملكة. وتُعدّ سلسلتها المؤلفة من 31 عملاً فنيًا، توثّق الأزياء التقليدية السعودية، من العلامات الفارقة في حفظ الهوية البصرية للثقافة المحلية.
كما يُعرض عمل للفنان بكر شيخون بعنوان "بورتريه لامرأة"، وهو من أوائل أعماله التي تُظهر ملامح التعبير المفاهيمي الذي أصبح لاحقًا سمة فنه المميز.
كما يضم المعرض أعمالاً لفنانين آخرين من بينهم عبدالحليم رضوي، وعبدالله الشيخ، وإبراهيم الفصام، وخالد العويس، ونجلا السليم، وعُلا حجازي، وسعود القحطاني، وطه الصبّان، ووداد الأحمدي، إلى جانب غيرهم من الأسماء التي شكّلت ملامح الحداثة السعودية.
ومن المقرر أن تُعرض الأعمال المشاركة في "جذور" لاحقًا ضمن مزاد بونهامز في لندن يوم 25 نوفمبر 2025.
يتزامن المعرض مع ندوة حوارية في ميزون أسولين Maison Assouline في منطقة الدرعية التاريخية، المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، يستضيفها جامعا الأعمال طه الكويز ومنيرة التويجري، بمشاركة مجموعة من الفنانين والباحثين أمثال نجلاء السليم (فنانة وابنة محمد السليم)، وعبدالرحمن السليمان، أحد رواد الفن الحديث في المملكة، ولولوة الحمود الفنانة السعودية التي حازت جوائز، والباحثة الأكاديمية نَدى الركف، على أن تُدير الجلسة المتخصصة في الفن العربي فاديا عنتر.
ويمثل هذا الحدث جزءًا من التوسّع الأكبر الذي تقوم به دار بونهامز في منطقة الشرق الأوسط، والذي يتوّج أخيرًا بتعيين سوزي سيكورسكي في منصب مديرة تطوير الأعمال في منطقة الشرق الأوسط.
تمتلك سيكورسكي خبرة تتجاوز عشر سنوات في مجالي الفن الحديث والمعاصر، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط، فأسست خلال مسيرتها علاقات وثيقة مع جامعي الأعمال الفنية والمؤسسات والشركاء الثقافيين حول العالم.
وستتخذ سيكورسكي مقرًا لها بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، لتقود من خلال منصبها الجديد جهود تطوير العلاقات الاستراتيجية واستقطاب المقتنيات ضمن أسواق الفن والمنتجات الفاخرة الإقليمية، دعمًا للمبيعات العالمية والمبادرات الخاصة لدار بونهامز.