هذا الحدث الذي عُرف لاحقاً بـاسم "الهروب الكبير" ألهم فيلماً شهيراً عام 1963 من بطولة ستيف ماكوين. وفي عرضه الأول بلندن، ارتدى تشرشل سترة عشاء مفصّلة خصوصاً من جيفز آند هوكس، دار الخياطة في شارع سافيل رو ذات الإرث العسكري العريق الذي يعود إلى أواخر القرن الثامن عشر. وتُعد جيفز من أوائل بيوت سافيل رو التي قدّمت خطاً للملابس الجاهزة في عشرينيات القرن الماضي تحت مسمّى Immediate Wear. 

اليوم، تعود الدار إلى هذا الإرث لتصوغه من جديد. فقد أعادت ابتكار تفاصيل سترات المعارك الملكية لعام 1942 في تصميم عصري لسترة قصيرة، وابتكرت رابطة عنق من الحرير الإنجليزي بزخارف مستوحاة من مقاتلة Supermarine Spitfire، الطائرة التي غيّرت مجريات معركة بريطانيا بفضل سرعتها ومرونتها. وفي تعاون لافت مع Bellerby & Co. Globemakers، تكشف الدار عن وشاح حريري مطبوع بخريطة الهروب الكبير، ما يجعله قطعة نادرة تحمل قيمة رمزية أيضاً.

تتجلى روح المجموعة في التفاصيل الدقيقة واللوحة اللونية التي تستمد إيقاعها من بدلات الطيران وشارات السرب، فتزهو بألوان الأخضر الزيتوني والبني والرمادي الحجري وتخللها ومضات من الأحمر الجريء. إنها ألوان تستحضر قوة السماء في زمن الحرب وتحوّلها إلى سرد بصري معاصر.

ويعلّق المدير الإبداعي جوشوا روبيرتو سكاكيري، الذي انضم إلى الدار عام 2023 ليعيد إليها هويتها البريطانية، لمجلة Robb Report: "أحب الحنين، والخياطة البريطانية هي أصدق تعبير عنه. أردت إعادة صياغة الخطوط الأساسية باستخدام أقمشة إنجليزية خالصة، مع تطوير القصّة لتجمع بين البنية العسكرية والراحة المعاصرة". من هنا، جاءت الياقات الأعرض، والأكتاف الأقل صلابة، وفتحات الأكمام الأعلى والأضيق، لتمنح البدلات توازناً بين القوة والانسيابية.

لكن ما يميز المجموعة حقاً هو أنها لا تكتفي بإعادة قراءة الزي العسكري، بل تحتفي بأبطال صنعوا التاريخ. ويختم سكاكيري بقوله: "علينا أن نتذكر هؤلاء الرجال. فلولاهم لكان العالم اليوم مختلفًا".