يبدأ الإبحار بمحاذاة سبيتسبرغن، أرض المضائق الوعرة والطيور البحرية النادرة، قبل التوغّل في قلب الصفائح الجليدية المتحركة، حيث يتحوّل الأفق الأبيض إلى مشهد يتبدل كل لحظة. 

المحطة الأهم هي بلوغ القطب الشمالي الجغرافي عند خط العرض 90° شمالًا في إنجاز لم يسبق أن حققه سوى قلة من المستكشفين عبر التاريخ. 

خلال الرحلة، تنكشف روائع شرق غرينلاند بمضائقها العظيمة وتقاليد الإنويت الأصيلة، وني أليسوند، البلدة العلمية الأقصى في العالم. كما تتيح سبيتسبرغن في طريق العودة اكتشاف المملكة المنعزلة للدببة القطبية وموطن أكبر غطاء جليدي في أوروبا.

هناك، يتراءى المشهد القطبي الأخّاذ، من الجبال الجليدية الشاهقة إلى الفقمات والحيتان والثعالب القطبية، مع فرصة لمشاهدة الشفق القطبي. وعلى اليابسة، تضيف الأنشطة المتاحة مثل الجدف في قوارب الكاياك، أو السير بالأحذية الثلجية، أو القفز في المياه القطبية، بعدًا آخر للمغامرة.

على متن السفينة ذات التصميم الإسكندنافي، يختبر الركابُ مزيجًا من الراحة والضيافة الفرنسية، بداية من مساحة عصرية للاسترخاء في صالة مراقبة زجاجية مغلقة، أو الاستمتاع بسطح "بلو لاغون" المزوّد بمقاعد مُدفأة، فضلًا عن ناد صحي فاخر يضم غرفة ثلجية وساونا ومسبحًا داخليًا، وصولًا إلى Nuna المطعم الوحيد للطاهي آلان دوكاس في عرض البحر. وتتميز أماكن الإقامة كلها على متن السفينة بشرفات خاصة.

لكن هذه الرحلات التي تنطلق في عام 2027، ليست محض ترف. فهي جسر إلى العلم. فبالتعاون مع مؤسسة عريقة تدعم البحث العلمي والبعثات حول العالم، تستضيف السفينة ضيوفًا من نادي المستكشفين The Explorers Club، ليلقوا على الركاب محاضرات حية، وقصصًا من قلب عالم الاستكشاف، ويشاركوهم أبحاثًا علمية من الخطوط الأمامية للكوكب، بحسب موقع بونان.

وفي هذا يقول صامويل تشامبرلين، الرئيس التنفيذي لبونان، في بيان: "على مدى الأشهر الخمسة عشر الماضية، وضعنا تصميمًا دقيقًا لرحلة مدتها 12 ليلة تستجيب لتطلعات هذه السوق. 

إننا لا نقدم رحلة بحرية فحسب، بل نبني منصة للاستكشاف العلمي، والمبادرة البيئية، والتبادل الثقافي، بلمسة من الضيافة الفرنسية الرفيعة.إنها رحلة إلى داخل الذات، للمسافر الذي يبحث عن تغيّر حقيقي في حياته".