أصبح الدفاع عن النفس يحتل موقع الهجوم في عالم اليخوت. يُشاع مثلاً أن يخت Eclipse، البالغ طوله 533 قدمًا، لصاحبه رومان أبراموفيتش، يحتوي على نظام دفاع مضاد للصواريخ، فيما يخت Thunder، الممتد بطول 165 قدمًا، قادر على إطلاق صواريخ خاصة به، وذلك بفضل الخبرة العسكرية لشركة أوشنفاست Oceanfast الأسترالية التي تكفلت ببنائه.

يقول ماكس بورغازلي، القبطان السابق لليخت: "صُمّم نظام التثبيت المتعدد الزعانف للحفاظ على ثبات سطح السفينة عند إطلاق الصواريخ، فلا يتأرجح القارب، حتى في البحار الهائجة".

وتفيد التقارير بأن العديد من اليخوت العملاقة قد زُودت بغرف آمنة، فيما بعض الطلبات الحالية على الغوّاصات مصدرها أولئك الذين يعدونها وسائل هروب محتملة. قد تبدو هذه الاعتبارات المرهقة في نظر السّاعين للاستمتاع برحلات القوارب غير منطقية، لكن أصحاب اليخوت صاروا يضيفون باطراد مزايا الأمان إلى الأمور الضرورية التي ينبغي أن تتوفر على متن يخوتهم، حتى الصغيرة منها.

إذا كان في تثبيت قاذفات صواريخ مبالغة، فقد يتمثل الحل الأمثل بالأسطح المقاومة للرصاص. لذا تعمل شركة بيرينغ لليخوت Bering Yachts حاليًا مع شركة تراسكو بريمن لتحصين المركبات الفاخرة Trasco Bremen GmbH لدعم يخوتها الاستكشافية التي يراوح طولها بين 80 قدمًا و180 قدمًا. يقول أليكسي ميخائيلوف، الرئيس التنفيذي لشركة بيرينغ: إن تحصين سفينتك "لا يعني أنك ذاهب إلى الصومال، فالجرائم العشوائية قد تحدث في أي مكان".

تركز علامتا بيرينغ وتراسكو بريمن على قمرة القيادة وغرفة المحرك، وكلتاهما نقطتان مكشوفتان في حال طرأ هجوم ما. يقول سيرغي ليزون، الرئيس التنفيذي لشركة تراسكو بريمن: "بدلاً من غرفة الأمان، حيث ينتظر الركاب قدوم المساعدة، يبدو منطقيا أكثر حماية المناطق التي تتيح للملاك والطاقم التحكم في اليخت، ذلك أنهم سيحبسون أنفسهم داخل هذه المناطق، ويطلبون المساعدة، ومن ثم يتوجهون إلى الشاطئ".

قد يكلف تحصين اليخت بين 400,000 دولار و600,000 دولار، بناء على حجم اليخت ومواصفاته. وتشمل المناطق المحمية السقف، والباب، والزجاج المُحسَّن المضاد للرصاص والمصنف سادسًا على مقياس VPAM، وهو قادر على تحمل سيل من الطلقات القادمة من رشاش AK-47.

تضيف هذه التعزيزات قرابة 4,536 كيلوغرامًا إلى وزن القارب، لذلك فمن المنطقي إدخالها على متن اليخوت الاستكشافية، لا على القوارب الصغيرة. كما أن الهيكل ليس محض صندوق فولاذي، إذ ينبغي أن يكون الإطار المدرّع مقاومًا للقنابل اليدوية، فيما تتسع مداخله في الوقت نفسه للكابلات ومنافذ الهواء والأقفال الخاصة، وتتداخل الأبواب والجدران للحماية من الطلقات النارية المائلة.

بالإضافة إلى الغرف المحصنة، يقترح ميخائيلوف مجموعة من وسائل ردع القراصنة، مثل الأجهزة الصوتية بعيدة المدى التي تصدر ضوضاء عالية النبرة لصد المعتدين، وسلاح "دازل" الذي يبعث أشعة خضراء لإرباك المهاجمين، وكاشفات الحركة على الأسطح. يشير هورست ريوتن، الرئيس التنفيذي لشركة I.B.S. International Operative Services، الشركة الألمانية المتخصصة في حماية اليخوت الفاخرة، إلى أن "تدريبات الحوادث" التي تحاكي سيناريوهات يتعرض فيها اليخت لحصار من القراصنة (أو مصوّري المشاهير) باتت تحظى بشهرة واسعة النطاق، ويُلجأ إليها لتدريب الطاقم على ما ينبغي فعله في حال طرأ أمر غير متوقع.

شهدت الشركة ارتفاعًا في الطلب على خدماتها بنسبة تراوح بين 5% و10% سنويًا منذ عام 2016. أما إذا أردت المزيد، فبإمكان شركة IBS تجهيز يختك بالسونار لرصد ما يجري تحت المياه، وبأنظمة مضادة للطائرات دون طيار لتوفير الحماية الجوية، وبجنود سابقين مسلحين إذا كنت تقصد وجهات مشكوكة، إلى جانب تقديم المشورة بشأن طُرز اليخوت المستقبلية.

يشير ريوتن إلى أن طلبات الزبائن على هذه الأنظمة الدفاعية نادرة بالمقارنة مثلاً بأنظمة كشف الدخلاء، ويقول بهذا الصدد: "نقدم الكثير من الاستشارات خلال عمليات بناء اليخوت وتجديدها بهدف تحليل المخاطر وتعزيز معايير الحماية".

أما النصيحة الأخيرة التي ينصح بها ميخائيلوف، رئيس شركة بيرينغ، فهي الآتية: إذا فشلت كل الحلول، اعكس مثبتات اليخت لإلقاء المهاجمين، حرفيا، خارج اليخت. ويضيف: "إن هذه الخطوة كفيلة بإخلاء سطح اليخت بسرعة". كما أنه حل أرخص بكثير من الأنظمة المضادة للصواريخ.