البحث عن عطلة فريدة في عالمنا الصاخب مهمة تزداد صعوبتها يومًا بعد آخر. فكلما ازدادت رقعة البشرية، تقلصت الخصوصية، وكلما تطورت الحياة واتسعت الخيارات تراجع مستوى التفرد، وأصبح من الصعوبة بمكان أن يجد عشاق الفخامة ضالتهم. ورغم ذلك، لا يتوقف العالم عن مد هؤلاء بما يحتاجون إليه من معاني الرفاهية والترف. وقد برزت مؤخرًا جزيرة باين كاي Pine Cay كإحدى أفخم الوجهات، بما توفره من هدوء وخصوصية.

فهي جزيرة خاصة وصغيرة، مخفية بين مجموعة جزر تركس وكايكوس بالمحيط الأطلسي المقابل لقارة أمريكا الشمالية، حيث تنبسط في منطقة البحر الكاريبي البريطانية بين كوبا وجزر الباهاما، وعلى مقربة من هايتي والدومينيكان وغيرها من الجزر الخلابة في تلك البقعة الساحرة من العالم.

في جزيرة باين كاي يلتقي سحر ثالوث الشمس والبحر والرمال الذي توفره تلك الملاذات الاستوائية الرائعة، مع الاسترخاء الماتع والضيافة في أرقى صورها، وكلها أسباب جعلت الخبراء يصنفونها واحة فردوسية على الأرض، حيث يمكن لزائرها الانعتاق من مشاغل العالم بالعودة إلى الطبيعة والسكينة، في ظل التزام راسخ من قبل القائمين على إدارتها بالحفاظ على البيئة البكر والطبيعة المحمية.

جزيرة Pine Cay

Relais & Chateaux

الملاذ الساحر

تبلغ مساحة جزيرة باين كاي نحو 800 فدان فقط، وقد بدأت في جذب الزوار من مختلف أنحاء العالم لأول مرة في سبعينيات القرن الماضي، عندما شكلت مجتمعًا صغيرًا من مالكي المنازل من الأمريكيين، بالإضافة إلى عدد قليل من المسافرين الأوروبيين، الذين جمعهم عشق هذا المكان الساحر، حيث الرمال النقية، والمياه الصافية بلون الزبرجد، ومظاهر الحياة البرية والبحرية شديدة التنوع.

ولكن هؤلاء العاشقين لباين كاي حرصوا على أن يظل المكان مخفيًا لعقود طويلة، خوفًا من ويلات التنمية المفرطة، والزحف البشري الملوث لفطرة الطبيعة.

على أن الجزيرة فتحت ذراعيها مؤخرًا، مرحبةً بالنخبة ممن يسعون إلى الاستمتاع بتجربة لا مثيل لها من الرفاهية والخصوصية، بعد أن صارت باين كاي جزءًا من مجموعة Relais & Chateaux التي عملت على تجديد مرافق الجزيرة الساحرة، ومنحها الطابع الفاخر المتفرد، مع إعطاء أولوية لحمايتها المستمرة من أي تدخلات ضارة، وضمان ازدهارها في المستقبل، وتحقيق أسس الاستدامة.

وقد عملت المجموعة على إعادة إنشاء نادي الجزيرة، ليتجلى فندقًا أنيقًا وعصريًا بكل ما يشمله من خدمات تكتمل بمطعم ومنتجع صحي وصالة ألعاب رياضية وحمام سباحة وشاطئ معزول.   

جزيرة Pine Cay

Relais & Chateaux

يتميز منتجع Relais & Chateaux Pine Cay بما يقدمه من خصوصية لافتة، إذ يحتوي على 11 فسحة إقامة فقط، ومنزلين ريفيين فاخرين، و8 فيلات تنبسط على الشاطئ لأولئك الذين يسعون إلى مزيد من العزلة والخصوصية، مع إمكانية الوصول إلى خدمات ضيافة باين كاي المتميزة.

تحظى الغرف والأجنحة الفسيحة بإطلالة ساحرة على المحيط الأطلسي، إذ تفتح الواجهات الزجاجية الممتدة من الأرضية حتى السقف على أفنية خاصة، وشاطئ يبلغ طوله نحو ميلين، ليبدو للناظر بين تلك الغرف كلوحة جدارية للطبيعة المتحركة بلمسات فاخرة.  أما المساحات الداخلية، فتزهو برقي الخشب الدافئ واللون الأبيض الناصع، بما ينسجم مع ما يوفره المكان من جو مؤنس يساهم في تحقيقه طاقم عمل صغير ومحترف لم يأت لمجرد خدمة الضيوف بقدر ما جاء ليجعلهم يشاركونه عشق هذه البقعة الساحرة.

جزيرة Pine Cay

Relais & Chateaux

الاسترخاء الماتع

لا تضم الجزيرة مدنًا أو مسارات مزدحمة، ومن ثم ستمنح زائرها واحة للاسترخاء المطلق في هذه الجوهرة المخفية، ليس بقضاء الوقت في الاستمتاع بحمامات الشمس الاستوائية المميزة، أو السباحة بين المياه الفيروزية الأكثر بريقًا ولمعانًا فحسب، بل في استكشاف الجزيرة أيضًا لاختبار تجربة لا تنسى، تبدأ بجولات عربات الجولف للتعرف على الحياة البرية الوفيرة بالجزيرة، واكتشاف بعض أجمل مواقعها، مرورًا بالحاجز المرجاني وبحيرات المياه العذبة، والغطس في أجمل البقاع من حولها.

تشمل المغامرات المتاحة أيضًا رحلات مخصصة، مثل الإبحار بالقارب إلى  مواقع قصية عند الشاطئ، أو الاستمتاع بعشاء رومانسي بمحاذاة البحر، أو مشاهدة عروض الأفلام في الهواء الطلق وتحت النجوم والسماء الصافية.

جزيرة Pine Cay

Relais & Chateaux

ورغم أن جزيرة باين كاي تعد في حد ذاتها ملاذًا صحيًا، حيث أشعة الشمس الصافية والهواء النقي الذي يولد إحساسًا عميقًا بالأنس، إلا أن الجزيرة تتباهى بمنتجعها الصحي المتميز Sand Dollar الذي يقدم مجموعة كبيرة من الخدمات الصحية والتجميلية، باستخدام مكونات طبيعية مزروعة على الجزيرة.

فضلاً عن ذلك، يقدم المنتجع خيارات وفيرة لتجارب طعام مستوحاة من مختلف أنحاء العالم، وبشكل خاص من الريف الأمريكي مع اللمسات الاستوائية لجزر البهاما، وهي القوائم التي تتجدد يوميًا، بل على مدار اليوم مع ابتكارات لا حصر لها يمكنك أن تستمتع بتناولها بجانب المسبح تحت مظلات القش، وأمام المشاهد المترامية للرمال والمياه الممتدة، أو للسماء اللازوردية وهي تتحول إلى اللون البرتقالي والوردي مع غروب الشمس، أو تتلألأ بالنجوم في الأمسيات.